ماذا بعد فشل الاجتماع التركي الروسي بأنقرة حول إدلب؟

لا يبدو أن مخرجات اجتماع أنقرة التركي- الروسي الثاني، اليوم الاثنين، ستكون مختلفة عن الاجتماع الأول الذي عقد السبت.

وفي تطور جديد، أكدت وزارة الدفاع التركية مقتل 5 جنود وإصابة آخرين، جراء استهداف قوات النظام لمطار تفتناز العسكري، بقذائف مدفعية، وتزامنت الضربات مع انعقاد الاجتماع التركي- الروسي، في محاولة لاحتواء الخلاف بينهما.

وكانت مصادر متطابقة أكدت فشل الاجتماع التركي- الروسي، الذي عقد في أنقرة السبت، لبحث صيغة جديدة للتوافق حول الوضع الميداني في إدلب، ما ينذر بزيادة في منسوب التصعيد الذي يشهده شمال غرب سوريا.

وكان وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو، قد صرح بأن اجتماع السبت بين الوفدين الروسي والتركي، لم يتمخض عنه أي اتفاق حول الأوضاع في محافظة إدلب السورية.

وحسب مصدر خاص  فإن الاجتماع الذي ضم وفدين من روسيا وتركيا، أخفق في التوصل إلى اتفاق -ولو كان مبدئيا- على الحد من التصعيد العسكري.

وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن “الروس رفضوا وقف المعارك حتى استكمال السيطرة على كامل الطرق الدولية المارة في إدلب (حلب- دمشق، حلب اللاذقية)، فيما طالب الوفد التركي روسيا بإرغام قوات النظام على التراجع إلى حدود منطقة خفض التصعيد، وفق اتفاق سوتشي”.

وعن ارتدادات ذلك على الوضع العسكري، قال إن “كل الاحتمالات مفتوحة، والأرجح أن يتجه الوضع نحو مزيد من التصعيد، لأن الأتراك أصبحوا محرجين، ومصداقيتهم على المحك وخاصة أنهم من هندس أستانا وسوتشي”.

وفي هذا السياق، أشار المصدر إلى مواصلة تركيا الدفع بتعزيزات عسكرية غير مسبوقة، من حيث العدد والعدة إلى إدلب.

ولم يستبعد أن يحدث صدام مباشر بين الجيش التركي وقوات النظام السوري والمليشيات المساندة له، معتبرا أن العلاقة الاستراتيجية بين تركيا وروسيا، ستمنع الأخيرة من التدخل لمساندة قوات النظام في حال وقع الصدام فعلا.

بدوره، قال الكاتب الصحفي التركي، عبد الله سليمان أوغلو، إن كل المؤشرات تؤكد حتى الآن فشل الاجتماع التركي والروسي، ودفع تركيا بالمزيد من التعزيزات والأسلحة الهجومية يؤكد ذلك.

و أضاف أن الخلاف بين أنقرة وموسكو حتى الآن عميق، والأمر وصل لمرحلة جدية خطيرة، إما التفاهم سلما أو حرب لا هوادة فيها، لا تبقي ولا تذر.

من جانبه، قال المحلل السياسي أسامة بشير، إن تركيا تدرك أن روسيا لن تقف عند الطرق الدولية، ولذلك لن تقدم مرة على القبول باتفاق جديد، معتبرا أن استمرار النظام في التقدم، لا يصب في مصلحة تركيا، التي يخشى أن يكون تدخلها العسكري قد تأخر.

وقال، لا يعني ذلك، أننا نقول إن على تركيا أن تدخل في مواجهة عسكرية مع روسيا، بل عليها أن تزيد من دعمها للمعارضة، وعليها أن تدفع بالمقاتلين من مناطق عملياتها العسكرية في الشمال السوري نحو إدلب، لأن الأخيرة خط الدفاع الأول عن مناطق نفوذها في شمال سوريا.

وفي سياق الحديث عن التحركات والاستعدادات التركية، أوضحت مصادر عسكرية معارضة أن الأرتال العسكرية التركية التي دخلت إدلب مؤخرا، تفوق بحجمها الأرتال التي استخدمتها تركيا في عملياتها العسكرية الثلاث في شمال سوريا (درع الفرات، غصن الزيتون، نبع السلام).

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أمهل النظام السوري حتى نهاية شباط/ فبراير الحالي، للانسحاب إلى ما وراء النقاط التركية المحيطة بـ”منطقة خفض التصعيد”، مضيفا أنه في حال عدم الانسحاب فإن “تركيا ستضطر لإجباره على ذلك”.

 

.

المصدر//arabi21

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.