تركيا.. هل حالات “كورونا” تزيد بشكل متسارع أم بنسبة طبيعية؟

إذا ما نظرنا إلى تطور أعداد الحالات في تركيا بنظرة واقعية سنجد أولا أن أعداد الناس التي يتم فحصها في اليوم الواحد تزداد بشكل كبير بشكل متوازن مع إعداد المصابين اليومية كما نجد أن أعداد الوفيات اليومية لا تسير بنفس الوتيرة التي نشاهدها في مختلف الدول الأخرى عالميا. وهذا إن كان ذا معنى فهو أن القرارات المتخذة من الدولة التركية ووزارتي الصحة والداخلية هي قرارات في مكانها الصحيح.

كما أننا يجب أن ندرك أننا نتحدث عن بلد عدد سكانه الرسمي هو 82 مليون نسمة ولكنه أيضا فعليا بلد يعيش فيه قرابة 90 مليون نسمة اذا ما احتسب إعداد الوافدين العرب والأجانب الآخرين الذين اتخذوا من تركيا مسكنا لهم في ظل الأوضاع السياسية والمأساوية التي تعيشها بلادهم.

وإذا ما نظرنا إلى أعداد المرضى الذين يتماثلون للشفاء فإن هذا الأمر سيساعد في خروج هؤلاء بصحة وعافية من المستشفيات وسيكون هذا أيضا أمرا إيجابيا آخرا سيعيشه هذا البلد إن شاء الله. إذن، نحن نسير حتى الآن بشكل جيد إلى حد كبير.

ما تحتاجه تركيا اليوم هو استمرار العزيمة التي نجدها عند نسبة كبيرة من أبناء الشعب ومن الإدارة الحكيمة للبلاد وأن نتمكن من الاستمرار على نفس الوتيرة لأسبوع أو ثلاثة آخرين. عندها سنبدأ بتنفس الصعداء وتعود عجلة الحياة إلى هذا البلد رويدا رويدا بإذن الله.

أمر مهم آخر وهو أن الطواقم الطبية في تركيا بدأت تتعود على الأنظمة العلاجية التي تستخدم حاليا في معالجة الكورونا الحديثة. وهناك تحديث دائم لكل ما هو جديد في متابعة هذه الحالات والاستفادة بأكبر قدر ممكن من تجارب وأخطاء الدول الأخرى في هذا الشأن.

كما أن المستشفيات والطواقم الطبية تطبق نظام عزل شديد وحازم. وهو من الأمور الإيجابية الأخرى التي نعيشها اليوم في مكافحة هذه الأزمة.

لهذا يجب علينا أن نتعاون معا وبكل قوة لتخطي ما نحن أمامه من مرحلة هي اليوم تعتمد اعتمادا شديدا على تمكننا من تخطي هذه الأسابيع المتبقية سواء أكانت أسبوعين أو ثلاثة أسابيع وان نحافظ على تشددنا كشعب ومواطنين عربا كنا أو أتراك نعيش في هذا البلد ونلتزم بكافة تعليمات الدولة ووزاراتها وان نذكر جميعا أن التزامنا اليوم سيعجل من انتهاء هذا الحبس الاختياري الذي نطبقه جميعا وصولا إلى تخطي هذا الوباء بأفضل وأسرع وضع ممكن.

اقرأ أيضا

انفجارات تستدعي استجابة عاجلة: النيران تلتهم الأحياء الفقيرة…

علينا أن لا ننسى أن لدينا أحبة كبارا في السن. … وأن لا ننسى أننا ورغم انا شباب وأصحاء فإن بيننا من هو مريض وضعيف.

لا تلتفت إلى ما يأتيك من أخبار متشائمة على وسائل التواصل الإجتماعي فنحن نثق بأننا قادرون على تخطي هذا الأيام. ولتكن متابعتنا الأساسية هي لما يصدر عن وزير الصحة بشكل مباشر أو عبر القنوات الحكومية الرسمية….
فلنبدأ من منازلنا بإعداد الخطط لمرحلة ما بعد الأزمة. لنخطط لمشاريعنا وأعمالنا لما بعد الحظر الذي نعيشه. ولكن لنلزم اليوم منازلنا فنحن مفتاح انتهاء كل هذه الأزمة. .. ولنبتعد عن الكورونويا… ولنتحلى بالأمل والتفاؤل…

وأخيرا لا ننسى أبدا أن تركيا وبلادنا العربية هي من الشعوب الشابة وهو ما سيكون ذا تأثير مباشر على انخفاض نسبة الوفيات وزيادة نسب المعافاة علما أن نسبة الوفيات في كل من هو تحت 50 عاما هي إعداد فردية تكاد لا تذكر…

الخلاصة؛ أمامنا مدة من الزمن أما نستغلها ببعض من التسلية والقراءة والعمل لأجل خططنا لما بعد الوباء أو نتهاون في مصيرنا ومصير هذا الوطن…

عش حياتك في بيتك، وتحل بالأمل والفرح والنشاط وكن جاهزا لغد أفضل بإذن الله…

لا لليأس في زمن نحن بأمس الحاجة فيه إلى نظرة حياة وأمل…

الدكتور وسيم بكراكي – إسطنبول (تركيا الآن)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.