أعلنت معظم دول الاتحاد الأوروبي، حظر التجول في شوارعها، بعد انتشار فيروس كورونا والذي صُنف وباءاً عالمياً، ولكن أغلب الشعوب الأوروبية لم تلتزم بقرارات حكومتها، واستمرت بخروجها إلى الشارع، بينما قام الأتراك بتنفيذ الأحكام العرفية المعروفة لديه حتى دون إعلان الدولة لها بعد والتزم الأتراك بيوتهم إلا من كان له أمر ضروري أو طارئ.
بقيت شوارع اسطنبول في الأمس شبه فارغة، والتزمت أغلب الشركات وأماكن العمل والمساجد إلى حد كبير بالإجراءات التي تم إقرارها من قبل السلطات التركية.
أصدرت وزارة الداخلية التركية أمس، تعميماً لإغلاق مؤقت لكافة مناطق الترفيه في البلاد، مثل المقاهي والسينما والمسارح، وذلك لمواجهة فيروس كورونا، والذي انتشر في أغلب دول العالم وأصبح وباءاً عالمياً.
كما لوحظ أن المواطنين الأتراك لم يخرجوا إلى الشوراع أمس إلا للضرورة القصوى وذلك في أغلب ساعات النهار، وخصوصاً في مناطق مثل “السلطان أحمد و بايازيد وإمينونو والسوق المغلق والسوق المصري ومحمود باشا”، طبعاً باستثناء صاحبي الأعمال والحرفيين المتواجدين فيها، وتشتهر هذه المناطق بتزاحمها حتى في ساعات النهار الأولى.
الدولة تحذر والمواطن يُنفذ
و العديد من المواطنين يمتثلون للتحذيرات والتدابير، ويضعون الأقنعة ويلبسون القفازات، وذلك خوفاً من فيروس كورونا.
ويقوم أصحاب المحلات بأخذ الأموال من الزبائن وهم يرتدون القفازات للحيطة والحذر، كما يطلبون من الزبائن استخدام المنتجات المطهرة، مثل الكولونيا والمطهر، وذلك عند الدخول والخروج من المحلات.
وعلى الرغم من أن الحظر لم يُفرض على المطاعم، إلا أن المُلفت للنظر كان تواجد القليل جداً من الزبائن داخل المطاعم، وامتثل أصحاب المقاهي والنوادي الليلية لقرار الإغلاق المؤقت الذي تم اتخاذه من قبل السلطات التركية.
وتقف قوات الأمن التركي عند مدخل “السوق المغلق” و”السوق المصري” وهم يرتدون أقنعة وقفازات، وتعد هذه الأسواق من الأماكن التي يرتادها السياح والمواطنون بشكل دائم ويومي.
وبمجرد دخول فريق عمل صحيفة “يني شفق” إلى “السوق المغلق”، سمعوا عبر المكبرات الصوتية توعية للوقاية من فيروس كورونا وبأن الفرق الصحية سوف تفحص الناس في السوق وتساعد التجار والحرفيين للوقاية من فيروس كورونا.
ودخلت فرق مديرية الصحة في ولاية اسطنبول إلى السوق التاريخي بملابس خاصة من مختلف أبواب السوق وقامت بإجراء بعض الفحوصات الصحية للناس.
ميدان بايازيد فارغ تماماً
وتحدث بائع “الكعك” المتواجد في ميدان “بايازيد” إلى صحيفة “يني شفق” قائلاً “انخفضت مبيعاتنا ولكن يجب علينا الامتثال للتدابير التي اتخذتها دولتنا، كل ذلك هو من أجل صحتنا، حقيقةً هذه الساحات الفارغة تدل على مدى وعينا في مواجهة الأزمات “.
منطقة “محمود باشا” هي أحد أهم المناطق التي تتبادر إلى الذهن عندما يتعلق الأمر بالزفاف والخطوبة كانت هي الآخرى شبه فارغة ولم يكن أحد فيها سوى أصحاب المحلات.
وقررت رئاسة الشؤون الدينية في وقت سابق إلغاء صلاة الجماعة بشكل كامل في المساجد ولاسيما صلاة الجمعة وذلك ضمن الإجراءات المتخذة لمحاربة فيروس كورونا.
ولفتت الأنظار خلو محطة حافلات “بايازيد” من الناس وهي المشهورة بازدحمها الشديد في الأيام العادية، وتعد واحدة من المحطات المركزية وكانت محطات الترام “السلطان أحمد وإمينونو”، أيضاً شبه فارغة.
الحجر الصحي لكل القادمين من خارج البلاد
أكدت ولاية إسطنبول، أن جميع الأتراك المزمع جلبهم من 9 دول أوروبية، سيخضعون للمراقبة والحجر الصحي بالولاية، لمدة 14 يوماً، في إطار التدابير المتخذة للحيلولة دون انتشار فيروس كورونا في البلاد.
وذكرت الولاية في بيان، أن الحجر الصحي والمراقبة الطبية، سيشملان الوافدين إلى المدينة من ألمانيا وإسبانيا وفرنسا والنمسا والنرويج والدنمارك والسويد وبلجيكا وهولندا.
وأضاف البيان أن على المواطنين والطلاب الأتراك الموجودين في البلدان الأوروبية التسعة، والراغبين في العودة إلى بلادهم، التواصل مع القنصيات والسفارات التركية هناك.
وأشار إلى أن الحجر الصحي للوافدين، سيتم في 3 مساكن طلابية في مناطق متفرقة من مدينة إسطنبول.
والجدير بالذكر أن عدد الإصابات بفيروس كورونا في تركيا وصل إلى 47 إصابة بينما توفي شخص واحد جراء الفيروس.
وحتى صباح الأربعاء، أصاب كورونا أكثر من 198 ألف شخص في 167 دولة وإقليما، توفي منهم نحو 8000، أغلبهم في الصين وإيطاليا وإيران وإسبانيا وكوريا الجنوبية وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة.
وأجبر انتشار الفيروس على نطاق عالمي، دولاعديدة على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وإلغاء فعاليات عدة، ومنع التجمعات، بما فيها صلوات الجمعة والجماعة.
.
المصدر/ yenisafak