قال محللون أتراك، إن النظام السوري وروسيا يسعيان لتحقيق أهداف استراتيجية من خلال السيطرة على منطقة خفض التصعيد في الشمال السوري، مشيرين بالوقت ذاته لأسباب التصعيد الذي وصل ذروته باستهداف مباشر للقوات التركية.
وقال الكاتب التركي، باتوهان ياشار، إن هناك ثلاثة أهداف استراتيجية يسعى لتحقيقها النظام السوري وروسيا في ظل التطورات الأخيرة هناك، والتي وصلت لحد الاصطدام مع أنقرة.
ثلاثة أهداف استراتيجية
وأشار في مقال له على صحيفة “تركيا”، إلى أن الهدف الأول هو تعطيل نقاط المراقبة التركية بإدلب، وجعلها عاجزة عن القيام بمهامها.
وأوضح أن النجاحات التركية في شمال سوريا، بدءا بعملية درع الفرات وغصن الزيتون وصولا لعملية “نبع السلام” شرق الفرات، وتحقيق الاستقرار بالمنطقة، مع تشكيل قوات شرطية محلية وإنشاء المحاكم وإنعاش الاقتصاد مجددا لم يرق للنظام السوري وروسيا.
وأضاف أن النظام السوري يتبع سياسة الترهيب بإدلب، لإجبار المدنيين على النزوح نحو الحدود التركية.
أما الهدف الثاني للنظام السوري، فهو إلغاء مسار أستانة، لكي لا يكتب الدستور، وإلغاء العملية السياسية التي بدأت بعد تشكيل لجان صياغة الدستور، وإعاقة مؤتمر جنيف المزمع عقده في شباط/ فبراير الجاري أو أذار/ مارس المقبل.
والهدف الثالث والأخير، هو جعل العالم يعترف برئيس النظام السوري بشار الأسد، من خلال إرسال رسائل بأن الأطراف الأخرى هي مجموعات إرهابية، ومحاولة تصوير أن 4 ملايين شخص بإدلب هم إرهابيون.
توقيت الهجوم وزيارة أردوغان
ولفت إلى أن المثير للاهتمام، أن التصعيد الأخير جاء بالوقت الذي عزم فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارة أوكرانيا.
وأشار إلى أن تركيا دفعت بتعزيزات كبيرة نحو إدلب، ونقاط المراقبة الـ12، ما يدلل على أنها مصممة على عدم الانسحاب من الشمال السوري.
واستنكر الكاتب التركي النداءات التي تطالب بالجلوس مع النظام السوري على الطاولة، متسائلا: “ما النفع الذي قد نجنيه من ذلك؟!”.
بدوره قال الكاتب التركي، بارش دوستر، إن توقيت هجوم النظام السوري وبدعم روسي تزامن مع زيارة الرئيس أردوغان إلى أوكرانيا.
وأضاف في مقال له على صحيفة “جمهورييت”، أن النظام السوري يريد السيطرة على مدينة إدلب للتلويح بإشارة النصر أمام شعبه والعالم.
الضغط على أنقرة.. ورسالة روسية
ولفت إلى أن النظام يسعى لدفع أهالي إدلب باتجاه تركيا، للتخلص منهم من جهة، وتشكيل ضغط على تركيا من خلال اللاجئين.
وأشار إلى أن النظام السوري يريد فرض نفسه بالمنطقة بعدما خفضت إيران من دعمها له بعد اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني.
ونوه إلى أن تركيا التي تستضيف نحو 5 ملايين سوري، وأنفقت عليهم ما يقارب 40 مليار دولار حتى الآن، لا يمكن أن تسمح لتدفق اللاجئين إليها من جديد.
وأضاف أن هجوم النظام السوري على القوات التركية، كان رسالة من موسكو إلى أنقرة بامتعاضها من التقارب التركي مع أوكرانيا، مشددة على أنها هي الحاكم الحقيقي في سوريا.
وختم الكاتب التركي، متسائلا: “فيما ستقرر أنقرة في المرحلة المقبلة، بين البقاء وحدها في الشمال السوري أو الاتفاق من جديد مع الولايات المتحدة؟”.
.
المصدر/ arabi21