معظم من جاء إلى تركيا منذ سنوات حتى الآن -لا سيما من مصر وسوريا واليمن وفلسطين وغيرها- يسعى للحصول على الجنسية التركية.
لكن كيف يمكن الحصول عليها؟ وهل تختلف كل حالة عن غيرها؟
نعم. في البداية فإن للأمر علاقة بالفترة التي وصلت فيها إلى إسطنبول، فقد تغيرت أغلبُ قوانين الإقامات في السنوات الماضية، ومن جاء قبل 10 سنوات، يختلف وضعه تماماً عن القادم حديثاً.
وهذا ما حدث مع الشابّ الفلسطيني جهاد حسين، الذي وصل إسطنبول عام 2011 بفيزا “صحافة”، قبل أن تتغير القوانين، استطاع من خلالها أن يقدّم في إسطنبول على إقامة صحفية، تصدر من رئاسة الوزراء التركية وتتمتع بامتيازات كثيرة، منها الدخول إلى أي مؤتمرات أو مناسبات رسمية في تركيا دون حاجة إلى دعوة، والتنقل المجاني في مواصلات تركيا العامة كافة.
حسين الذي كان يعمل صحفيّاً في وكالة فلسطينية قبل وصوله إلى إسطنبول، يقول : “بعد 4 أعوام انتقلت للعمل في مؤسسة تركية، وحصلت على إقامة عمل، وفي عام 2017 قدمت على الجنسية التركية وحصلت عليها بداية عام 2019”.
وكانت شروط الحصول على تأشيرة الصحافة هي الحصول على فيزا من البلد الأم تُسمَّى “فيزا صحافة”، ثم تقديم طلب الإقامة “الصحفية” لدى جهة الأمنيات.
إلا أنه في الأعوام الماضية تَغيَّر نظام الإقامة في تركيا أكثر من مرة، لذا فإن تلك الإقامة الصحفية لم تعد كما كانت، وأُدرجت اليوم تحت الإقامة السياحية مرفقة بكلمة Basin (صحافة).
أما طبيب الأسنان السوري محمد فارس، الذي جاء إلى إسطنبول عام 2015، فكانت قصته مختلفة.
فبعد حصوله على الكيمليك (الإقامة) كحالة باقي السوريين في تركيا، تواصلت معه دائرة الهجرة وطلبت منه تحديث بياناته وتقديم الطلب للحصول على الجنسية.
ويشرح فارس قائلاً: “عام 2015 تواصلت دائرة الهجرة مع سوريين كُثر جاؤوا إلى تركيا بسبب الحرب الدائرة، لا سيما مع الأطباء والمعلمين”.
ويُكمل: “طلبوا مني ومن زملاء أعرفهم تحديث بياناتنا وتقديم شهادتنا الأصلية مُترجَمة ومُصدَّقة، لأن أهمّ ما في الأمر لديهم هو المهنة والشهادة”.
“ولأني أحضرت شهادتي الأصلية معي من سوريا، كان الأمر أبسط، أما رفاقي فاضطُرُّوا إلى اللجوء إلى مؤسسات النظام للحصول عليها، وهو أمرٌ غير سهل بتاتاً”.
يُطلَق على حالة فارس اسم “الجنسية التركية الاستثنائية” التي تقدِّمها السلطات التركية للأجانب في حالات خاصة.
لكن هل هذه هي الطريقة الوحيدة للحصول على الجنسية؟ ولماذا تكون إجراءات البعض أسرع من غيرها؟ أسئلة كثيرة طرحناها على المحامي التركي خليل كوش المختصّ بمتابعة قضايا التقديم للحصول على الجنسية.
يقول كوش، حول الجنسية الاستثنائية، إنه يمكن للأجنبي الحصول على الجنسية التركية عبر عرض من الوزارة، وبعد موافقة مجلس الوزراء عليها بموجب القانون رقم /5901/ المادة /12/ المتعلق بقانون الجنسية التركية، دون النظر في شروط الحصول على الجنسية الاعتيادية.
ولكن يُشترط أن لا يشكّل أي وضع عائقاً أمام هذا الإجراء أو يشكل خطراً على الأمن القومي التركي.
وحول باقي الطرق يوضح أن أكثر ما يهمّ السلطات التركية هو أن يكون لدى المقدم على الجنسية إقامة، سواء كانت لطالب أو سياحية أو إقامة عمل، فكل ما هو قانوني يساعد في عملية التجنيس.
طرق الحصول على الجنسية التركية
1. يوضح كوش أن الجنسية الاستثنائية لا تُعطَى فقط للسوريين، ورغم أن أكثر من أدرجت دائرة الهجرة أسماءهم كانوا من السوريين، فإن عدداً من المصريين والليبيين حصلوا على الجنسية الاستثنائية.
2. الإقامة بغرض العمل بشكل متواصل لمدة 5 سنوات مع إجازة المغادرة خلالها لمدة لا تتجاوز ستة أشهر. وفي هذه الحالة يقول المحامي التركي، إن العملية تستمرّ لخمس مراحل قانونية فقط.
3. الزواج بمواطن تركي أو مواطنة تركية، ولا تأخذ عملية التجنيس أكثر من 3 مراحل قانونية.
4. شراء عقار أو استثمار اقتصادي بمبلغ لا يقلّ عن 250 ألف دولار، لمدة 3 سنوات على الأقلّ. ولا تتطلب أكثر من 3 مراحل قانونية.
5. المنحدر من أصول تركية، إذ يتقدَّم بطلب الجنسية بعد إبراز الوثائق والمستندات التي تثبت ذلك.
6. التجنس بالتبني، إذ يمنح القانون التركي للأسرة التركية حقّ تبنِّي مواطن أجنبي غير بالغ، وبناء عليه يمكن التقدم بطلب لحصول القاصر الأجنبي على الجنسية.
وعادة ما يُطلق المقيمون العرب في تركيا على مراحل الجنسية التركية بأنها سبع، وارتفعت مؤخراً إلى 9، إلا أن المحامي أوضح أن المراحل القانونية خمس فقط: الأولى تقديم طلب الحصول على الجنسية، الثانية تحويل الطلب من دائرة الهجرة إلى النفوس، الثالثة البحث أمنيّاً في ملف المُقدِّم على الطلب، والرابعة إعلان القبول أو الرفض وتحويلها لدائرة الهجرة، والخامسة إكمال معاملة الحصول على الهُوية من النفوس (المديرية العامّة للأحوال الشخصية).
أما في حالة المراحل الثلاث مثل شراء العقار، فتُختصر كالتالي: الأولى تقديم الطابو (عقد شراء المنزل) مرفقاً بطلب الحصول على الجنسية لصاحب المنزل، الثانية تحويل الطلب للنفوس والبحث الأمني، والثالثة إكمال معاملة الحصول على الهُوية من النفوس.
ووفق كوش، فإن الأوراق والمستندات الأساسية المطلوبة للجنسية هي:
شهادة الميلاد.
جواز السفر.
شهادة الزواج إن كان متزوجاً، أو شهادة عازب.
بطاقة الإقامة في تركيا
وإن كانت هناك أي مستندات أخرى، فقد تُطلَب من المقدم على الجنسية في المراحل التالية، مثل الشهادة الجامعية الأصلية من البلد الأم المصدَّقة من الخارجية.
أما أكثر الساعين للحصول على الجنسية والذين يتابع المحامي التركي قضاياهم، فهم ممن اشتروا عقارات في تركيا، إذ إن هذه الحالة أسرع من غيرها حسب قوله.
وقلصت تركيا الحد الأدنى المطلوب للاستثمار في البلاد من الأجانب للحصول على الجنسية وَفْقاً للتعديلات الأخيرة على القوانين التي سُنّت في 19 سبتمبر/أيلول 2018، إذ انخفض الحد الأدنى المطلوب للاستثمار من مليون دولار أمريكي إلى 250 ألف دولار.
أما الحالة الثانية السريعة فهي حالة الزواج بمواطن/مواطنة تركية، ثم حالة المُقدِّم على الجنسية وهو يحمل إقامة عمل لـ5 سنوات.
أما في حالة الجنسية التركية الاستثنائية، فقد تنتهي الإجراءات سريعاً لدى البعض، وقد تستمرّ لسنوات عند آخرين.
ويقول كوش إن سبب ذلك هو السلطات التركية، لأنها وحدها من يقرر ذلك وفق وضع المقدّم على الجنسية، أمنيّاً وقانونيّاً.
كيف يمكنني العثور على محامي الجنسيه التركيه معي أوراق أصول
وشكرا