بالصور| “أردوغان” يوقظ “أرطغرل” في قلوب الأتراك.. الرماة في إسطنبول !
قُرعت الطبول العثمانية، وبدأ المشاركون في “مسابقة الرماية 4” بمدينة إسطنبول، بالاصطفاف بلباسهم “العثماني” جنبًا إلى جنب لتحية الجماهير الجالسة على مدرجات مجمع “حلواني الأغا” الرياضي.
هكذا بدا الحفل الختامي لتكريم “الرماة” الفائزين في المسابقة التي نظمت برعاية “بلدية العمرانية” في إسطنبول، بمشاركة، 430 رياضيًا من محافظات عدة في “الأناضول”.
ومع تجدد الطبول، تجزأ العثمانيين المشاركين، حسب فِئاتهم العمرية بالإضافة لمشاركة واسعة من ذوي الاحتياجات الخاصة.
الفتى “أورهان 17 عامًا” بدأ احتفالات العرض العثماني بقليل من المجهود وكثيرًا من التركيز، شدّ رمحه وصوب نظراته ويديه تجاه الهدف، ثم أطلق سهمه.
كانت لحظات خفية على الجماهير أن ترى مشاعر “أورهان” المختلطة بسرعة الرمح، والتي أوحت بالغضب لعدم إصابته للهدف، ولكنه كرر تحيته وغادر مبتسمًا.
ومشاعر الفتى لم تختلف كثيرًا عن باقي “الرماة”، جمعهم كانوا يطلقون أحلامهم الجديدة ويحيون تاريخهم وثقافتهم، حيث تقول الفتاة “سراب” المشاركة في المسابقة لا يهمني إن: “انهزمت أو انتصرت في هذه المسابقة، ومشاركتي هنا لإحياء ثقافة دولتنا العثمانية وتقاليدنا وتاريخنا”، وفقًا لما أوردته وكالة “دوغان” وما ترجمته “تركيا الآن”.
وأضافت “سراب” كلمات أغنية عثمانية كانت تصدح بها مكبرات الصوت في المجمع الرياضي: ” أجدادنا فتحوا الدنيا بالحق وبالعدل حافظوا على حقوق البلاد والعباد.. وهذا ما نريده”.
وشارك في الحفل رئيس حزب العدالة والتنمية في منطقة العمرانية محمود إيمان أوغلو، ورئيس البلدية في العمرانية “عصمت يلدريم”، بالإضافة لحاكم المنطقة “سوات درويشوغلو”، ولفيف كبير من المواطنين.
وقال رئيس بلدية العمرانية “عصمت يلدريم” أثناء كلمته في الحفل إن: 430 مواطنًا في فئات عمرية مختلفة شاركوا في مسابقة “الرماية الرابعة”.
وتتمتع “الرماية” في الوسط التركي بأهمية كبيرة لتعلمها وتعليمها، كما أن المساعي التركية حثيثة لنشر الاتحاد العالمي للرياضة الرماية في العالم، وذلك بدعم من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفقًا لـ”دوغان”.
ولا يتردد الرئيس في معظم خطاباته السياسية، بالحديث عن ضرورة استلهام التجارب من حقبة الدولة العثمانية، وبالإضافة إلى ذلك فأنه أحد أقوى الداعمين للفن والدراما العثمانية.
وهذا ما أكده، بزيارته الرسمية لدولة الكويت برفقة أبطال المسلسل التاريخي “أرطغرل” في التاسع من مايو عام 2017.
كما أن أردوغان شدد في ديسمبر/كانون الأول 2014، على ضرورة الاستعداد لتعلم اللغة العثمانية في المدارس التركية.
وقال إن: “الأوان للعودة إلى جذورنا حان، هناك من يشعر بالانزعاج من عودة اللغة العثمانية، وهي في الأصل تركيتنا القديمة، وليست لغة أجنبية، لكن شاؤوا أم لا ستعود”.
وأول تأكيد من الرئيس التركي بتمسكه بالتاريخ العثماني وثقافاته، كان باستقباله الرسمي للرئيس الفلسطيني محمود عباس في شهر يناير عام 2015، حيث حرص أردوغان على مصافحة عباس وخلفهما 16 حارسًا مرتديًا الزي “العسكري العثماني”.
يذكر أن عثمان الأول بن “أرطغرل” مؤسسة الدولة العثمانية 1299م وحتى 29 أكتوبر 1923م، التي حكمت أوروبا الشرقيَّة لأوَّل مرَّة بعد سنة 1354م، كما فتحت غالبية دول البلقان، وأوَّل دولة إسلاميَّة تتخذ لها موطئ قدم في البلقان امتدت أراضيها لتشمل أنحاء واسعة من قارات العالم القديم الثلاثة: أوروبا وآسيا وأفريقيا.
المصدر| تركيا الآن – عبدالله المنسي – إسطنبول.