قال محللون أتراك، إن مهلة الرئيس رجب طيب أردوغان، جدّية، وتؤسس لمرحلة جديدة في السياسة التركية بالتعامل مع الملف السوري، في ظل التطورات المتلاحقة بإدلب.
رائحة البارود
وذكر الكاتب التركي، عبد القادر سيلفي، إن الرئيس أردوغان يفوح من حديثه رائحة البارود (في إشارة لاستخدام القوة العسكرية)، لافتا إلى أن مقتل الجنود الأتراك بقذائف النظام السوري، أرغمته على اتخاذ خطوات جديدة.
ولفت في مقال على صحيفة “حرييت” ، إلى أن بلاده وجهت ضربة قاسية لتنظيم الدولة في جرابلس والباب عبر “درع الفرات”، بعد هجوم “داعش” على حفلة عرس في غازي عنتاب، لتنتهي مرحلة القوة الناعمة وتبدأ مرحلة القوة الخشنة.
وأضاف أن الرئيس التركي، كرر تحذيره، وأعطى النظام السوري “إنذارا صارما” ومهلة حتى نهاية شباط/ فبراير، للانسحاب من محيط نقاط المراقبة التركية، قبل اتخاذ قرار الحرب واستخدام القوة العسكرية.
وأشار إلى أنه بينما كنت الوحدات الكردية المسلحة، تصنع “ممر إرهاب” على الحدود التركية، قال أردوغان: “قد نأتي فجأة في ليلة ما”، مشيرا إلى أن التنظيم الكردي لم يلق بالا لتلك التهديدات وظنوا أنها استهلاكية، حتى بدأت عملية “نبع السلام”، وتسارعت الولايات المتحدة وروسيا للبحث عن اتفاق.
من “المراقبة” إلى “ألسيطرة”
ونوه إلى أنه وفي ضوء تصريحات أردوغان، يمكن القول بأن أنقرة انتقلت من مرحلة “المراقبة” إلى “السيطرة” على المنطقة بإدلب، موضحا أن أردوغان ألمح بأن نطاق عملية “نبع السلام” ستتسع يمينا ويسارا وباتجاه العمق السوري.
ورأى الكاتب التركي، أن مهلة أردوغان، تشير إلى أن هناك تغيير جذرية في سياسة تركيا بسوريا، مشيرا إلى أنه سأل وزير تركي حول معايير السياسة الجديدة، أجابه: “السيطرة والتوسع”.
وأوضح أن الرئيس التركي يريد تنفيذ سياسته الجديدة دون قطع العلاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرا إلى أن الأخير إذا لم يأخذ تهديدات تركيا على محمل الجد، فإن أردوغان مصمم على تنفيذها.
وأكد الكاتب أن العد التنازلي لمهلة الرئيس التركي بدأت فعليا أمس، موضحا أن مهام نقاط المراقبة الآن أخذت وضعية السيطرة والتحكم بالمنطقة.
سليمان ديميرال
واستذكر الكاتب التركي، تحذيرات سابقة للرئيس التركي الأسبق سليمان ديميرال في تشرين الأول/ أكتوبر 1998، بسبب التعاون بين سوريا وزعيم منظمة العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، أشار فيها إلى أن لأنقرة الحق باستخدام القوة ضد دمشق التي تواصل مواقفها العدائية ضد تركيا.
ولفت إلى أن ديميرال هدد باستخدام القوة العسكرية مع سوريا بذلك الوقت، كما أن القائد الأسبق للقوات البرية أصدر تحذيرا صارما من الحدود السورية أتيلا أتش.
وأشار إلى أن تهديدات ديميرال، أجبرت سوريا أوجلان بمغادرة البلاد، وتلاها التوصل لاتفاق أضنة بين أنقرة ودمشق، منوها إلى أن النظام السوري بذلك الوقت عندما رأى أن تركيا عندما وضعت قرارها على الطاولة، فضل عدم المواجهة وغير من موقفه.
طلب من روسيا
بدوره رجّح رئيس معهد الأبحاث الروسية، صالح يلماز، أن المهلة حتى نهاية شباط/ فبراير قد تكون طلبا من روسيا، لتهيئة الأوضاع من جديد والعودة إلى اتفاق سوتشي.
وأشار في تقرير لصحيفة “يني شفق”، إلى أن أنقرة وموسكو قد يتفقا على إبعاد كافة العناصر المسلحة بما في ذلك النظام السوري من منطقة خفض التصعيد.
وحول الطريقين الدوليين “أم4” و”أم5″، رجح الكاتب بأن يقوم النظام السوري بالانسحاب من مناطق سيطرة نقاط المراقبة، بينما تقوم القوات التركية، بضمان سلامة الطريقين الدوليين.
ولفت الخبير التركي، إلى أن أنقرة رفضت مقترحات سابقة قدمتها موسكو للمشاركة في تأمين سلامة الطريقين الدوليين.
الطريقين الدوليين
وأوضح أن أنقرة رفضت وصول القوات الروسية على الطريقين الدوليين، حتى لا تتفاقم الأوضاع في ذلك الوقت، ولا تخلق موسكو الحجج وإيجاد أي مبرر للتدخل في المنطقة.
بدوره قال الكاتب التركي، حسن بصري يالتشن، إن إستراتيجية أنقرة بدأت واضحة وجلية بإدلب، مشيرا إلى أنها ترغب بقاء حالة التهدئة ما قبل هجمات النظام السوري.
وأشار في مقال على صحيفة “صباح” ، إلى أن النظام إذا أصر على عدم الاستجابة للنداء تركيا، فإن الأخيرة ستضطر لمواجهته عسكريا.
ولفت إلى أن تركيا لم تعد تحتمل تدفق المزيد من اللاجئين، ولا يمكنها التزام الصمت أمام العدوان الذي يهدد حدودها.
وأكد أن الجميع يعلم، بأن النظام السوري ليس صاحب القرار، وأن موسكو تقف خلفه في هجماته بإدلب، لذلك أجرت تركيا المحادثات الأخيرة مع روسيا.
وشدد على أن أنقرة لا تريد تصعيد الأزمة مع موسكو، لكنها ستضطر لاتخاذ ما يلزم وفقا لاستجابة الطرف الأخر، لذلك قامت الآن برمي “الكرة الساخنة” في أحضان روسيا.
منع التقدم والتصدي حتى نهاية المهلة
وأوضح أنها ستحاول إجبار النظام للانسحاب من الأماكن التي وصل إليها بالآونة الأخيرة، وردعه من القيام بأي تقدم.
ورأى أن أنقرة الآن تعتبر الطريق السريع “أم5” مهما، وستحاول حمايته بأي طريقة، إلى جانب الطريق المؤدي إلى حلب، لذلك فإن الاشتباكات تجري الآن على ذات الخطى في سراقب وحلب.
وفي المرحلة الحالية، أوضح الخبير التركي، أن أنقرة ستركز على حماية تلك الطرق، ثم اللجوء لاتخاذ خطوات أكثر صرامة مع النظام السوري مع حلول نهاية شباط/ فبراير الجاري.
وأكد على أن مهلة أردوغان، لا تعني أن طوال الشهر ستبقى أنقرة صامتة، بل ستواصل تعزيزاتها، والاستعداد لأسوأ السيناريوهات، كما أنها ستصد أي محاولة عدوانية للنظام السوري.
وأشار إلى أن تركيا تخطط لإنشاء منطقة آمنة على طول الطريق السريع “أم5″، رغما عن روسيا، لإيقاف تدفق النازحين.
.
المصدر/ arabi21
اندلع حريق هائل في أحد المنازل الصفيحية الكائنة بشارع 1615 في منطقة إيكين التابعة لماماك…
بعد سقوط نظام بشار الأسد، تواصل الحكومة السورية المؤقتة خطواتها لتشكيل إدارة جديدة. ورغم أن…
مع اقتراب الاجتماع الرابع والأخير للجنة تحديد الحد الأدنى للأجور في تركيا، يترقب الملايين من…
فاز اللاعب التركي الدولي، اردا جولار، نجم ريال مدريد، بجائزة أفضل لاعب شاب تحت 23…
أدلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتصريحات بارزة عقب اجتماع مجلس الوزراء، الذي عقد في…
أعلن رئيس فرع حزب العدالة والتنمية في إسطنبول، عثمان نوري كاباك تبه، عن انسحابه من…
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.
عرض التعليقات
من حق تركيا الدفاع عن مصالحها وبما يتوافق مع رؤيتها ، لقد تحملت تركيا الكثير في الأزمة السورية ما يقارب ٤مليون سوري و ٤٠ مليار دولار واستفحال خطر المنظمات الإرهابية بي كاكا وواي جي بي ذراع حزب العمال الكردستاني العسكري في سوريا وغيرهم ، لقد تدخلت تركيا بعد ٨ أعوام كاملة حفاظاً علي أمنها القومي وهذه رباطة جأش وصبر فريدين من تركيا ولا يمكن تحمل المزيد من اللاجئين و المشاكل الأمنية والسياسية ، السياسة التركية حكيمة وعقلانية ، لا يجب الصدام مع روسيا وبالوقت نفسه حماية الأمن القومي التركي ، يجب ألا يتخطي الثمن العائد المرجو منه وبالتالي لا يستحسن أن تدخل تركيا حربا مباشرة ومفتوحة مع نظام الأسد إلا في حالة الضرورة ، الهدف منطقة أمنية تسمح بعودة اللاجئين ومنع أية اضطرابات تزيد من تدفق اللاجئين وتصعيد المشاكل الأمنية والسياسية والاقتصادية علي تركيا والسيطرة التركية المباشرة عليها هو الضمان الوحيد للأمن القومي التركي وخصوصاً ليس هناك شريك من الممكن التحالف معه والثقة به سواء روسيا أو الولايات المتحدة أو إيران أو النظام السوري