دفع خطر “كورونا” الذي يهدد العالم، خبرات طبية من الجالية العربية في تركيا، لإطلاق مبادرة من أجل التكاتف مع جهود وزارة الصحة التركية في مكافحة الفيروس.
المبادرة التي أطلقها أطباء سوريون وحظيت بدعم أطباء مصريين وغيرهم، انطلقت من إسطنبول، وتوسعت في كافة الولايات، كما حظيت بدعم منظمات المجتمع المدني التي تعمل على التواصل مع الجهات التركية لترتيب آلية الاستفادة من هذه الخبرات.
وتهدف المبادرة وفق القائمين عليها، إلى مساعدة السلطات الصحية التركية في مواجهة “كورونا” من خلال وضع الأطباء العرب والممرضين والصيادلة وأطباء الأسنان والمخبريين أنفسهم تحت تصرف وزارة الصحة.
وبدأت المبادرة على يد أطباء من جمعية “البيت السوري”، إضافة لجهود من جمعية الأطباء المصريين، وتبنّى كل من “اتحاد الأطباء العرب”، و”اتحاد الجاليات العربية”، و”الجمعية العربية” في تركيا هذه المبادرة لنقلها إلى الجهات التركية.
وفي حديث مع الأناضول، قال طبيب الأسنان محمد دالي من “البيت السوري”، إن “فكرة المبادرة بدأت من الأطباء السوريين وتوسعت لتشمل الأطباء العرب، ووصلتنا طلبات وعروض من السفارات والقنصليات الأوروبية للتطوع مع فرقها، حيث راسلتني السفارتان الفرنسية والإيطالية”.
وزاد: “رأينا أن من واجبنا تجاه تركيا رد الجميل والعمل والتطوع لمكافحة الفيروس فيها، فبدأت بجهد شخصي بعمل روابط ومجموعات وتمكنت من جمع قرابة 250 طبيب في إسطنبول لوحدها، ونفس الأمر جرى في ولايات أخرى”.
الطبيب مضى بالقول: “نعمل مع منظمات المجتمع المدني للتواصل مع الجهات المعنية التركية، ممثلة بمديرية الصحة بإسطنبول والوالي، لنرفع القوائم التي تشمل أطباء وممرضين وأطباء أسنان وصيادلة، والأعداد تتزايد ويتوقع أن تتراوح ما بين 500 وألف”.
وشدد “دالي” على أنه ” بالفعل تم عقد لقاء مع مدير صحة إسطنبول وتسليمه القوائم الحالية. الجهود التركية في مكافحة الفيروس جيدة وكافية وتستوعب الإصابات الحالية، لكن في المستقبل قد تتفاقم الأزمة، ونحن جاهزون ونطلب إعداد دورات طبية من أجل مكافحة الفيروس والعدوى”.
ولفت إلى أن “وجود فريق عربي سيسهل وصول التعليمات والإرشادات والتوجيهات للعرب الموجودين في تركيا والذين يقدر عددهم فيها بخمسة ملايين”.
وتابع قائلا: “من ضمن مقترحاتنا تدريب الطواقم، وتخصيص أرقام طوارئ باللغة العربية”.
وأردف: “نحن كفرق طبية يمكننا تقديم دعم في تركيب الأدوية ومداواة المرضى وإجراءات السلامة والوقاية وتشكيل غرف وعيادات عربية لاستقبال المرضى العرب لفحصهم ثم تحويلهم للجهات التركية المختصة”.
من جهته، قال الدكتور عبد الله الكريوني أمين جمعية الأطباء المصريين، إن “الجمعية أسست في تركيا عام 2017 وتضم نحو 250 عاملا في الصحة من أطباء وصيادلة وأطباء أسنان”.
وأردف في حديث للأناضول: “بداية حاولنا التحرك بالتنسيق مع وزارة الصحة، ومديرية الصحة بإسطنبول، لأننا مدركون عدد العرب المتواجدين في تركيا، وحجم التحدي الذي تواجهه جراء تفشي كورونا”.
وأوضح قائلا: “لدينا كثير من الخبرات بعضهم أساتذة جامعات وبعضهم الآخر متخصصون، نأمل أن يكون لهم دور في دعم جهود مواجهة الوباء”.
وعن جهودهم المبذولة في السياق، أفاد الكريوني: “نقوم على جمع قوائم لجميع الأطباء باختصاصاتهم، وفوجئنا بإقبال كبير، ولدينا اتصال مع بقية الجاليات، منها اليمنية والسورية والفلسطينية، لتنسيق الجهود والعمل كمجموعة واحدة تحت إشراف وزارة الصحة”.
وختم الكريوني بالقول: “نقترح تقديم يد العون للجاليات العربية من قبل متخصصين وأطباء واستشاريين عرب في كافة المجالات المطلوبة”.