ماذا نعرف عن قاعدتي عين الأسد وأربيل اللتين هاجمتهما إيران في العراق؟

تعرضت قاعدتان توجد بهما قوات أمريكية في العراق لهجوم بصواريخ باليستية من إيران ليل أمس الثلاثاء، وقال الإيرانيون إن الهجوم جاء انتقاما لمقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني.

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هناك إصابات قد وقعت في صفوف القوات الأمريكية جراء الهجوم.

وعلق الرئيس الأمريكي ترامب بتغريدة قائلا: “كل شيء على ما يرام”.

قاعدة عين الأسد الجوية

جندي أمريكي في قاعدة الأسد الجويةمصدر الصورةGETTY IMAGES
Image captionجندي أمريكي في قاعدة الأسد الجوية 2004

تتسم قاعدة الأسد الجوية في العراق باتساعها؛ فبعد الاجتياح الأمريكي للبلاد، ضمت القاعدة عددا من دور العرض السينمائي وحمامات السباحة ومطاعم الوجبات السريعة، واثنين من خطوط الحافلات الداخلية.

وكانت القاعدة قد شيدت في حقبة الثمانينيات للجيش العراقي في الصحراء على مسافة نحو مئة ميل إلى الغرب من العاصمة بغداد.

لكن بعد الاجتياح الأمريكي عام 2003، باتت قاعدة الأسد إحدى أكبر القواعد التي تتخذها القوات الأمريكية – ثم سرعان ما تم تحويلها إلى الوضع الراهن.

وفي عام 2006، قال مراسل بي بي سي أوليفر بول: “إنها في قلب الصحراء، محاطة من كل الجوانب بالأدغال والرمال والصخور … لكن ما أن تأتي إلى الجانب الأمريكي، حتى تجد تخطيطا أفضل بكثير … لقد حاولوا بشتى الطرق إنشاء ضاحية أمريكية معاصرة”.

وضمت القاعدة مرافق مدهشة حتى أن كثيرين في القوات الأمريكية أطلقوا عليها اسم “كامب كابكيك”.

وبانسحاب الولايات المتحدة من القاعدة عامي 2009 و2010 سُلّمت قاعدة الأسد إلى العراقيين، لكنها تعرضت للهجوم بعد أن بسط تنظيم الدولة الإسلامية سيطرته على محافظة الأنبار المتاخمة.

وفي 2014 وبينما كان تنظيم الدولة يطوّق القاعدة تمكّن مراسل بي بي سي كوينتن سمرفيل من دخولها عبر طائرة عسكرية عراقية، ووصفها قائلا: “عوامل التذكير بالاحتلال الأمريكي في كل مكان – قذائف المدفعية الفارغة وأماكن الإقامة التي يعلوها الغبار وحصص الإعاشة التي لم تؤكل وقد تناثرت على الأرضية”.

وبعد عودة الولايات المتحدة إلى العراق لمكافحة تنظيم الدولة في العام نفسه، تم تأمين القاعدة وبناؤها مجددا.

ولكن العودة الأمريكية كانت بعدد قوات أقلّ، وقال أحد الطيارين عام 2017 إن القاعدة لم تعد تقدم من عوامل الراحة سوى بعض ما كانت تقدمه ذات يوم”.

اقرأ أيضا

وفي 26 ديسمبر/كانون الأول 2018، قام الرئيس الأمريكي ترامب بزيارة للقاعدة، وقال إن “الرجال والنساء المتمركزين في قاعدة الأسد لعبوا دورا حيويا في هزيمة تنظيم داعش عسكريا في العراق وسوريا”.

لكنه صرح بعد ذلك للصحفيين بأنه خشي على سلامة زوجته أثناء الزيارة، قائلا: “لا تتخيلوا ما اضطررنا إلى المرور به”.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي، قام نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس بزيارة للقاعدة للاحتفال بعيد الشكر.

ويُعتقَد أن قاعدة الأسد تضم نحو 1,500 من عناصر القوات الأمريكية وقوات التحالف، وأن إجمالي القوات الأمريكية في العراق يبلغ خمسة آلاف جندي.

وفي تصويت غير ملزم هذا الأسبوع، صوّت البرلمان العراقي لصالح طرد القوات الأمريكية.

وردًّا على ذلك التصويت، تحدث الرئيس الأمريكي عن تكلفة بناء قاعدة الأسد الجوية.

“لدينا هناك قاعدة جوية تكلفت مبالغ طائلة بمليارات الدولارات قبل مجيئي بوقت طويل. ولن نغادر قبل أن يدفعوا إلينا تلك التكلفة”.

قاعدة أربيل

قاعدة أمريكية في منطقة حريرمصدر الصورةGETTY IMAGES
Image captionقاعدة أمريكية في منطقة حرير على مسافة 70 كيلومتر من أربيل

القاعدة الأخرى التي تعرضت لهجوم توجد في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق المستقر نسبيا.

وفي سبتمبر/أيلول، قال الجيش الأمريكي إن هذه القاعدة تضم “أكثر من 3,600 من الجنود والموظفين المدنيين من 13 دولة مختلفة”.

وتستخدم القاعدة لتدريب قوات محلية. وفي الشهر الماضي، قالت القيادة المركزية الأمريكية إن الدفعة الأولى من المعلمات العسكريات في المنطقة قد تخرجت من أربيل.

وليس معلوما بعد إلى أي مدى سيطول الوجود الأمريكي في العراق. وكان وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، نفى في وقت سابق من الأسبوع الجاري عمل بلاده على سحب قواتها من العراق.

 

.

المصدر/ BBC

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.