تناول تقرير لصحيفة “التايمز” البريطانية، الجمعة، اتفاق الرئيسين، التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، حول إدلب السورية، مؤكدة أنه يثبت ضرورة اللجوء إلى القوة قبل التفاوض، رغم تأكيد الطرفين أن لا حل عسكري للأزمة.
واعتبر التقرير أنه لطالما أكدت الجهود الدبلوماسية أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة السورية، ولكن الاتفاق الذي عقد في موسكو “يعيد تذكيرنا بأن القوة إنما تنبع من فوهة المسدس”.
تركيا تظهر القوة
وأضاف أن “النظام السوري المدعوم من إيران والمليشيات الشيعية والقوات الجوية الروسية تمكن خلال السنوات السبع الماضية من دحر قوات المعارضة.. لكن تركيا تمتلك ثاني أكبر جيش في حلف الناتو. وحين قررت أنقرة أن توجه هذا الجيش ضد الرئيس السوري بشار الأسد، كان التأثير واضحا للعيان”.
وتابع: “سقطت طائرات النظام السوري، ودمرت أنظمة الدفاعات الجوية الروسية من قبل الطائرات من دون طيار التركية، والتي صورت العملية في مقاطع فيديو تم تناقلها لعدد لا يحصى من المرات على مواقع التواصل الاجتماعي”.
وأكد التقرير أن بوتين “ليست لديه رغبة في قتال تركيا، ولهذا كان عليه أن يستجيب لبعض مطالب رجب طيب أردوغان، إن لم يكن كلها. وما يريده الرئيس التركي، هو منطقة آمنة ونهاية لضغط تدفق اللاجئين على حدوده الجنوبية. وباختصار، فإن أردوغان حصل على اتفاق ضمنه له الجيش التركي”.
وتطرقت “التايمز” إلى غياب النظام السوري عن مشهد المفاوضات، وهذا “هو الثمن الذي تدفعه حين يكون جيشك غير قادر على القيام بما يتوقع منه، حينها يتم حذفك واستبعادك من السجلات”.
واعتبر التقرير أن الاتفاق مناسب لكل من أردوغان وبوتين، لكن الأخير “هو في النهاية الرابح، وقد كان على أردوغان أن يتخلى عن الأمل بدفع حدود المنطقة الآمنة إلى ما كانت عليه في عام 2018، ولكنها كانت نتيجة ناجحة بالنسبة للطرفين”.
أما بالنسبة للسوريين، فلم “يتضح ما إن كان أي من طرفي النزاع (الحكومة والمعارضة المسلحة في سوريا) قد تمت استشارته بشأن الاتفاق”.
وتابع التقرير أن الاتفاق “كُتب بثلاث لغات: الروسية والتركية والإنجليزية، من دون أي إشارة أو وجود للغة العربية. اللغة التي يتحدث بها الطرفان اللذان يفترض أنهما جهتا النزاع”.
ويختم بالقول: “ربما من الصعب أن يكون هناك مثال أوضح من هذا على أن السوريين ليس لهم كلمة في الحرب التي قتلت الكثير منهم”.
.
وكالات