خبير أمني إسرائيلي يكشف كواليس “صفقة القرن”.. اتهام لقادة العرب والسلطة بـ”خيانة فلسطين”
كشف المحلل الإسرائيلي في الشؤون الأمنية والاستخباراتية “يوسي ميلمان” أن جميع القادة العرب على الحياد بعد إعلان الرئيس الأميركي خطته للسلام في الشرق الأوسط والتي تعرف إعلاميًا بـ”صفقة القرن”.
ووفقًا للمعلومات التي كشفها “ميلمان” في مقاله الذي نشره بموقع “ميدل إيست” مساء الجمعة ، والذي ترجمته “تركيا الآن” فإن الحكومات العربية وقادتها التزمت “الحياد” وعندما علّق بعضهم على “صفقة القرن” استخدم لغة ضعيفة و”غير ملتزمة.
وأكد المحلل أن القادة العرب يعرفون بأن الاحتلال الإسرائيلي، مصحوبًا بمصادرة الأراضي الفلسطينية، وانتهاك حقوق الإنسان، والاعتقالات، وبناء المستوطنات غير القانونية، هو حقيقة من حقائق الحياة، وفي أعماق قلوبهم يعرفون أنه بعد 80 عامًا من الاحتلال لا يمكن عكس هذه الحقيقة، على حد قوله.
ولذا يسألون أنفسهم، لماذا أنتم الإسرائيليون وترامب تهزون القارب !؟، لماذا تحتاج إلى ضم قانوني !؟، ألا يمكنك أن ترضى في حكم الأمر الواقع ؟، وفقًا للكاتب.
ويكشف أن وزراء خارجية العالم العربي رفضوا قبول دعوة ترمب لحضور حفل إعلان “صفقة القرن” يوم الثلاثاء الماضي في “البيت الأبيض” بالعاصمة الأميركية، باستثناء سفراء عمان والبحرين والإمارات.
وعلى مدى العقدين الماضيين، لم يبد معظم القادة العرب اهتمامًا كبيرًا في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، نتيجة الرفض الفلسطيني، وعدم اهتمام “إسرائيل” بتعزيز سلام جاد، ودورات العنف، بحسب ميلمان.
ويرى الخبير الأمني أن الحكومات العربية مشغولة الآن في اضراباتها الداخلية وحروبها الأهلية في سوريا واليمن، فضلًا عن المواجهة المستمرة بين دول الخليج وإيران، وهذه أمور أكثر حدة وجدية بالنسبة لها من قضية فلسطين.
وميلمان يقول إن دول الخليج العربي تحتاج إلى “إسرائيل” لاستخدامها كـ”سوط” ضد “إيران”.
وكشف أن الاجتماعات بين قادة الاستخباراتية في دول الخليج وجهاز “الموساد” الإسرائيلي متكررة، وأن الحكومات العربية وقادتها تتعامل مع شركات الإنترنت الإسرائيلية وتستخدم تكنولوجياتها العالية لتحسين قدراتها العسكرية والدفاع ضد “طهران”.
كما أبان المحلل أن الدول العربية تستخدم أدوات الاستخبارات الإسرائيلي لتجسس على مواطنيها.
وقال: “ما دامت الاحتجاجات في الشوارع ضد “الخطة الإسرائيلية – الأميركية “صفقة القرن” لم تخرج عن نطاق السيطرة، فإن الحكومات العربية ستبقى تتشدق بالقضية الفلسطينية” ولكن إذا ما اندلع تصعيد كبير وعنيف نتيجة للإجراءات الإسرائيلية فلن يكون أمام القادة العرب إلا اتخاذ تدابير أكثر صرامة.
“الأردن محاصر”
ويعتبر أن العلاقات “الإسرائيلية الأردنية” هي الأكثر حساسية، مبينًا أن عرش الملك عبدالله مهتز للغاية، لاسيما وأن معظم سكان الأردن ينحدرون من فلسطين، وأن الأزمة الاقتصادية تتوسع، والصعوبات في استيعاب ومعالجة السوريين تتزايد، وإذا ما ضمت “إسرائيل” غور الأردن فإن تداعيات ذلك على الملك قد لا تطاق.
ويقول الخبير إن: “ملك الأردن وقادة الأمن والجيش الإسرائيلي يعلمون جيدًا أن “إسرائيل” هي أهم حليف استراتيجي للأردن في المنطقة، لاسيما بعد التعاون الأمني وتبادل المعلومات الاستخباراتية خلال العامية الماضية بالإضافة لإجراء مناورات عسكرية مشتركة ومساعدة بعضمها البعض على إبقاء قادة “حماس “وحزب الله و”داعش” على مسافة بعيدة.
وفي حال نفذت “صفقة القرن” فإن الأردن سيجد نفسه وحيدًا ومحاصرًا، كما أنه لن يمكنه أن يتحمل عدم وجود الحليف الإسرائيلي في المنطقة.
القيادة الفلسطينية
وبين المحلل الإسرائيلي في الشؤون الأمنية أن كبار المسؤولين الإسرائيليين يحاولون طمأنت نظراءهم الفلسطينيين بأن تنفيذ “صفقة القرن” لن يأتي قريبًا وأن الجميع في “إسرائيل” يريد انتخابات في شهر مارس المقبل.
ومن وجهة نظر أمنية صارمة، تشترك “إسرائيل” والسلطة الفلسطينية وجميع الحكومات العربية تقريبًا في نفس التقدير بأن خطة ترامب للشرق الأوسط سيئة وخطيرة لدرجة أنها قد تشعل النار في المنطقة، وفق الكاتب.
وخلال الأسبوع الماضي، أعرب قادة الأمن الإسرائيليون عن قلقهم المتزايد من أنه إذا أوفت حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية بوعدها الذي دعمه دونالد ترامب بضم غور الأردن والمستوطنات اليهودية، فإن الضفة الغربية وقطاع غزة يمكن أن تنفجر.
وفى اجتماعات سرية حاول مسؤولو الأمن الإسرائيليون من جهاز “الشاباك” و”الشين بيت” والجيش تهدئة نظرائهم الفلسطينيين وحثوهم على الانتظار وعدم التسرع في اتخاذ قرارات أحادية الجانب. على حد قول الخبير الإسرائيلي.
والشاغل الأمني الإسرائيلي الرئيسي هو منع قيادة السلطة من إيقاف التنسيق الأمني بشكل جدي وفعلي.
ويستفيد الجانبان من هذا التعاون، حيث تساعد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية جهاز الأمن التابع للسلطة على المراقبة في الضفة، والحد من ومنع الهجمات التي تخطط لها حمـ ـ ـاس، وفي الوقت نفسه، يعمل “الشين بيت” والجيش الإسرائيلي بجد لوقف محاولات مسؤولي “حماس” في مقرهم في غزة لزعزعة استقرار الضفة الغربية وتقويض حكم السلطة الفلسطينية هناك.
وتستند رسالة مسؤولي الأمن الإسرائيليين بـ “لا تتعجلوا” إلى تلميحات في هذه الاجتماعات مفادها أنه حتى لو أقرّت حكومة نتنياهو مشروع قانون ضم، فإن هناك العديد من العقبات القانونية والسياسية والدولية بحيث سيكون من المستحيل تقريبا تنفيذ القرار قبل الانتخابات الإسرائيلية المقرر إجراؤها في غضون شهر.
وبعبارة أخرى، يعرب مسؤولو الأمن الإسرائيليون في اجتماعات سرية وغير رسمية عن آراء تتعارض مع التصريحات العلنية التي أدلت بها حكومتهم.
المصدر: ترجمة “تركيا الآن”.