قالت الفنانة والمغنية المصرية، دنيا مسعود، إن “مصر في المرحلة الأخيرة والنهائية من الاستبداد وحكم العسكر، وبالتالي هي المرحلة الأقسى والأصعب”، مُعبّرة عن استشعارها الشخصي بقرب “انتهاء وأفول تلك المرحلة، نظرا لتأزم الأوضاع وانسداد كل السبل والأفق، الأمر الذي سيدفع المصريين للبحث عن وسائل أخرى غير تقليدية لإحداث التغيير المأمول”.
ووصفت مسعود، الرئيس عبدالفتاح السيسي بأنه “أسوأ وأبشع حاكم شهدته الدولة المصرية طوال تاريخها”، مؤكدة أن هناك “احتياجات وأوضاعا متغيرة أكبر من ديكتاتوريته، وأقوى من غروره وجبروته العسكري”.
ورفضت مسعود دعوات البعض بالاستسلام ورفع الراية البيضاء لنظام السيسي الذي أكدت أنه “لن يتوقف عن بطشه وانتهاكاته حتى لو رفعنا الراية البيضاء، بل سيستمر أكثر في الإجرام بلا رحمة وبلا هوادة، ولن يتوقف عن قمعه وسحقه لحقوق المواطنين؛ فالحكام الطغاة لا يتوقفون عن توحشهم حتى موتهم، لأن لديهم جشع القمع بلا حدود”.
وأضافت: “حينما يصل الشعب لمرحلة الاختناق التام وعدم القدرة على التحمل، سنصل لمرحلة الانفجار الحتمي، ولا أتصور أن المصريين قادرون على تحمل بقاء نظام السيسي لسنوات أخرى؛ ففي مرحلة ما – أراها قريبة- لن يكون لدى الكثيرون أي شيء ليخسروه، الأمر الذي سيدفعهم لفعل أي شيء للتغيير طالما أن الموت والحياة أصبحا سواء بالنسبة لهم”.
وأكدت الفنانة المصرية، التي حققت نجاحا ملموسا في مشروع إحياء الأغاني الفولكلورية ونقلها إلى الحداثة، أن “السيسي يُتاجر سياسيا بالمرأة، مثلما تاجر كثيرا بالثورة والأقباط وبالغضب ضد حكم الإخوان، مستغلا ذلك من أجل مصالحه الخاصة”، منوهة إلى أن “ردود الفعل الشعبية على قمع السيسي وإجرامه ستظهر بشكل جلي خلال الفترة المقبلة، وبالتالي ينبغي لنا ألا نستعجل النصر”.
وفيما يلي نص الحلقة الثانية والأخيرة من المقابلة:
كيف تنظرين للفن في مصر الآن؟
لا يوجد أي شيء مُطمئن على الإطلاق سواء بالنسبة للمشهد بشكل عام أو للفن بشكل خاص، بل الوضع محبط لأبعد مدى، وقلبي ومشاعري مع كل الفنانين والصحفيين والمصريين الذين يحاولون التعبير عن رأي حر ومُغاير، وللأسف انعكست ديكتاتورية السلطة على الشعب نفسه، فنجد البعض يُمارس نفس الديكتاتورية، التي تُمارسها عليه السلطة، على الآخرين، ويتحرش بكل من له رأي مُخالف لآراء النظام أو للآراء السائدة، فإذا كان رب البيت (السيسي) بالدف ضاربا فما الذي تنتظره من الآخرين؟فالشعب يتم حقنه الآن بالكراهية والاستبداد ورفض الآخر.
المشهد مأساوي وبائس تماما، وأي شخص يحاول فعل أي شيء صحيح، مهما كان صغيرا، أرفع له القبعة، ونشد على أياديه، لأن ذلك في تلك الأجواء الراهنة يُعد مغامرة ومقامرة قد تكون عواقبها وخيمة للغاية، لكني أؤكد أن الطريقة القديمة في القمع والانتهاكات لن تجدي نفعا، ولن تُسفر عن أي شيء إيجابي، والأجيال الصغيرة لديها جرأة ومعافرة وطاقة وفضول كبير لن تنجح أساليب القمع التقليدية في إجهاضه؛ فلديهم طرق أكثر تطورا للتحايل على ممارسات النظام.
والسلطة طوال الوقت لديها شغف السيطرة التامة على الفن، والفنانون طوال الوقت يحاولون تجاوز تلك السيطرة، ويمكن وصف تلك الحالة بالمعركة القديمة الجديدة بين الطرفين، وجولة هنا وجولة هناك، وكثيرا ما كانت هناك محاولات للالتفاف على قمع بطش النظام، ودائما ما نجد طريقة للتحايل على القانون سواء بشكل جيد أو سيئ، إلا أن هذا ليس مناخا صحيّا لإنتاج أعمال فنية جيدة، ومع ذلك ستظل الناس تقاوم القمع والقهر من الداخل أو الخارج.
الرئيس عبدالفتاح السيسي يحكم مصر رسميا منذ عام 2014 وحتى الآن.. ما تقييمك لتجربة حكمه؟
لقد فشل فشلا ذريع. وأراه شيئا مُخيفا للغاية، وهو أسوأ وأبشع حاكم شهدته الدولة المصرية طوال تاريخها الحديث، لأنه خليط بين أسوأ شيئين نريد الخروج منهما، وهما الديكتاتورية الدينية والفاشية العسكرية؛ فهو عسكري سلفي الهوى، لكني أراهن على الحراك الشعبي والاحتجاجي العالمي، فهناك احتياجات وأوضاع متغيرة، وهناك أشياء أكبر من ديكتاتوريته وأقوى من غروره وجبروته العسكري.
وحينما يصل الشعب لمرحلة الاختناق التام وعدم القدرة على التحمل، سنصل لمرحلة الانفجار الحتمي، ولن نظل نستخدم نفس الآليات التقليدية في المُطالبة بالتغيير. وعلى مستوى العالم- وليس مصر فقط- هناك مظاهرات تطالب بتغييرات جذرية، وهناك حراك ضخم وعنيف لاتخاذ خطوات حقيقية للمحافظة على الحد الأدنى من حقوق الإنسان، وهذا أقوى وأبقى وأهم، وهو ما سيكسر شوكة منظومة العسكر وبيزنس الأسلحة بين الشرق والغرب.
ولا أتصور أن المصريين قادرون على تحمل بقاء نظام السيسي لسنوات أخرى، لكن الإشكالية: هل الناس ستجد طريقة مختلفة لكيفية التعامل مع هذا النظام؟ فلا يزال الناس في حالة إنهاك شديد مما حدث لهم منذ اندلاع ثورة يناير وحتى الآن؛ ففي كل بيت هناك شهيد أو مصاب أو معتقل أو مطارد أو منفي، وبالتالي هناك حالة إرهاق عامة، والنظام لا يعطي لنا أي فرصة لاسترداد العافية، وهذا ما يمد السيسي ببعض الوقت للبقاء في السلطة، وينجح أحيانا، لكنه حتما لن يستمر كثيرا، ولن ينجح طوال الوقت. وفي مرحلة ما – أراها قريبة- لن يكون لدى الكثيرين أي شيء ليخسروه، الأمر الذي سيدفعهم لفعل أي شيء للتغيير طالما أن الموت والحياة أصبحا سواء بالنسبة لهم.
وهناك احتقان كبير يجعل الناس تبحث عن آليات مختلفة لتغيير الأنظمة الفاسدة والمستبدة، وغريزة المصريين في البقاء ستجعلهم يبحثون عن طرق وآليات من خارج الصندوق لتغيير السيسي، لأن الطرق السابقة في التغيير لم تعد صالحة. والاحتقان الكبير سيُولد انفجارا هائلا، خاصة أنه لم يعد أمامنا أي اختيارات أخرى، سوى مواجهة وإسقاط هذا النظام الفاشي، وبالطبع السيسي في خطر مثلما نحن في خطر أيضا.
وكيف ترين ثورة يناير اليوم؟ وهل هي في حالة “هزيمة نكراء” كما يقول البعض؟
الثورة الآن في حالة هزيمة بالفعل، لكنها لم تنتهِ بالكامل ولم تُهزم تماما؛ فالثورات لا تنتصر أبدا بالضربة القاضية، لأنها عبارة عن مباراة لها جولات وجولات، ونحن خسرنا الجولة الراهنة، لكن هذا ليس مشهد النهاية، وأرفض تماما مواقف من يطالبوننا بالاستسلام ورفع الراية البيضاء، لأن النظام المستبد لن يتوقف عن بطشه وانتهاكاته حتى لو رفعنا الراية البيضاء، بل سيستمر أكثر في الإجرام بلا رحمة وبلا هوادة، وبالتالي فهو لن يتوقف عن قمعه وسحقه لحقوق المواطنين؛ فالحكام الطغاة لا يتوقفون عن توحشهم حتى موتهم، لأن لديهم “جشع القمع بلا حدود”.
وحتى نكون واقعيين حقا، نحن حاليا في حالة انكسار وهزيمة، وخياراتنا لم تكن صحيحة في كثير من الأحيان، وقد مرت 9 سنوات على ثورة يناير والدماء لم تجف، والحقوق لم تُنتزع، والأهداف لم تتحقق، لكن الثورة حتما ستنتصر، ولو بعد حين، طال الزمن أم قصر، وعلينا أن نُدرك جيدا أن النظام يعوّل كثيرا على ضعف الناس وإرهاقهم واستنزافهم وعدم قدرتهم على مواصلة المسيرة، وهو الأمر الذي يتصور في النهاية أنه سيؤدي لتركيع الجميع وإعلان استسلامهم وهزيمتهم، وبالتالي علينا ألا نمنحه هذا النصر الزائف بلا مقابل وبلا طائل.
ومع صبرنا، وعملنا، واجتهادنا، ومواصلة كفاحنا، سنجد حياة أفضل، عبر آليات تغيير غير تقليدية، وليس بالضرورة أن نصل للنموذج الأمثل، لكن ما يحدث في مصر حاليا ليس “حياة” من الأساس، ولا يمت للإنسانية بصلة.
وما يفعله النظام من قمع وانتهاكات هي أعمال جنونية لم تكن مُتصورة على الإطلاق، وهذا الجنون ينطلق من حالة غرور وغطرسة النظام ورأسه، وهو ما سيدفع الناس – وخاصة الأجيال الجديدة- دفعا للانفجار وفرض معادلة التغيير على الجميع، فلكل فعل رد فعل مساوٍ له في القوة ومُضاد له في الاتجاه، وإن كنّا لا نجد حاليا ردود فعل مكافئة لفعل وإجرام وبطش النظام، إلا أن ردود الفعل ستظهر بشكل جلي خلال الفترة المقبلة، فهذه سنن ثابتة وراسخة، وينبغي لنا ألا نستعجل النصر أو قطف الثمرة الآن، خاصة أنني أرى أننا في المرحلة الأخيرة والنهائية من الاستبداد وحكم العسكر، وبالتالي هي المرحلة الأقسى والأصعب؛ فالمصريون اليوم في حكم السيسي أكثر فقرا وغضبا وحزنا وإحباطا وبؤسا ومرضا.
السيسي دائما ما يشيد بالمرأة المصرية التي وقفت بجوار الدولة ومؤسسات ونزلت في عام 2013 ضد “حكم الإخوان” وجعل عام 2017 عام المرأة المصرية.. فكيف ترين علاقة السيسي بالمرأة المصرية؟
حديث فارغ تماما. والسيسي ليس أول من يتحدث بكلام معسول عن المرأة، بينما أفعاله لا تتطابق تماما مع أقواله، ولا ينبغي لأي عاقل أن يصدق مثل تلك الترهات الخادعة، فقد جعل عام 2017 عاما المرأة، لكنه ساهم في أن تكون أول مُعيل للأسرة في مصر، وصاحبة أقل دخل في العالم، وهي أول وأكبر ضحية في المجتمع بسبب العنف الأسري أو في العمل والشارع أو ضعف المرتبات وعدم تقلدها المناصب، ويؤسفني القول إن ما فعلته زوجة الرئيس الراحل، سوزان مبارك، للمرأة المصرية كان أفضل بكثير مما فعله السيسي لها، وحقيقة أنا أسأل: ما الذي فعله السيسي للمرأة؟ لا شيء على الإطلاق.
وهل يمكن القول إن السيسي “يُتاجر سياسيا” بالمرأة؟
هو يُتاجر سياسيا بالمرأة مثلما يُتاجر بكل شيء، ويسعى لاستغلاله في مصالحه الخاصة، وذلك عبر “السهوكة” والكلام العاطفي الذي لا علاقة له مطلقا بما يفعله على أرض الواقع، وقد تاجر كثيرا بالثورة والأقباط وبالغضب ضد حكم الإخوان، وبالتالي فلا غرابة أن يُتاجر بالمرأة التي لم ولن يفعل لها أي شيء.
هل تتفقين مع مَن يؤكدون أن شعبية السيسي تراجعت حاليا إلى أدنى مستوياتها؟
بلا شك. بل أن شعبية السيسي عقب 30 حزيران/ يونيو 2013 لم تكن شعبية حقيقية من الأساس، لأنها كانت مُستمدة من الغضب من حكم الإخوان، وبالتالي تلك الشعبية لم تكن “حُبا في زيد (السيسي)، بل نكاية في عمرو (الإخوان)”، وحتى هذه الشعبية الزائفة تبخرت الآن ولم يعد لها أي وجود حقيقي، وهو لا يستمد وجوده واستمراره في الحكم حاليا، إلا من خلال القمع والأمن و”القوة الغاشمة” التي دائما ما يتحدث عنها.
وانعدام شعبية السيسي الآن لا يعني بالضرورة أن الناس ستتجه للخيارات الثورية والنزول للميادين عبر الحشود الشعبية الهادرة، لأن كابوس المجازر والانتهاكات البشعة، التي لم تشهدها مصر إلا خلال السنوات الماضية، لايزال يطارد كل من يفكر في التغيير عبر النزول للميادين والشوارع، فضلا عن الأوضاع الكارثية التي تحدث في سوريا واليمن وغيرهما لاتزال تلقي برعبها في قلوب المصريين، وعدم اتجاه المصريين للخيار الثوري لا يعني أن للسيسي شعبية أو تأييد ما وسط المصريين، بل لأن منسوب الخوف والقمع لايزال إلى الآن أكبر من منسوب الغضب المكتوم في صدور المصريين، إلا أنني استشعر أن هذه المعادلة لن تستمر كثيرا.
قلتِ إنكِ هاجرتِ إلى فرنسا لخوفكِ على حياتك بعد صعود “الإخوان المسلمين في مصر”.. فما هي أسباب هذا الخوف تحديدا؟ وهل كانت هناك أسباب أخرى للهجرة؟
هجرتي للسويد ثم لباريس ليس فقط بسبب صعود الإخوان، بل أيضا نتيجة لخذلان النخبة التي كنت أنتظر منها أكثر من ذلك بكثير، فقد كان هناك تخاذل من جانب النخبة التي رأت أن الإخوان خيار سياسي يمكن التحالف أو التنسيق معهم، وهذا كان أكبر خذلان لي ولأمثالي؛ فحينما ترى النخبة المثقفة أن الإخوان خيار سياسي فهذا يعني أن حياتي مُعرضة للخطر، وبالتالي ما بين الخذلان والغضب كان لابد أن أرحل، والأحداث والأيام أثبتت لاحقا أنني كنت مُحقة، لأن من تبقى داخل مصر مصيرهم الاعتقال والمطاردة والمحاصرة أو يحاولون الهجرة كما فعلت قبل سنوات.
وباريس هي أقرب مدينة أوروبية إلى الزخم الذي أعتدنا عليه في القاهرة، حيث التنوع السكاني والثقافي الكبير، وبها حراك فني وأدبي واضح، وهي من أحب المدن إلى قلبي.
أنتِ الفنانة الوحيدة التي هاجرت خلال فترة “حكم الإخوان”، بينما أثناء فترة حكم السيسي هاجر الكثير من الفنانين للخارج مثل الفنان عمرو واكد، وخالد يوسف، وخالد أبو النجا، وهشام عبدالحميد، وهشام عبدالله.. ما الفرق؟
ليس هناك فرق جوهري بيني وبينهم، سوى أنهم كانوا أقوى وأشجع مني لتحملهم الأوضاع لبعض الوقت، وهم مثقفون ورجال مُحاربون، وهو ما جعل صبرهم أطول وطاقتهم أكبر، إلا أنهم في نهاية الأمر اضطروا للرحيل والمغادرة مثلما فعلت أنا، لأنهم لو استمروا أكثر لكان مصيرهم السجن أو القتل، وبالتالي لم يكن أمامنا جميعا أي خيار آخر، لأنه لا يوجد أي اختيار بين الحياة والموت.
لكن هناك الكثير من الفنانين الآخرين قرروا البقاء والتكيف مع الظروف الراهنة؟
كثيرون ليس لديهم رفاهية الاختيار وحرية الحركة، وبعض هؤلاء اضطروا لظروف خارجة عن إرادتهم للبقاء ومحاولة الانحناء للعاصفة والعيش أسفلها، والعمل وفق ما هو ممكن ومتاح، وكثير من هؤلاء لا يعبّرون بحق عن رسالة الفن ولا يعرفون المعنى الحقيقي للفنان الذي يجب أن يكون مرآة حقيقية للمجتمع، وبالتالي هم يتملقون السلطة وينافقون الحاكم أيّا كان، سواء طمعا أو خوفا.
وأنا أعتب على الفنانين الذين يسيرون في ركاب السلطة، ويبررون لها كل ما تفعل وكل ما تقول، لكن عتبي عليهم لا يدعوني للمطالبة بأي عنف تجاههم مثل ما فعلوا مع الفنان الكبير خالد أبو النجا أو الفنان عمرو واكد. وهؤلاء الفنانون الذين يتملقون السلطة اختاروا الخيار الأسهل بالنسبة لهم، لكني لن أثق فيهم ولن أعتبرهم مرجعا أو قدوة بعد الآن، وفي ذات الوقت لن أُقيم أعمالهم الفنية بشكل سياسي، فالقطعة الفنية تظل فنية بطبيعة الحال بعيدا عن أي تقييمات سياسية أو أخلاقية.
هل أنتِ نادمة على الرحيل من مصر؟ وهل لديك حنين للعودة إلى الإسكندرية التي وُلدتِ فيها؟
لا. على الإطلاق. الشخص بعد الغربة يكتشف هويته الحقيقية، وحقيقة اختياراته، وهناك مجموعة من الهويات التي ليس لنا فيها اختيار، وهي الجنسية، واللغة، والدين، والتي نرتبط بها منذ ولادتنا، بينما أدركت أن تلك الأشياء هي مجرد وسيلة للتواصل، فأنا أعتبر الوطن هو المكان الذي لا تريد الهروب منه، وليس بالضرورة أن يكون الذي وُلدت فيه، وكثير ما يشعر الناس بالغربة، وهم في قلب بلدانهم الأصلية.
والمشكلة ليست في النظام الحاكم فقط، بل في أثر هذا النظام على المجتمع أخلاقيا. والمجتمع المصري كان يمكن التعايش معه وقت حكم الرئيس الراحل حسني مبارك، لكن اليوم لا يمكنني السير 100 متر في الشارع، وبالتالي التغير الحقيقي للأوضاع في مصر ليس برحيل السلطة القائمة، بل بحاجة ماسة لثورة اجتماعية.
وبالتالي هل الفنانة دنيا مسعود ستغيب عن الساحة الفنية المصرية إلى الأبد؟
أدين بالولاء والحب لكل الناس التي صنعتني ودعمتني وشجعتني؛ فهم كانوا نواة لجمهور دنيا مسعود، وأول من صنعوا تلك الحالة الفنية لي، والدنيا أصبحت أكبر بكثير من الجغرافيا، والواقع الافتراضي أقوى من الأماكن، والجمهور الرئيسي والداعم لي، والذي يحب أعمالي، سواء كان في مصر أو غيرها، سيبحث عن تلك الأعمال على الإنترنت.
قلتِ إن الجمهور خذل دنيا مسعود.. لماذا؟ وألا تعتقدين أن الجمهور مغلوب على أمره ولا حيلة له في ظل سيطرة وقمع الأنظمة الحاكمة؟
في وقت ما من التاريخ كنت أرى أن هذا عذر حقيقي، لكن الجهل في مصر الآن هو جهل اختياري وليس إجباريا؛ فالمعرفة لم تعد خيارا غاليا في ظل الفضاء المفتوح تماما، والممارسات نتيجة هذا الجهل هي أفعال اختيارية بكامل إراداتهم، وبالتالي يجب أن يُحاسبوا عليها، ويحق لي العتب على هؤلاء، وأنا لا أتعاطف مع الممارسات التي تنبع من هذا المنطلق.
الجمهور أهم شيء في حياة الفنان والمطرب أو حتى أي سياسي.. لماذا لا تهتمين كثيرا بآراء ومواقف جمهورك؟
بالطبع رأي الجمهور مهم في أعمالي الفنية، لكن ليس من حق أي أحد إبداء رأيه الشخصي في حياتي الخاصة. وهذا الجمهور انتقائي ويكيل بمكيالين، لأنه يريد أن يكون وصيّا علينا كفنانين عرب، لكن لا يعنيه الأمر تماما بالنسبة للفنانين الأجانب الذين لا يسأل مطلقا عن أخلاقهم أو معتقداتهم أو حياتهم الخاصة، وأحيانا ما يمجدهم ويعشقهم أكثر من الفنانين العرب، وهذا دليل على أن أخلاقه التي يدعيها ليست أخلاق حقيقية، وبالتالي فهذا الأمر ليس مهما بالنسبة لي.
.
المصدر/ arabi21
في دراسة مثيرة شملت 100 دولة، تم الكشف عن قائمة البلدان الأكثر عصبية، حيث احتلت…
تركيا الآن ألقت الشرطة التركية القبض على مواطن سوري مشتبه به بتهمة قتل السيدة ليلى…
شهدت إحدى مباريات دوري الهواة في مدينة قيصري حادثة صادمة أثارت جدلاً كبيرًا على وسائل…
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا تواصل جهودها لتحقيق الاستقلال الكامل في قطاع…
أصدرت هيئة الأرصاد الجوية التركية، الخميس، تحذيرات متتالية من عاصفة جوية وسقوط ثلوج في…
أحدثت طائرة بيرقدار تي بي 3 التركية آفاقًا جديدة في هذا المجال من خلال الهبوط…
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.
عرض التعليقات
انتو ولاد وسخه و كدابين و انا عمري ما شفت العروسه دي السيسي معلم عليكم
مين الوسخه دى اصلا ومغنيه ازاى كانت بتغنى فى الموالد ولا المأتم بصى ياروح امك انتى غورتى فى ستين داهيه زى باقى كلاب يناير سيره البلد وسيدك السيسى متجيش على لسانك الوسخ دا
اه بقولك صحابك فى كوريا بيناموا رجالة وستات على سرير واحد روحى اقعدى معاهم يمكن أعصابك تهدأ شويه