رسالة الرئيس أردوغان في رأس السنة.. إنجازات ضخمة ووعود وتحديات

بعث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رسالة مصورة إلى الشعب التركي يعرض فيها إنجازات حكومته والتحديات التي واجهتها خلال عام 2019، بالتزامن مع حلول رأس السنة الميلادية.

وأوضح أردوغان، خلال الرسالة التي ترجمها موقع “تركيا الآن” أن بلاده استطاعت تحقيق الكثير في الداخل والخارج، وتقديم الخدمات والأعمال والبرامج المثمرة خلال عام 2019، كما وواجهت عديد التحديات، وتمكنت مع القضاء على الكثير منها.

وتطرق الرئيس التركي إلى مشروع مطار إسطنبول، ووصفه بالأضخم في البلاد، والذي سيدخل الخدمة بشكل كامل مع حلول شهر نيسان/ أبريل المقبل.

وعرض أردوغان بعض إنجازات حكومته كمشروع إصلاح القضاء، ومشاريع الطرق العملاقة، والعمليات الداخلية والخارجية لمكافحة الإرهاب، وأبرزها “نبع السلام” في شمالي تركيا.

وأكد أن تركيا ستمضي لتنفيذ مذكرتي التفاهم بشأن التعاون الأمني والعسكري، والتفويض البحري، مع ليبيا.

وأشار إلى أن حكومته تولي اهتمامًا كبيرًا بمشروع المئة ألف شقة سكنية في 81 ولاية.

 

فيما يلي نص رسالة الرئيس أردوغان بمناسبة العام الجديد

إلى أمتي العزيزة؛ أحييكم بتحية بأصدق المشاعر القلبية وبكل مودة،

وكما ودعنا العام 2019 بالأحداث التاريخية التي شهدناها معا، ها نحن معا مجددا في استقبال العام 2020 بالجديد من التطورات الجميلة إن شاء الله.

وأسأل الله العلي القدير أن يكون هذا العام بادرة خير ورحمة لبلادنا وأمتنا وأحبابنا والعالم أجمع.

وكما هو الحال في كل عام؛ استطعنا تحقيق الكثير داخل البلاد وخارجها وتقديم الخدمات والأعمال والبرامج المثمرة في العام 2019.

وقد قمنا بـ88 جولة لـ58 ولاية في الداخل، ضمنها زيارات متكررة لبعض الولايات.

وأما عن الخارج فقد أدينا 19 جولة لـ 14 دولة.

كما أجرينا الكثير من الاجتماعات واللقاءات وشاركنا في العديد من البرامج في أنقرة واسطنبول، وقدمنا من خلالها لمواطنينا الخدمات والمشاريع الاستثمارية في رحلة النهوض بالبلاد.

وكنا نعمل صباح مساء لتحقيق أهدافنا. تركيا عظيمة وقوية.

وبانتخابات 31 مارس حددنا رؤساء البلديات وأعضاء مجلس البلدية وأعضاء المجلس العام ورؤساء الأحياء، للخمس سنوات القادمة.

وأتمنى مرة أخرى أن تكون نتائج الانتخابات هذه وسيلة خير لأمتنا ومستقبلها، وبهذا نكون دخلنا مرحلة العمل المتواصل دون انقطاع، حتى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة والتي ستجرى في شهر حزيران/ يونيو 2023.

ونذكر بأضخم المشاريع التي قمنا بها، وهو مشروع مطار اسطنبول والذي سيكون على استعداد تام للخدمة مع حلول شهر نيسان /أبريل المقبل.

وبعد إجراء حفل استقبال لـ50 مليون مسافر في الأيام الماضية، وزيادة العدد مع السنوات القادمة إن شاء الله؛ يمثل المطار لنا مصدر فخر واعتزاز حول العالم ببلدنا الحبيب.

وعلى مدار شهر أيار/ مايو، حاولنا موازنة الأجواء الروحانية لشهر رمضان، واجتمعنا أيضًا مع أشخاص من جميع الجنسيات والثقافات.

وبانتهاء الشهر الكريم، قمنا بتوضيح الوثيقة الاستراتيجية للإصلاح القضائي وشاركنا خارطة الطريق مع الجمهور بمواصلة الخطوات الثابتة على طريق الديمقراطية ودولة القانون بتركيا.

وكنا خطونا الخطوة الأولى في هذا الطريق مع قبول الحزمة الأولى للقضاء بالبرلمان في شهر أكتوبر.

وفي شهر أغسطس قبل حلول عيد الأضحى المبارك فتحنا خطوط الطرق السريعة للخدمة وعلى وجه الخصوص أحد أهم مشاريعنا وهو خط اسطنبول-ازمير.

وفي شهر أيلول/سبتمبر وفي اللقاءات الي أجريناها مع الجمعية العامة للأمم المتحدة أوضحنا للعالم موقف تركيا الإنساني والسياسي على حد سواء، ووضعنا حدا للإرهاب في 9 أكتوبر بتنظيم عملية نبع السلام لمكافحة الإرهاب وإحلال الأمن والسلام في البلاد.

وكما تعلمون نفذنا عملية درع الفرات في منطقة جرابلس- الباب في العام 2016، كما نفذنا عملية فرع الزيتون في عفرين بالعام 2018.

وبهذا نكون نظفنا 4 آلاف كيلو متر مربع من المنظمات الإرهابية بي كا كا وي ب ج وداعش، كما ساهمنا في عودة 370 ألف لاجئ سوري إلى أراضيهم سالمين.

كما قمنا بتصفية 4 آلاف و300 كيلومتر مربع أخرى من الإرهابيين بين رسولين وتل أبيض في عملية نبع السلام.

وفي نهاية شهر نوفمبر، قدمنا مكاسب استراتيجية مهمة لبلادنا مع توقيع مذكرة التفاهم بشأن التعاون الأمني والعسكري مع ليبيا، إلى جانب مذكرة التفاهم بشأن تقييد مناطق التفويض البحرية.

ومن خلال هذه المذكرات، قمنا بتوسيع العملية التي بدأناها مع جمهورية شمال قبرص التركية.

وبهاتين المذكرتين فشلت المشاريع جميعها فشلا ذريعا والتي تهدف إلى استبعاد تركيا من البحر الأبيض.

وإن شاء الله سنطبق هذه الاتفاقيات بحذافيرها بتقديم الدعم للحكومة الشرعية في طرابلس بليبيا.

ونولي أيضًا اهتماما كبيرا بمشروع المئة ألف السكني الذي نعزم بناؤه في 81 ولاية، بعد أن قمنا بعرضه للرأي العام في شهر ديسمبر

ونخطط لإنشاء 100 ألف وحدة سكنية طوال فترة تقديم طلبات الجماهير.

وفي المشروع القائم بالأيام القليلة الأخيرة قبل نهاية العام، عايشنا لحظات الفخر مع 82 مليون فرد من أمتنا تجاه المشروع الذي نؤمن أنه مقبول لدى الجميع.

كما حققنا الحلم الذي طالما انتظره الجميع بإنتاج أول سيارة محلية الصنع بأنامل تركية.

وفي مشاركتنا الجماهير في الحفل الذي تم تنظيمه في جبزي باسطنبول، كانت بمثابة إشارة إلى سير تركيا نحو الطريق الصحيح.

ورغم أنف الحاقدين فمشروع السيارة المحلية بصمة خاصة لأمتنا ودليل دامغ على نجاحها، وكلنا حماس بانتظار عرضها في السوق مع العام 2022.

وفي سياق المشاريع الاقتصادية التي تنهض ببلادنا استراتيجيا واقتصاديا، سنشحذ الهمم في سبيل الوصول إلى النتيجة المرجوة من مشروع قناة إسطنبول

 

مواطنينا الأعزاء

تركيا تواجه تحديا مخططا له في كل الصعد من الإرهاب إلى الاقتصاد منذ 7 سنوات

وتصدينا بفضل الله لكل الهجمات الموجهة لنا والتي تحمل أبعادا كثيرة، ونجحنا في الحفاظ على استقرارنا الأمني والاقتصادي ووحدة أمتنا وترابها.

ولم ننحنِ للشراك التي نُصبت للإيقاع باقتصادنا ولا للخائنين الذين حاولوا السيطرة على مقاليد الحكم ولا للهجمات الدموية التي أثارتها المنظمات الإرهابية ولا للخطط التي حاولت إشعال الفتنة في الشوارع.

وتذكيرا لقول أتاتورك “لا يوجد خط للدفاع لكن توجد استماتة في الدفاع”، فإننا جاهدنا على كافة الجبهات لدرء الهجمات الموجهة ضد بلادنا وأمتنا

وبفضل الله ثم دعاء المظلومين ودعم أمتنا الحبيبة، وبعرق جبيننا دحرنا كل المخططات في كل الجبهات

وبهذا الدفاع المستميت يبدو مستقبل تركيا أكثر أمنا وأملا من ماضيها، وها هم الذين خططوا لتركيا الأزمات والانقلابات والإرهاب في الأمس القريب، يعترفون بفشلهم الذريع تجاه الخطوات التي خطتها تركيا اليوم ويحاولون إبعادها عن الطريق.

وأكرر ما أقوله في كل مرة، إن قوتنا في وحدتنا وتضامننا؛ لذا وفي كل فرصة نقول سنكون صفا واحدا، سنكون عظماء، وأقوياء، سنكون إخوة، ومعا سنكون كلنا تركيا.

وإن شاء الله سنحصد في العام 2020 ثمرة جهودنا وتضحياتنا وكفاحها الذي قدمناه في العام الماضي.

وندعو الله بالرحمة لشهدائنا الذين جاهدوا دون أن يغمض لهم جفن، ونتمنى السلامة والعافية لمجاهدينا على الجبهات

ولكم مني كل التقدير والمحبة متمنيا أن يعود هذا العام الجديد 2020 على بلادنا وأمتنا والإنسانية جمعاء، بالسلام والأمان والرفاهية.

 

المصدر: تركيا الآن