ما حقيقة إصابة عدد كبير من المعتمرين الأتراك بـ”كورونا”

ألغت السعودية جميع أنواع التأشيرات السياحية أو تأشيرات العمرة في 27 فبراير/ شباط الماضي، أي قبل 24 يوما من الإعلان عن إصابة مواطن تركي، زعمت الفضائية السعودية أنه “معتمر”، حيث شملت الإجراءات تعليق السماح بدخول الراغبين في أداء العمرة وزيارة المسجد النبوي، والسائحين مؤقتاً.

الغريب، أن هؤلاء الناشطين لم تثرهم تصريحات وزيرة الصحة المصرية، هالة زايد، إلا على نطاق ضيق بل “خجول” حين أعلنت منذ يومين أن “هناك 30 إصابة لعائدين من العمرة بين المصريين”.

الرقم اليوم ضخم هو 119 حالة جديدة في السعودية، وضخامته تكمن في “72 حالة هي من المعتمرين الأتراك، والتي سببت لهم الإصابة هي حالة مخالطة تركية واحدة سببت العدوى لفندق كامل من المعتمرين الأتراك في مكة المكرمة”.

ذلك هو الكلام كما ينقله بدر الشريف مراسل قناة MBC من جدة.

 

 

كوْن قناة MBC مملوكة لأحد رجال المال السعوديين المقربين من الأسرة المالكة وتعكس التوجهات السياسية للمملكة، لن يجعلنا نقف كثيرًا على التساؤل حول المصدر الذي استقى منه مراسل القناة معلوماته، لكنه لم يدع لنا مجالا لغض الطرف عن طرح هذا السؤال: كيف لمراسل قناة شهيرة أن يدلي بمعلومات لم تجرِ على لسان المتحدث باسم وزارة الصحة السعودية محمد العبد العالي؟!

ما أثار هذا التساؤل، أن وزير الصحة السعودي قال ما نصه: “إن 72 حالة من الجنسية التركية معزولون صحيا في أحد الفنادق في مكة المكرمة، كانت قد اكتُشفت مبكرا أثناء التقصي الوبائي لحالة سابقة أُعلن عنها قبل أسبوع قادمة من تركيا، وجميعهم من دون أعراض”.

اقرأ أيضا

وأعلنت وزارة الصحة (الأحد) تسجيل 119 إصابة جديدة بكورونا، ليرتفع الإجمالي إلى 511 إصابة وتعافى 17، وأوضحت أن السبب الأكبر لهذه الإصابات هو عدم الالتزام بمنع التجمعات.

إذا وضعنا في الاعتبار أن الجالية التركية في السعودية يتخطى تعدادها 120 ألفا من الأتراك المقيمين العاملين في مختلف القطاعات التجارية والصناعية والخدمية وغيرها، فسوف يسهل علينا استيعاب أن حالة الإصابة التي سجلت لأحد الأتراك في مكة وتسببت بإصابة 72 آخرين جراء مخالطته، من المحتمل أن صاحبها مقيم وليس معتمر، أو ربما كان مسافرًا قدم إلى السعودية من تركيا في فترة انتشار الوباء بدول المنطقة، وذلك لأسباب نراها وجيهة تتعلق بالمعطيات أدناه:

أولا: السعودية أعلنت عن إصابة المواطن التركي، الأحد 22 مارس/آذار.

ثانيا: ألغت السعودية جميع أنواع التأشيرات السياحية أو تأشيرات العمرة في 27 فبراير/ شباط الماضي، أي قبل 24 يوما من الإعلان عن إصابة المواطن التركي، حيث شملت الإجراءات تعليق السماح بدخول الراغبين في أداء العمرة وزيارة المسجد النبوي، والسائحين مؤقتاً.

ثالثا: أوقفت الجهات السعودية المختصة أداء العمرة للمواطنين والمقيمين على أراضيها مؤقتا اعتبارا من 4 مارس/آذار، أي قبل 18 يوما من الإعلان عن إصابة المواطن التركي، مع الأخذ بالحسبان أن فترة الحضانة للفيروس قبل ظهور الأعراض تتراوح ما بين 3 و14 يوما.

رابعا: علّقت السلطات السعودية جميع رحلات الطيران من وإلى تركيا اعتبارا من 9 مارس/آذار، أي قبل أسبوعين من الإعلان عن إصابة المواطن التركي الذي وصفه مراسل قناة MBC بأنه “معتمر”.

لقد أثار الخبر الذي بثته قناة MBC تفاعلا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي الذين استغلوا تقرير مراسل القناة، لمزيد من الإساءة إلى تركيا وتحميلها مسؤولية جميع الإصابات بفيروس كورونا، بما فيها الإصابات التي سجلتها السعودية قبل أن تسجل تركيا اول إصابة في 11 مارس/آذار.

لكن الغريب، أن هؤلاء الناشطين لم تثرهم تصريحات وزيرة الصحة المصرية، هالة زايد، إلا على نطاق ضيق بل “خجول” بعد أن أعلنت منذ يومين أن “هناك 30 إصابة لعائدين من العمرة بين المصريين”.

 

.

المصدر/A.A

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.