تقليد تركي قديم يساهم في الحماية من الكورونا

للتغلب على تهديد فيروس كورونا المستجد، تتخذ تركيا، مثل جميع البلدان، مزيدًا من التدابير الصحية مثل وقف الدراسة وإغلاق المقاهي والنوداي وحظر التجمعات. ولكن التقاليد التركية القديمة تتمتع بميزة لا توجد في غيرها من البلدان.

في الأسابيع الأخيرة ارتفعت شعبية الكولونيا التركية التقليدية، وهي رمز دائم لحسن الضيافة الذي ينظر إليه الناس الآن على أنه الحارس الشجاع للمساعدة في درء الجراثيم.

بتقديم الكولونيا المستندة إلى الإيثانول لضيوفهم، أدرك الناس أنهم لا يرحبون بضيوفهم فحسب، بل يوفرون لهم مطهرًا طبيعيًا. وقد يكون هذا التقليد أحد الأسلحة في ترسانة تركيا التي ما تزال حتى الآن من أقل الدول التي توجد فيها حالات إصابة بكورونا، معظمها مرتبط بأشخاص سافروا في الآونة الأخيرة إلى الخارج، إلى أوروبا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.

القليل من الكولونيا يصنع الكثير

في التقاليد التركية، يتم تقديم الكولونيا في مجموعة متنوعة من المواقف كرائحة لطيفة: بعد قص الشعر أو في رحلة بالحافلة أو عند وصول الضيوف أو عند زيارة صديق في المستشفى.

وبعد الإعلان عن الحالة الأولى لفيروس كورونا في تركيا قبل عشرة أيام، توافد الأتراك إلى المتاجر المحلية لتخزين الكولونيا.

وقال أيوب صبري تونجير، صاحب أكبر منتج تركي للكولونيا التركية، لوكالة الأناضول “إن الطلب على الكولونيا المعطرة بالحمضيات، وخاصة الليمون، قفز خمسة أضعاف”.

وأضاف أن الناس يصطفون في طوابير يبلغ طولها نحو 100 متر أمام متجر التجزئة الذي يحمل علامة كولونيا التجارية في العاصمة أنقرة، للحصول على كولونيا من المصدر.

وأضاف: “أحضر بعض الناس زجاجات بلاستيكية فارغة سعة 20 لترًا لملئها بالكولونيا، لكننا نبيع 1.5 لترًا كحد أقصى لكل شخص”.

وقال إن هذه الكمية ستكون كافية لمدة شهرين عند استخدامها بشكل صحيح، حيث يكفي من 3 إلى3.5 غرام من الكولونيا لكل شخص لغسل اليدين، فليست هناك حاجة إلى الإكثار من الكولونيا.

وأشاد تونجير بالقرار الذي اتخذته السلطات التركية الأسبوع الماضي بوقف إضافة الإيثانول مؤقتًا إلى البنزين للمساعدة في تعزيز إنتاج المطهر.

اقرأ أيضا

إسطنبول تحت التهديد: تحذيرات من انتشار وباء جديد!

ووفقاً لهيئة تنظيم سوق الطاقة في تركيا، فإن تعليق استخدام الإيثانول في البنزين سيوفر 20.000 متر مكعب إضافية لإنتاج المطهرات والكولونيا في البلاد.

وقال تونجير وهو يصف مجموعة منتجات الكولونيا الخاصة بشركته، إنه يقدم عددًا كبيرًا من أنواع الكولونيا تصلح جميعًا لاستخدامهًا مطهرًا.

وأشار إلى أن “كولونيا الليمون تحتوي على 80٪ على الأقل من الإيثانول، في حين أن الأنواع الأخرى الشائعة برائحة الياسمين والتبغ والخزامى والعنبر والشاي الأبيض تحتوي على أكثر من 70٪ لتعمل كمطهر.

وأضاف تونجير أنه مع ارتفاع الطلب في تركيا، ترفض الشركة الطلبات من الخارج للتركيز على السوق المحلية.

وأوضح “لما رأينا أن الناس في بلادنا قد يحتاجون إلى مثل هذا المنتج المضاد للبكتيريا، لم نجد أنه من المناسب بيع الكولونيا في الخارج”.

وأضاف أن الشركة التي أسست قبل قرن من الزمان تركز في الوقت الحالي على إنتاج الكولونيا وقد طرحت منتجات أخرى تقدمها، مثل المناشف المنعشة والصابون السائل وكريم اليد والجسم والشامبو.

يذكر أنه بعد ظهور فيروس كورونا المستجد المعروف باسم “كوفيد 19” في مقاطعة ووهان الصينية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي انتشر الفيروس في أكثر من 150 دولة وإقليمًا.

اتخذ المسؤولون في تركيا عدة إجراءات لوقف انتشار الفيروس، مثل إغلاق المدارس والجامعات مؤقتًا، ووقف التجمعات العامة الكبيرة، وإيقاف المباريات الرياضية.

وفي يوم الاثنين الماضي أعلن وزير الصحة، فخر الدين كوجة، عن فرض حظر الرحلات الجوية مع 6 دول وهي السعودية، والإمارات ومصر، وبريطانيا، وسويسرا وإيرلندا. لتضاف إلى 14 دولة سبق أن أعلن عن حظر السفر إليها.

كما أعلن رئيس الشؤون الدينية، علي أرياض، أنه تم إيقاف صلوات الجماعة في المساجد بما فيها صلاة الجمعة للوقاية من تفشي الفيروس الذي ضرب مختلف أنحاء العالم.

كما أصدرت وزارة الداخلية التركية، قرارات جديدة تتعلق بالأماكن العامة بالبلاد. شملت إغلاق المتاحف ودور السينما وصالات الغناء والأعراس والمطاعم التي تقدم عروضًا موسيقية وجميع أنواع المقاهي والكازينوهات والحانات ومقاهي الإنترنت وصالات الألعاب وأماكن لعب الأطفال المغلقة والنوادي والملاهي والمسابح والحمامات الشعبية وصالات الساونا والتدليك والمراكز الرياضية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.