علق محللون أتراك، على نتائج قمة برلين والتي عقدت أمس الأحد بشأن الأزمة الليبية، مشيرين إلى أن القمة لم تحقق النتائج المرجوة، كما أنها تهدف لشرعنة اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وقال الكاتب التركي، عبد القادر سيلفي، إن قمة برلين فتحت المجال فقط للبدء بعملية سياسية ستستغرق وقتا طويلا، لذلك لن يتم التوصل إلى حل حقيقي في ليبيا على المدى القصير.
وأكد في مقاله على صحيفة “حرييت”، أنه ليس من المتوقع أن يتم حل كافة المسائل في المؤتمر الأول، لكن الكثير من القضايا التي طرحت بقيت غامضة.
وأوضح أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قالت: “لقد اتفقنا على خطة شاملة”، ولكنها لم تقدم التفاصيل حول الخطة ومن هم الضامنون، وكيف ستكون النتائج.
وأضاف أن ميركل قالت إن كافة الأطراف السياسية في ليبيا أكدت على تبني الحل السياسي، مشيرا إلى أن التعامل الدولي مع أزمة ليبيا كان أسرع بكثير من التعامل مع الأزمة السورية.
وحول نتائج مؤتمر برلين، لفت الكاتب إلى أنها لم تتخذ خطوات ملموسة للتوصل إلى حل سياسي، وكان الإنجاز الوحيد الذي تم التأكيد حوله تشكيل لجنة عسكرية مؤلفة من دول (5+5)، ولكنها لم تعط القمة توضيحا حول آلية عمل هذه اللجنة.
وأشار الكاتب إلى أنه لم يتم التوقيع على وقف دائم لإطلاق النار، كما أن المؤتمر ذكر أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هو عنوان الحل، وكما أن تركيا ليست عضو فيه، فلا يمكن اعتبار هذه الخطوة بالإيجابية، مؤكدا على أنه لا يوجد حل في الدولة الأفريقية بدون تركيا.
ونوه إلى أن نقل ملف الأزمة الليبية إلى مجلس الأمن الذي فشل حتى الآن في تقديم أي حل دائم، يعد ضربة لإيجاد آفاق للحل.
ولفت إلى أن الدور “غير المرئي” للولايات المتحدة في ليبيا يثير القلق، ففي مجلس الأمن كيف ستشارك واشنطن في العملية السياسية ومع أي طرف ستقف؟، فاستمرارها في دعم حفتر سيؤثر سلبا على العملية في مجلس الأمن.
وأضاف أن مسألتين مهمتين أشار إليها المؤتمر، وهما الأمر المتعلق بإرسال الأسلحة إلى ليبيا، والتوزيع العادل لعائدات النفط، لافتا إلى أنه لم يتم نشاء آليات في هذا الصدد، وقد تم تمرير ذلك بالبيان على أساس “حسن النية”.
وختم الكاتب، كما أنه لم يتم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا، فإن النقطة المتعلقة بكيفية إدارة العملية السياسية الجديدة، والدول التي ستكون لها دور مراقب لذلك تركت غامضة.
بدوره قال الكاتب التركي، غالب دالاي، إن أوروبا بمؤتمر برلين يهدف لشرعنة اللواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا.
وأضاف في مقال له على صحيفة “قرار”، أن الاتحاد الأوروبي يريد أن يكون لها دور مهم في تعريف الشرعية بليبيا عبر الدبلوماسية السياسية.
وأشار إلى أن الأطراف الداعمة لحفتر وعلى رأسها فرنسا، تريد جعله أكثر شرعية وتحويله من قائد ميليشيا إلى شخص يتمتع بالشرعية الدولية.
وأوضح، أن العملية التي بدأت مع مؤتمر برلين، قد وضع أسس الانتقال التدريجي من الحكومة التي تتخذ من طرابلس مقرا لها، إلى حفتر.
ولفت إلى أنه بالآونة الأخيرة، عوملت القوات التابعة لحفتر كأنه “جيش”، وأصبح لديهم مفهو “الميليشيات” تقتصر على “القوات التي انتقلت من سوريا إلى ليبيا”.
ولم يستبعد الكاتب التركي، بأن تقوم البلدان الداعمة لحفتر في المرحلة المقبلة، بإطلاق حملة دبلوماسية لاستبدال السراج بشخصية أخرى في ليبيا بزعم “تسهيل تحقيق الوحدة الوطنية”، وهذا يعني أن نضال الشرعية الدولية، سيتطور تدريجياً لصالح حفتر ضد حكومة طرابلس.
وأضاف أن ليبيا ستعطى المزيد من الزخم من الاهتمام الدولي في الفترة المقبلة، وقد يؤدي ذلك لدور حاسم في تحديد الجهة الفاعلة الشرعية هناك مقدمته كان في برلين.
.
المصدر/ arabi21