تعرف علي قصة الفتى السوري الذي أدهش أستراليا (صور)

كان لافتاً في حفل افتتاح فندق بيلي الجديد في مدينة كوينزلاند الاسترالية في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2019، أن ترى شابا في الخامسة عشرة من العمر وهو يلتقط الصور مع رجل الأعمال غسان عبود وسط حضور شخصيات رسمية رفيعة المستوى، قبل أن يقدمه عبود لرئيسة وزراء كويز لاند أناستاشيا بالاشايك، باعتباره أصغر مدير شركة (CEO) في بلادها، ومؤكدا أنه سوري المولد والأصل.

ولم يكن هذا الشاب الصغير الذي أدهش رئيسة وزراء كويز لاند سوى (فادي عبو) الذي استطاع بعد سبع سنوات من مغادرته سوريا، أن يشغل منصب المدير التنفيدي لشركة Clarcias للعناية بالبشرة على الإنترنت.

رحلة صعبة للغاية!

كتبت عنه الصحافة فقالت إنه أجبر على مغادرة منزله بدمشق في عام 2012 ، وانتقل فادي وعائلته إلى فرنسا حيث أن والده جوني عبو عمل صحفيا  منذ 23 عاما مع العديد من وسائل الإعلام العربية والأجنبية..  وقد استمر في العمل في مهنته بعد وصولهم إلى فرنسا. لقد سافروا إلى الولايات المتحدة قبل أن يستقروا أخيرًا في أستراليا، وهي رحلة قال فادي إنها “صعبة للغاية”.

وقال فادي عبو عن رحلته الأخيرة إلى أستراليا، “كان من الصعب في مثل هذه السن المبكرة أن تفقد كل ما تعرفه على الإطلاق ، وأن تتحول إلى عالم جديد تمامًا حيث لم تكن تعرف كيف تتحدث اللغة وكيف تتكيف مع الناس.”

بين المدرسة وإدارة الشركة!

ولعله من المثير للدهشة أن يتحدث طالب على مقاعد الدراسة عن برنامج عمله اليومي لإدارة الشركة التي عبرت عن مواهبه الخاصة في العمل التجاري وفي البحث عن آفاق جديدة لبناء الذات في سن مبكرة، وقد تحدث فادي عن هذا البرنامج على النحو التالي: “استيقظ في الساعة الخامسة صباحًا يوميًا لزيادة وقتي واستغلاله بفعالية. أقفز مباشرة إلى العمل ، وأتفحص أي تحديثات من الشركة. بعد بضع ساعات من العمل ، أبدأ التحضير للمدرسة. بعد المدرسة أتوجه إلى صالة الألعاب الرياضية لأنني أعتقد أن اللياقة مهمة. بمجرد أن أكون في المنزل أدرس وأكمل المهام المدرسية. رغم أنني أقدر شركتي أسعى إلى إعطاء الأولوية لتعليمي. وبعد العمل المدرسي أقضي الساعات المتبقية في المساء لتركيز انتباهي على الشركة”.

اقرأ أيضا

هل تعرف عدد بطاقات الائتمان في تركيا؟.. تفاصيل مذهلة

عالم مثير جدا!

شغف فادي بالأعمال التجارية والعناية بالبشرة بدأ عندما كان فتى، وجاءت  تجربته في مجال الأعمال عندما اعتاد رسم الصور وبيعها لأقرانه في الحي وفي هذا يقول: “أعتقد أن عالم الأعمال مثير جدًا وله معنى عميق بالنسبة لي، فعملي في إدارة شركة للعناية بالبشرة شيء أحب فعله حقًا. لقد نقلني إلى آفاق جديدة كاملة. وقال “لقد جعلني اختبر عوالم جديدة”.

ورغم مواهب فادي الفنية المتعددة بدءا من الرسم وليس انتهاء بالتمثيل، إلا أن حلمه هو دراسة القانون، وشغفه بالفن والتجارة لا يمنعه من التفكير بطريقة أخرى في رسم مستقبله المهني في مجال مختلف، لكن من المفيد أن نستمع إلى فادي وهو يتحدث عن رؤيته لفنون الأداء “أعتقد أن التمثيل جزء مهم جدًا من فنون الأداء. والفن عموما جميل للغاية حيث يمكنك بالفعل تحويل المكان الذي يسير فيه الشخص ويمكنه إظهار عواطف شخص ما وكيف يمكن للشخص تغيير صوته وكيف يمكن أن يتحول إلى شخصيات مختلفة”.

يمثل فادي نموذجا لجيل سوري نشأ في ظل الحرب، لكنه استطاع أن يقدم مواهبه الخاصة في مجالات متعددة، واستطاعوا أن يتفقوا في تحصيلهم الدراسي في أصعب الظروف كي يعبروا عن طموح شعب دفع أغلى الأثمان من أجل التغيير، في التفكير برسم مستقبل جديد له، حتى على بعد آلاف الأميال من وطنه.

.

المصدر/ orient

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.