وتم خلال الحفل عرض نموذج السيارة التركية المصنعة بتقنيات تركية خالصة، والتي ستدخل الخدمة وتسير في شوارع تركيا خلال ثلاث سنوات.
وقالت هيئة التسويق والعرض في مشروع إنتاج السيارة التركية الجديدة إن المصنع المخصص لها سوف يفتتح في ولاية بورصا (جنوب غرب إسطنبول) بدعم كامل من الحكومة التركية، مبينة أن الدولة ستوفر تأمينا حكوميا لمدة 10 سنوات وإعفاء من ضريبة الاستهلاك وضريبة القيمة المضافة لمدة 10 سنوات.
175 ألف سيارة سنويا
وأوضحت الهيئة أن قيمة الاستثمار الكلي لإنتاج السيارة هي 22 مليار ليرة تركية (3.704 مليارات دولار)، وسيعمل في المشروع الذي يتكون من 3 مراحل على امتداد 15 عاما 4323 عاملا، بينهم 300 من الخبراء المؤهلين.
وقالت إحدى المنسقات الإعلاميات في الهيئة للجزيرة نت إن خطة العمل في إنتاج السيارة تهدف إلى إنتاج نحو 175 ألف سيارة سنويا.
وأضافت أن 30 ألف نسخة من السيارة التي ستطرح عام 2022 بموديل C-SUV قد تم ضمان بيعها لزبائن قاموا بحجزها قبل طرحها في الأسواق بالنماذج الخمس التي تعمل جميعها بالطاقة الكهربائية بنسبة 100%.
مشروع إنتاج السيارة الجديدة سيوفر أكثر من أربعة آلاف وظيفة (الأناضول) |
ولفتت المتحدثة إلى أن تحديد الساعة 14:53 لإطلاق السيارة يرتبط بتاريخ الفتح العثماني لمدينة إسطنبول عام 1453، مشيرة أيضا إلى أن أول فيديو نشر عن السيارة كان عند الساعة 19:23 في إشارة إلى ذكرى تأسيس الجمهورية التركية عام 1923.
وبحسب المتحدثة، فإن السيارة تعمل بنظام تحكم ذاتي، وهي مزودة بنظام اتصال دائم بشبكة الإنترنت، مؤكدة أن السيارة صممت لتلبي احتياجات المجتمع التركي ورغباته ومتطلباته من خلال دراسة إحصائية كبيرة سبقت الشروع بتنفيذ المشروع.
القصة الكاملة
وصباح اليوم الجمعة، نشرت الجريدة الرسمية التركية الوثيقة الرسمية لإنتاج وتجارة السيارة التركية الجديدة، لتدخل عالم الوجود الحقيقي بانتظار أن تسير نسختها الأولى على الطريق.
وتعود قصة صناعة السيارات التركية إلى العام 1961، حين رأت السيارة التركية الأولى “ديفريم” النور وأنتج منها 4 نسخ فقط.
وفي عام 1966 أنتج وهبي كوتش أول نموذج ناجح للسيارة التركية المحلية الصنع في مصانع شركة “أوتوسان” العملاقة، واعتبرت السيارة التي حملت اسم “الأناضول” القفزة الأهم في مساعي تركيا لامتلاك سيارتها الوطنية في تلك الآونة.
وسجلت “الأناضول” نقاطا مضيئة في مجال إنجازات السيارات، فقد فازت مع سائقها التركي رينج كوجيبي في سباق “رالي تراقيا الأول” عام 1968، كما لفتت الأنظار خلال عرضها بمعرض للسيارات في العاصمة البريطانية لندن في العام نفسه.
وأنتجت الشركة 93 ألفا و188 سيارة للسوق، بينها 62 ألفا و923 سيارة عادية و30 ألفا و265 من نوع “بيك آب” قبل أن يتوقف إنتاجها في العام 1984.
استئناف المسيرة
وتعد سيارة الأناضول “الجدة الشرعية” للسيارة التركية الحديثة التي أعلن الرئيس التركي أردوغان عزم بلاده على إنتاجها في العام 2011، لكن المشروع توقف بعد تعرضه لانتقادات كثيرة.
فخلال العقود الماضية، امتلكت تركيا حقوق تصنيع مجموعة من السيارات أهمها رينو الفرنسية التي تصنع في ولاية بورصة وتعد من أكثر السيارات المحلية انتشارا بتركيا، إضافة لسيارات هوندا وهونداي وفورد “تورينو كونيكت” وفيات ومرسيدس.
وفي مطلع العام 2019، افتتحت عملاقة السيارات الألمانية فولكس فاغن مصنعا لإنتاج سياراتها في مدينة مانيسا التركية أيضا، في حين تمتلك تركيا حقوق خطوط إنتاج العديد من السيارات الأوروبية الأخرى واليابانية والكورية.
لكن السيارة التركية الحديثة تمثل تتويجا لتجارب التصنيع في قطاع السيارات بجهود ذاتية خالصة، وتتشارك فيها 5 شركات صناعية تركية عملاقة هي مجموعة “الأناضول” و”بي أم سي” و”كراجا القابضة” ومجموعة “توركسيل و”زورلو القابضة”.
صادرات تركيا من السيارات تجاوزت 31 مليار دولار في العام الماضي (الجزيرة) |
وفي الأول من سبتمبر/أيلول 2018 تم تعيين محمد غورشان كاراكاش مديرا عاما للمجموعة.
ووفقا للجريدة الرسمية التركية، فإن الشركات الخمس وقعت بروتوكولا للتعاون مع وزارة العلوم والصناعة والتكنولوجيا واتحاد الغرف والبورصات التركي بغية تشكيل مجموعة مشتركة لإنتاج السيارة المحلية.
سوق السيارات التركي
وخلال العام الماضي 2018 بلغت قيمة صادرات تركيا من السيارات 31.6 مليار دولار، بزيادة قدرها 11% عن العام 2017، في حين توقع اتحاد مصدري السيارات في تركيا أن تتجاوز صادرات البلاد 32 مليار دولار في عام 2019.
أما محليا فقد كشفت بيانات مؤسسة الإحصاء التركية أن عدد السيارات المسجلة لدى فروع مديريات المرور في عموم تركيا خلال العام 2018 تجاوز 22 مليون مركبة.
ويشغل سوق تصنيع السيارات نحو 400 ألف يد عاملة، في حين يعمل 50 مركزا بحثيا على إعداد دراسات لتطوير إنتاج تركيا من السيارات.
المصدر : الجزيرة
خليل مبروك-إسطنبول