قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن حصر ماضي العلم وحاضره بالغرب فقط وتجاهل العلماء المسلمين، “إن لم يكن عن عمد، فهو ينم عن جهل”.
جاء ذلك في كلمة خلال اختتام فعاليات عام “البروفسور فؤاد سزغين”، بمطار إسطنبول، الإثنين.
واستشهد أردوغان بمقولة للمؤرخ التركي الراحل فؤاد سزغين، مفادها “لقد كان شرح عظمة الحضارة الإسلامية لمجتمعاتنا، أصعب من شرحها للغربيين”.
ولفت أردوغان أن تلك المقولة إنما تعبر عن حقيقة مؤلمة، وأضاف: “هذا هو بالضبط ما كان يرمي إليه الساعون لإجبار هذه الأمة على التخبط في مستنقع عقدة النقص على مدار أعوام طويلة”.
وأكد على أن العالم الإسلامي الذي جعل من إسطنبول والقاهرة ودمشق وبغداد منارات للعلم والثقافة على مدار عصور، قادر على القيام بنهضة جديدة تليق بتاريخه.
وأوضح أردوغان أن مراجع تاريخ العلوم في يومنا، تطغى عليها النظرة الاستشراقية، التي تعلي من شأن أوروبا وتضعها في جوهر النهضة العلمية.
وشدد على أن هذه المقاربة الاستشراقية التي تعتبر الإختراعات والإكتشافات قبل 500 عاما، منطلقا لتاريخ العلوم، إنما هي مقاربة ناقصة ومضللة.
وأشار إلى أن المكتبات التي تحوي مؤلفات قيمة للغاية، كانت منتشرة في الحواضر الإسلامية، قبل أن يطلع العلماء الأوروبيون على التراكم المعرفي الذي حققه المسلمون.
واستشهد أردوغان بانجازات العلماء المسلمين، من أمثال الخوارزمي الذي تسمى الخوارزميات باسمه، وأبو بكر الرازي، الذي ألف موسوعة الحاوي الطبية المكونة من 20 مجلدا، والتي طبعها الإنكليز 40 مرة اعتبارا من القرن السادس عشر.
ولفت إلى أن الفارابي كان مصدر الهام للآخرين من خلال كتابه “المدينة الفاضلة”، وأن ابن خلدون الذي يعد رائد علم الاجتماع، بمثابة مرشد أنار طريق “مونتيسكو” و” دوركايم” في هذا المجال.
وولد فؤاد سيزغين في عام 1924، هو أحد أبرز الضالعين في التراث العربي والإسلامي، على مستوى العالم.
وأتقن المؤرخ التركي 27 لغة، من بينها السريانية والعبرية واللاتينية والعربية والألمانية، بشكل جيد جدًا، وأنشأ في 2010، وقف أبحاث تاريخ العلوم الإسلامية بهدف دعم أنشطة متحف العلوم والتكنولوجيا الإسلامية في إسطنبول، وتوفي العام الماضي.
.
المصدر/ A.A