شهدت تركيا مؤخرًا اتخاذ سلسلة من التدابير للحيلولة دون دخول فيروس “كورونا” للبلاد، لا سيما بعد ظهوره في إيران وتسببه في وفاة عدد من الحالات، وشملت هذه التدبير إغلاق الحدود بين تركيا وإيران مؤقتاً.
وإثر انتشار الفيروس الجديد في إيران، منعت السلطات التركية عبور أي شخص من الجانب الإيراني الحدود، ممن بدت عليهم أعراض المرض.
وفي أعقاب اجتماع عقدته حول تطورات انتشار الفيروس بإيران، قدمت اللجنة العلمية التابعة لوزارة الصحة التركية توصية للحد من الحركة على الحدود بين البلدين؛ بسبب ارتفاع عدد الحالات في إيران، ومن ثم تقرر إغلاق الحدود مؤقتًا.
القرار المذكور تم اتخاذه بالتنسيق مع وزارات الداخلية، والدفاع، والخارجية، والمواصلات، والتجارة التركية، ومع وزارات أخرى معنية، ثم تم إبلاغه من قبل وزارة الداخلية للولايات المختلفة للعمل به.
وبمرسوم موقع من قبل وزير الداخلية، سليمان صويلو، تم إبلاغ “التدابير اللازم اتخاذها عند المنافذ الحدودية” لمديريات الأمن، وقيادات الدرك، وإدارات الهجرة، والمنافذ الحدودية بـ81 ولاية.
وعقب هذا التعميم تم بشكل مؤقت وقف رحلات القطارات في الاتجاهين بين البلدين من بوابة سكة الحديد الرابطة بين تركيا وإيران.
– الإصابات تتجاوز الـ80 ألف
وحتى صباح الجمعة ارتفع عدد الوفيات حول العالم جراء الإصابة بالفيروس إلى 2860 حالة، فيما بلغت الوفيات في بر الصين إلى ألفين و790 حالة، إلى جانب حالتين في منطقة هونغ كونغ ذاتية الحكم.
كما أعلن وفاة 26 شخصًا بإيران، و7 باليابان، و13 في كوريا الجنوبية، و14 في إيطاليا، و2 بفرنسا، وواحد بكل من تايوان، والفلبين.
وبينما تجاوز عدد من أصيبوا حول العالم بالفيروس الـ80 ألفًا، بلغ عددهم بالبر الصيني 78 ألف و824 شخصاً، وفي منطقة هونغ كونغ بلغ 91، وفي منطقة ماكو ذاتية الحكم أيضًا سجل 10 إصابات، فضلا عن 32 إصابة في تايوان.
وسجلت إصابات مؤكدة في كل من الولايات المتحدة، كندا، السويد، ألمانيا، إيرلندا الشمالية، سويسرا، بريطانيا، ماليزيا، الفلبين، سنغافورة، فيتنام، تايلاند، الهند، كرواتيا، النمسا، باكستان، أفغانستان، كمبوديا، سيريلانكا، نيبال، اليونان، شمال مقدونا البرازيل، العراق، لبنان، مصر، البحرين، الكويت، عمان، الجزائر، الإمارات.
– لم يتم تسجيل أية إصابة بتركيا
وزير الصحة التركي فخر الدين قوجه، عقب الاجتماع الذي عقدته اللجنة الصحية في 21 فبراير/شباط الجاري، أعلن أنهم نجحوا في إبعاد فيروس كورونا عن البلاد بفضل التدابير التي اتخذوها في وقت مبكر وما زالوا يعملون بها حتى الآن.
وأوضح قوجه عن حرص بلاده على إدارة المرحلة بكل شفافية، مضيفًا “لم تسجل أية إصابة بالفيروس حتى الآن في تركيا، وحريصون على ألا تحدث أية إصابات فيما بعد”.
وفي حالة اكتشاف إصابات، أكد الوزير “تحديد جميع التدابير التي سيتم تنفيذها، إذ تم بشكل كافٍ تخزين المستلزمات والاحتياجات الضرورية في مثل هذه المواقف وذلك مثل الأدوية المضادة للفيروسات والمواد الطبية المناسبة، مشددًا على عدم وجود ما يدعو للقلق في هذا الصدد”.
– إجلاء الرعايا الأتراك من الصين
تمكنت تركيا من إجلاء مواطنيها من مدينة “ووهان” الصينية التي انتشر منها “كورونا”، على متن إحدى الطائرات العسكرية، من خلال عملية اتسمت بالتنظيم والتنسيق العالي.
المواطنون المقيمون في “ووهان” أبلغوا سلطات بلادهم برغبتهم في العودة لتركيا، وبالفعل تم إرسال فرق طبية وخبراء متخصصون في أمراض العدوى على متن طائرة إسعاف عسكرية، وتم إجلاؤهم جميعًا بسلام.
وقام وزر الصحة التركي بزيارة المواطنة زكية طاهر بوراق، وفي تصريحات أدلى بها عقب الزيارة شدد على أن نتائج كافة العينات التي أخذت ممن تم إجلاؤهم جاءت سلبية.
وأشار الوزير إلى أن هؤلاء المواطنين “سيعودون إلى حياتهم الطبيعية، وأنه لم تعد هناك ضرورة لمتابعتهم طبيًا”.
– إيقاف رحلات القطار
وفي إطار التدابير الوقائية من الفيروس التي تتخذها تركيا من أجل التصدي للفيروس، قامت الأحد 23 فبراير الجاري بوقف مؤقت لرحلات القطارات القادمة والمتجهة إلى إيران.
وقالت إدارة السكك الحديدية التركية في بيان، إن كافة الرحلات توقفت اعتبارا من الساعة 17:00 مساء الأحد.
وأوضح البيان أن توقيف الرحلات هو تدبير مؤقت، على غرار إغلاق المعابر الحدودية البرية بين الجانبين.
– رفع حالة التأهب القصوى في “آغري”
وفي إطار التدابير الوقائية ذاتها، رفعت السلطات التركية درجة التأهب والتدابير الوقائية لأعلى مستوياتها عند منفذ “غوربولاق” الجمركي في ولاية آغري (شرق)، المؤدي إلى الجانب الإيراني، حيث منع الأجانب من الدخول لتركيا، فيما تمت السماح لمن يرغبون في التوجه إلى إيران.
وفي السياق ذاته قامت الجهات المعنية في الولاية بتعقيم وتطهير كافة البنايات الموجودة عند المنفذ الجمركي، بما في ذلك المباني الإدارية، وساحات انتظار المسافرين، كما أن الموظفين حرصوا على ارتداء الأقنعة وقفازات اليد أثناء تعاملهم مع الجمهور.
كما تم اتخاذ سلسلة من التدابير بالنسبة للمواطنين الأتراك الراغبين في السفر للخارج أو دخول البلاد عبر إيران.
– فحص الأتراك العائدين
التدابير الوقائية التي اتخذتها السلطات التركية ضد “كورونا”، شملت كذلك فحصا شاملا المواطنين العائدين للبلاد واحدًا واحدًا عند المنفذ الجمركي في “آغري”، وذلك قبل بدء الإجراءات الجمركية وما شابهها من إجراءات متعلقة بعملية الدخول.
– اتخاذ التدابير اللازمة بالمستشفيات
على نفس الشاكلة حرصت السلطات التركية على زيادة التدابير الوقائية في المستشفيات المنتشرة بجميع أنحاء البلاد، ولا سيما في الولايات القريبة من المناطق التي ظهر بها الفيروس، وذلك للتعامل مع أية مواقف محتملة.
وفي إطار التدابير ذاتها حرصت الجهات الطبية على تدريب موظفي المنافذ الحدودية على كيفية التعامل مع المطهرات التي يقومون باستخدامها، مع إطلاعهم على أهمية تطبيق التدابير الوقائية في التعامل مع الجمهور كما ينبغي.
– رفع التدابير الوقائية عند المنفذ الحدودي مع جمهورية “نخجوان”
تضمنت الإجراءات والتدابير الوقائية ضد الفيروس، رفع حالة التأهب القصوى أمنيا وطبيا عند منفذ “ديل اوجو” الحدودي مع جمهورية نخجوان ذاتية الحكم بأذربيجان.
وذكر بيان صادر عن ولاية “إغدير” المتاخمة للجمهورية المذكورة شرقي تركيا، في وقت سابق إن الجهات المعنية بالولاية تتابع التطورات المتعلقة بالفيروس وانتشاره عن كثب، وأنها تخذت كافة التدابير الأمنية والطبية منذ اللحظة الأولى.
– تشكيل قسم خاص للحالات المشتبه بها في “وان”
السلطات التركية في سياق متصل رفعت حالة التأهب القصوى بولاية “وان” (شرق) التي تقع على بعد 300 كم فقط من إيران.
وفي هذا الصدد تم وضع قافلة طبية عن منفذ “قابي كوي” الجمركي بالولاية والذي يؤدي لإيران، مهمتها توقيع الكشف الطبي على القادمين من إيران للولاية التركية.
وعند المنفذ ذاته قامت الإدارة الصحية في الولاية بتخصيص غرفة من أجل حجز الحالات المشتبه بها إن وجد، فضلا عن تخصيص قسم طوارئ بأسرة تابع للمستشفى التعليمي بالولاية.
كما نصبت كاميرات حرارية عن المنفذ المذكور بهدف التأكد من الحالات المشتبه بها من خلال قياس درجة حرارة الجسم، فضلا عن تخصيص سيارة إسعاف لنقل المشتبه بهم إلى المستشفيات.
– غلق المنافذ الحدودية بهكاري
التدابير التي اتخذتها تركيا شملت كذلك غلق المنفذ الحدودي بين ولاية هكاري، شرقي البلاد، وإيران، وتشديد الإجراءات الطبية عند منفذ “أوزوملو” بين الولاية والعراق.
وفي هذا الإطار وضعت كذلك كاميرات حرارية عند منفذ “أسن دره” الحدودي مع إيران، ولم يسمح سوى بدخول المواطنين الأتراك، لكن بعد توقيع الكشف الطبي عليهم للتأكد من خلوهم من الفيروس.
– بداية “كورونا”
ولأول مرة في 12 ديسمبر/ كانون أول 2019، ظهر الفيروس الغامض في الصين، بمدينة ووهان (وسط)، إلا أن بكين كشفت عنه رسميا منتصف يناير/كانون الثاني الماضي.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق حالة الطوارئ على نطاق دولي لمواجهة تفشي الفيروس، الذي انتشر لاحقا في عدة بلدان، ما تسبب في حالة رعب سادت العالم أجمع.
.
المصدر/A.A