هؤلاء كانوا على علم بمخطط اغتيال قاسم سليماني قبل العملية بـ5 أيام.. معلومات خطيرة تكشف لأول مرة
قضى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأيام الخمسة السابقة لشن هجوم على القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني ورفاقه في العراق، يجوب طرقات منتجعه الخاص في مارالاغو، معطياً تلميحاتٍ لأصدقائه المقرَّبين عن اقتراب حدوث أمرٍ جللٍ.
وفقاً لموقع “ديلي بيست” الأمريكي، فإن 3 أشخاصٍ ممن كانوا حاضرين بنادي “بالم بيتش” الخاص بالرئيس الأمريكي قالوا إن ترامب كان يخبر أصدقاءه وحلفاءه المقيمين بمكانه المفضَّل للإجازات بأنه يعمل على رد فعل «كبير» تجاه النظام الإيراني سيسمعون عنه أو يقرؤون «قريباً» جداً.
فيما تجاوزت تعليقاته تغريدة ليلة رأس السنة التي نشرها محذراً من «الثمن الباهظ» الذي ستتكلَّفه إيران مقابل الأضرار التي أحدثتها بمنشآت أمريكية.
وأفاد اثنان من هذه المصادر للموقع الأمريكي بأن الرئيس قد ذكر على وجه الخصوص تواصله المكثَّف مع كبار مستشاريه العسكريين ومستشاريه للأمن القومي بشأن تحديد الخيارات الممكنة لتحرُّك عدائي قد يحدث سريعاً.
ذكر أحد المصادر: «ظل يقول: سوف ترون»، واصفاً الحديث الجاري مع ترامب قبل أيامٍ من هجوم الخميس 2 يناير/كانون الثاني 2020.
إلى ذلك آذنت همسات ترامب لمن حوله المتعلقة برد فعلٍ «كبير» في العراق بما هو آتٍ. وبعد ساعاتٍ من الصمت، صرَّح مسؤولون كبار بإدارة ترامب بأن ما وقع في العراق لم يكن اعتداءً. وأعلنوا على الملأ وكذلك داخل أسوار كابيتول هيل أن قتل قاسم سليماني كان يهدف «لدفع قضية السلام إلى الأمام»، كما وصفه المبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران براين هوك في لقاءٍ أجراه الجمعة 3 يناير/كانون الثاني 2020.
لقد تلقى ضيوف مارالاغو هؤلاء تحذيراتٍ بشأن هجوم الخميس أكثر مما تلقَّته هيئة أعضاء مجلس الشيوخ، وكانوا على القدر نفسه من المعرفة بالأمر. وتضمَّن اجتماعٌ سريٌّ عُقد يوم الجمعة -أول اجتماعٍ بين الإدارة والكونغرس- مزاعم غير دقيقةٍ حول ما كان يخطِّط له الإيرانيون وأدلةً شحيحةً على التخطيط لتحقيق «خفض التصعيد» الذي تدَّعي الإدارة رغبتها فيه.
وقد قيل إن قتل سليماني كان من أجل إعاقة مخطط إيراني كبير في المنطقة فوفقاً لثلاثة مصادر إما ممَّن حضروا الاجتماع وإما ممَّن أُخبروا عن النقاش الذي جرى فيه، فقد زعم ممثِّلو وزارة الخارجية والبنتاغون ومكتب مدير الاستخبارات القومية الأمريكية أن قتل سليماني كان بغرض إعاقة خططٍ إيرانيةٍ لقتل «مئات» أو ربما آلاف الأمريكان في الشرق الأوسط. ولو تحقَّق ذلك لكان تصعيداً مهولاً عن الهجمات الأخيرة التي شنَّتها إيران وحلفاؤها الإقليميون، التي عادةً ما تستهدف قتل أعدادٍ صغيرةٍ من الأمريكان.
حيث ورد على لسان أحد معاوني مجلس الشيوخ الحاضرين للاجتماع: «لم تستحق هذه الإدارة على الإطلاق تصديق مزاعمها دون أدلةٍ حين تصرِّح بمزاعم كهذه. فعندما تتَّخذ تصرفاً قد يؤدي إلى ثالث حربٍ أمريكيةٍ في الشرق الأوسط خلال 20 عاماً، عليك أن تقدِّم ما هو أضمن من هذه الإثباتات». وقد خرج وزير الخارجية مايك بومبيو هو الآخر بتصريحٍ علنيٍّ عن إزماع الإيرانيِّين قتل مئات الأمريكان قبل عملية قتل سليماني.
ولم يقدِّم مسؤولو الإدارة أية تفاصيل محددة. بل كرَّروا أن الولايات المتحدة تسعى إلى خفض تصعيد التوتُّرات مع إيران بعد قتل أحد كبار مسؤوليها، وهو ما أكده بومبيو في اتصالاته بنظرائه الخارجيين يوم الجمعة.
وما زالت الكيفية التي تنوي إدارة ترامب تحقيق ذلك بها مجهولةً، لا سيما الآن وقد أكَّد البنتاغون إرسال قوة التدخل السريع التابعة للفرقة 82 المحمولة جواً إلى الكويت، بل قدَّم المسؤولون بدلاً من ذلك «تعبيراً غامضاً عن الرغبة في خفض التصعيد لكن دون توضيحٍ لشكل خطوات خفض التصعيد»، على حد قول معاون مجلس الشيوخ.