قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، الثلاثاء، إن بلاده تشعر بقلق بالغ حيال التوتر القائم بين الولايات المتحدة الأمريكية، وإيران، وأن الرئيس، رجب طيب أردوغان دعا الطرفين لخفض التصعيد حتى لا تنجر المنطقة لمزيد من التأزم.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها قالن، خلال مقابلة أجرتها معه شبكة “سي إن إن” الدولية، وتطرق خلالها للحديث عن التوتر المتصاعد بالمنطقة عقب مقتل قاسم سليماني قائد فيلق “القدس” بعملة عسكرية نفذتها قوات أمريكية 3 يناير/كانون ثان الجاري.
وشدد قالن على “ضرورة تقييم التطورات التي تشهدها العلاقات الأمريكية – الإيرنية، على خلفية التوتر المتصاعد بين الجانبين، ونحن قلقون للغاية حيال هذا التوتر، ولا نرى أن حل المشكلة القائمة بالأساس بين البلدين سيكون بقتل سليماني أو بضرب إيران للقواعد الأمريكية بالعراق أو بأي مكان آخر، فهذه الأعمال قد تؤجل المشكلة، لكتها ستزيد الأمور تعقيدًا”.
– التوتر يضر بمنطقة الشرق الأوسط
في السياق ذاته أكد متحدث الرئاسة التركية أن التوتر الأمريكي – الإيراني من شأنه إلحاق الضرر بمنطقة الشرق الأوسط بأكملها، مضيفًا “لذلك فإن تركيا دعت الطرفين لخفض التوتر، حتى لا تنزلق المنطقة إلى مستنقع جديد من العنف والتوتر”.
وأوضح أن “أساس المشكلة هو أن العراق بات ساحة قتال تتبارى فيها القوات الأمريكية والإيرانية، فللطرفين قوات مسلحة بالوكالة في ذلك البلد، وهذا هو منبع المشكلة”.
ولفت قالن إلى أن “التوتر بين طهران وواشنطن يتصاعد منذ زمن طويل، وأن لكل طرف من الطرفين حيثيثاته ومزاعمه، لكن منطقة الشرق الأوسط هي المتضرر الأكبر من ذلك الوضع الذي يضع العراق في موقف صعب، ويؤثر سلبًا على جهود مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، وعلى المساعي المبذولة لمكافحة الإرهاب من أجل إرساء الاستقرار بكل من العراق وسوريا، وعلى المشاكل الإقليمية الأخرى”.
واستطرد قائلا “لذلك حرص الرئيس(التركي)، رجب طيب أردوغان، على حثّ الطرفين على خفض التوتر، والتركيز على المساعي الدبلوماسية، وتغليب الدبلوماسية العاقلة. فهو من ضمن القادة القلائل على مستوى العالم الذين يمكنهم الحديث مع قادة البلدين في الوقت ذاته. وبالتالي نرى أن تركيا سيكون لها دور في حل الأزمة، والحيلولة دون خروجها عن السيطرة”.
وتابع قائلا “للولايات المتحدة أسبابها في عملية قتلها لسليماني، لكننا نرى هذا عمل استفزازي، تسبب في صدمة بالمنطقة، لا سيما في المناطق التي تشهد هشاشة أمنية، فالعراقيون قلقون، ونحن كذلك، وكثير من الأطراف بالمنطقة”.
– الحروب بالوكالة هي المصدر الرئيس للمشكلة
المسؤول التركي في إطار تصريحاته ذاتها شدد على أن “الحروب بالوكالة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط هي أساس المشكلات والأزمات بالعراق، وسوريا، واليمن، والكثير من الأماكن الأخرى بالمنطقة”.
وأضاف قالن قائلًا “الحروب بالوكالة قوضت النظام العام بالمنطقة، وقوضت كل ما تبقى من هياكل الدول، كما أنها كانت سببًا في ارتفاع شأن جهات فاعلة ليست دولًا، تلك الجهات التي يتم استخدامها لصالح دول أخرى، تعتبر بحق المشكلة الرئيسية بالنسبة لدول المنطقة حاليًا”.
وأوضح متحدث الرئاسة التركية كذلك أن “العراق يحاول التعافي مما عاشه خلال السنوات الأخيرة، كما أن سوريا التي سعت لإحراز تقدم في العملية السياسية، قد انهارت تقريبًا”.
ولفت إلى أن تركيا تأمل في أن ينعم العراق بالاستقرار، وأن تنتهي الحرب والعنف بسوريا، وأن تحل القضية الفلسطينية بحل عادل، وأن يتوقف الصراع باليمن، مشيرًا إلى أهمية دور الولايات المتحدة في تحقق هذه الأهداف.
في الوقت ذاته أفاد قالن أن إيران لاعب مهم بالمنطقة، مضيفًا “لا يمكنكم تجاهل إيران أو رفضها، فأنتم مضطرون للتعاون معها في أي مخططات بالمنطقة”.
وتابع “وتركيا تؤمن بذلك، ومن ثم عارضت من قبل عزل إيران في المنطقة بسبب برنامجها النووي أو دورها بالعراق واليمن، أو لأي سبب آخر، والرسائل الأخيرة القادمة من المسؤولين الإيرانيين والإدارة الأمريكية بخصوص خفض التصعيد لتشير إلى نوايا طيبة من الطرفين”.
وأوضح متحدث الرئاسة التركية أن بلاده لا ترغب في استفادة تنظيم “داعش” الإرهابي من التوتر الحاصل بين الولايات المتحدة، وإيران، والظهور في شكل آخر، مشددًا على أن كل من العراق، وواشنطن، وطهران تصدوا جميعًا لوجود التنظيم في سوريا.
واستطرد قائلا “كما ينبغي علينا أن نكون حذرين لمنع استفادة العناصر الإرهابية الأخرى، بما فيها القاعدة و(بي كا كا) و(ي ب ك) الذراع السوري للأخير بسوريا، من هذا التوتر”.
– دور الناتو في منطقة الشرق الأوسط
وفي سياق ذي صلة لفت قالن إلى أن الرئيس التركي، أردوغان، طالب من قبل حلف شمال الأطلسي(ناتو)، بضرورة القيام بدور مؤثر في منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما فيما يتعلق بمكافحة التنظيمات الإرهابية.
وبيّن متحدث الرئاسة التركية في هذه النقطة أن بلاده عانت كثيرًا من تنيظمات “بي كا كا” و”ي ب ك” والقاعدة، وداعش، الإرهابية، مضيفًا “وبالتالي على الناتو التحرك للقيام مهامه المتعلقة بالحفاظ على مصالحه، وحماية الدول الأعضاء به”.
المصدر/الاناضول