تثار التساؤلات حول زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المفاجئة أمس الأربعاء، إلى تونس، وعقده لقاء مع الرئيس قيس سعيد، بتطورات الملف الليبي، وتلويح تركي بإرسال قوات إلى طرابلس في مواجهة الهجوم الذي يشنه اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وفي حين أكد مختصون على أهمية تونس بالنسبة للحراك الذي تقوده أنقره في شرق المتوسط وليبيا، يرى آخرون أن تونس قد تلعب دورا مهما في حلحلة الأزمة الليبية، كونها إحدى دول الجوار الليبي، وتربطها علاقات متوازنة مع أطراف الأزمة.
توسع تركيا شرق المتوسط
وفي هذا السياق، قال الجنرال المتقاعد، جيم كوردينيز، إنه على تركيا توسيع درعها في البحر المتوسط، لتشمل ليبيا، لافتا بذات الوقت أن الاتفاق مع تونس يعزز مكانة وقوة أنقرة بالمنطقة مقابل التحركات اليونانية هناك.
وأكد في تقرير لصحيفة “يني شفق”، أن ليبيا بالنسبة لتركيا هي منطقة إستراتيجية في شرق المتوسط، ولتعزيز فاعلية أنقرة هناك يجب عليها أن تستجيب لطلب حكومة الوفاق الوطني في ظل الوضع الحرج الذي تمر فيه.
الدعم اللازم من تونس
ورجح الجنرال التركي، أن السبب الرئيسي لزيارة أردوغان المفاجئة إلى تونس، هو من أجل طلب الدعم اللازم للقوات التركية البحرية وإنشاء ميناء في تونس يلبي احتياجاتها.
وأكد على أنه إلى جانب التدخل العسكري اللازم، فإن تركيا مطالبة بتقديم كافة أنواع الدعم من خلال توفير المعدات والإمدادات اللازمة لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة.
وأوضح أن البحرية الليبية ليست في وضع يسمح لها بحماية مصالحها الخاصة في شرق المتوسط، لذلك يجب أن يمتد درع تركيا هناك إلى ليبيا، لمنع التحركات المستقبلية من قبل اليونان.
وفضّل الخبير العسكري، أنه إلى أن تنتهي الحرب الأهلية في ليبيا، على تركيا البحث عن ميناء مؤقت يسهل الوصول إليه، بدلا من قاعدة بحرية دائمة.
الاتفاق مع تونس مهم جدا
وأشار إلى أن الاتفاق مع تونس في هذا الأمر مهم جدا بالنسبة لتركيا، وذلك لضمان استمرار نشاطاتها بتقديم الدعم إلى حكومة السراج، فمن الأفضل تأسيس الميناء في تونس لدعم البحرية التركية شرق المتوسط.
وشدد على ضرورة تطوير العلاقات مع تونس ليشمل التعاون العسكري بين البلدين في المستقبل القريب.
في السياق ذاته، أكد الكاتب التركي، إبراهيم كاراغول، أن زيارة أردوغان لتونس تعد خطوة ثانية لبلاده بعد توقيع الاتفاق مع ليبيا شرق المتوسط.
دور حاسم
وأشار في مقال له على صحيفة “يني شفق”، إلى موقف تونس الواقعة غرب ليبيا، والجزائر والنيجر وتشاد تلعب دورا حاسما من أجل سلامتها.
وأضاف أن تركيا تعد ليبيا واحدة من أهم المعاقل المواجهة في منطقة البحر المتوسط بالنسبة لها، لذلك تجري الاستعدادات اللازمة لإرسال قوات عسكرية ووحدات برية وسفنها البحرية إلى الساحل الليبي.
ولفت إلى أن أنقرة تعلم جيدا أنه إذا لم يكن لها تواجد في ليبيا، فلن يكون لها تواجد في شرق المتوسط، وإن فشلت بذلك فلن تستطيع الدفاع عن سواحل الأناضول.
وأكد على أن امتناع تونس عن العمل مع الإمارات ومصر، في دعم حفتر، سيكون إنجازا عظيما بالنسبة إلى تركيا.
المجال الجوي التونسي
ونقل الكاتب التركي عن مصادر في أنقرة أنها تسعى إلى استخدام المجال الجوي التونسي، وهناك حديث أيضا عن رغبة تركيا باستخدام القواعد الجوية والبحرية التونسية، مشيرا إلى أن مصادر تؤكد أن أردوغان التقى زعماء القبائل الليبية في تونس أيضا.
وأضاف أن المصادر تشير إلى أن تركيا قد تبدأ قريبا عمليات جوية في ليبيا، ولكنه من غير المعلوم متى بالتحديد.
ورأى الكاتب التركي، أن مصر بقيادة السيسي، والإمارات يريدان إثارة الفوضى في تونس مسقط رأس الربيع العربي الذي بدأ في تونس وانتهى في ليبيا، مشيرا إلى أن تركيا تسعى لحصول الدعم اللازم من تونس لوقف موجة الهجمات على ليبيا.
أهمية تونس في ليبيا.. ودقة توقيت زيارة أردوغان
بدوره قال الكاتب التركي، أردان زين ترك، إن ما يجعل قيس سعيد ذا أهمية بالنسبة لتركيا، أنه يعد بعيدا عن دول الخليج بقيادة السعودية في حياته السياسية، ولم يتلق أي دعم مالي من هذه البلدان وخاصة في حملته الانتخابية.
وأشار في مقال له على صحيفة “ستار”، إلى أن قيس يبرز كسياسي مثل أردوغان يقف إلى جانب حكومة السراج الشرعية في ليبيا.
ولفت إلى أن أهمية تونس في ليبيا تبرز في ثلاث نقاط، أولها، أن البلدين كانا وحدة واحدة حتى انفصالهما عام 1947، وليبيا بمواردها النفطية الغنية، كانت الداعم الأول للاقتصاد التونسي.
وثانيا، بحسب الكاتب، فإن تونس ترغب بعودة الاستقرار في ليبيا، وخاصة في الجزء الغربي، حيث نزح حوالي مليون ليبي بسبب المعارك هناك إلى تونس، وثالثا، لا ترغب بأن تقوم الدول الخليجية الثلاث (السعودية والإمارات والبحرين) بتحديد مصير ليبيا كما فعلت مع مصر.
وأوضح أن هذه النقاط مهمة جدا، بما يشير إلى أن زيارة أردوغان إلى تونس جاءت في وقت دقيق وبموعده.
وختم بالقول، إن التحالف التونسي التركي، يأتي بالوقت المناسب الذي تتحكم فيه السعودية والإمارات بجامعة الدول العربية، وأصبحت تعطي إشارات مؤيدة للاحتلال الإسرائيلي عبر مظلة الإمبريالية الأمريكية.
.
المصدر/ arabi21
وفي سياق الحديث عن تدابير الحماية، أوضح غونر أن الوباء قد سلط الضوء على أهمية…
تشهد مدينة أنطاليا، الوجهة السياحية الشهيرة في تركيا، تساقط الثلوج الكثيف الذي يؤثر بشكل ملحوظ…
شهدت قرية كوزكوي التابعة لمدينة بوردور حادثة نادرة، حيث ضربت صاعقة سقف منزل في ساعات…
أعلن وزير العمل والضمان الاجتماعي، وداد إشيكهان، أن الحد الأدنى للأجور لعام 2025 سيكون 22,104…
أكد رئيس غرفة تجارة إزمير، محمود أوزجنر، أن العاملين الذين يتقاضون الحد الأدنى للأجور يشكلون…
شارك رئيس دائرة الإحصاءات السكانية في معهد الإحصاء التركي (TÜİK)، متين آيتاش، بيانات مهمة…
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.