كان صنع الأقمشة الخاصة، المستخدمة في صناعة الأقنعة الجراحية (الكمامات)، أشبه بطباعة النقود لرجل الأعمال الصيني “يو شياونينغ” منذ انطلاق فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، في كانون الثاني/ يناير الماضي.
أدى هذا الوباء العالمي الذي انتشر من الصين إلى أوروبا والولايات المتحدة إلى نقص عالمي في الأقنعة (الكمامات)، حيث تسعى الحكومات إلى حماية العاملين في القطاع الصحي، كما يحاول الناس في كل مكان منع انتقال العدوى عبر اقتنائها.
كما أدى إلى زيادة كبيرة في الطلب على الأقمشة المنفوخة المصنوعة من مادة “البوليمر” المستخدمة في صناعة الأقنعة الواقية، وهو السوق الذي تكافح شركة يو شياونينغ “داون بوليمر” الصينية من أجل الاحتفاظ بالسيطرة عليه، وفق ما ورد بتقرير لصحيفة “فاينانشل تايمز” .
وقال إكس يو هانزهونغ، المحلل في شركة هنغتاي للخدمات المالية: “أصبحت المنافسة على المواد الخاصة بصناعة الأقنعة الواقية المفتاح للوقاية من الوباء العالمي، وبسبب التحديات التقنية وعملية الإنتاج فقد ارتفعت أسعار هذه المواد خلال الآونة الأخيرة”.
تقدر حاليا الحصة السوقية لشركة “داون بوليمر” (Dawn Polymer) التي تعمل في مجال صناعة الأقمشة المتخصصة بصناعة الكمامات بـ40 بالمئة من هذه السوق بالصين، حيث ارتفعت أسهم الشركة المدرجة في سوق شنتشن للأوراق المالية بنسبة 417 بالمئة، خلال الأسابيع الستة التي تلت 20 كانون الثاني/ يناير الماضي.
وارتفعت حصة يو شياونينغ وزوجته هان ليمي المسيطرين على شركة “داون بوليمر” بأكثر من 13.5 مليار يوان صيني (1.9 مليار دولار) بحلول 9 آذار/ مارس، لتصبح حوالي 16.8 مليار يوان، بناء على أحدث الإفصاحات المالية للشركة.
ورغم تراجع سعر السهم مع تراجع تفشي المرض في الصين، لكن الزوجين أصبحا من أكبر المستفيدين في العالم من الطلب غير المسبوق على الكمامات.
وتوقع يانج وي المحلل في سوق هواكسان للأوراق المالية أن تحقق شركة “داون بوليمر” ربحية كبيرة في النصف الأول من هذا العام، حيث لا يزال الطلب على الأقمشة الخاصة بصناعة الكمامات مزدهرا.
عمل رجل الأعمال الصيني يو شياونينغ في مجال صناعة البلاستيك منذ التسعينيات، وكان مديرا عاما لمجموعة المطاط والبلاستيك في مدينة لونغكو الصغيرة، بمقاطعة شاندونغ شرق الصين.
أطلق شركته “داون بوليمر” (Dawn Polymer) في عام 2002، وبدأ في إتقان إنتاج الأقمشة الخاصة بالكمامات خلال تفشي مرض سارس عام 2003.
وقال شياونينغ لمجلة رواد الأعمال الصينيين في مقابلة أجريت معه مؤخرا: “بسبب فيروس سارس في ذلك العام، قمنا بجعل هذه الأقمشة هي المنتج الرئيسي الذي نركز على صناعته، بعدما كنا نصنع سلسلة من الأصناف”.
ويضيف: “بعد 17 عاما من الخبرة، أصبحت شركتنا رائدة في هذا المجال من حيث التكنولوجيا والإتقان للإنتاج”.
ومنذ ذلك الحين أصبح شياونينغ رائد أعمال مشهور في شاندونغ. وفي عام 2019، قدر متعقب الثروة هورون ريبورت الثروة الشخصية لشياونينغ بنحو 3.6 مليارات يوان صيني.
لكن مع ارتفاع قيمة الكمامات في جميع أنحاء العالم، تواجه شركة “داون بوليمر” منافسة قوية جديدة في عالم الأقمشة الخاصة بصناعة الكمامات، حيث دفعت العديد من الشركات بمدخراتها إلى هذه السوق، ومنها شركة النفط الصينية سينوبك.
إلا أن المحللين يرون بأن الصراع من أجل الهيمنة في السوق على ما هو الآن واحد من أكثر السلع المرغوبة في العالم، إلى جانب ورق التواليت، سيعتمد على القدرة على إنتاج أقمشة البوليمر المصممة خصيصا في صناعة الأقنعة الجراحية.
ويعتقد يو هانزهونغ المحلل في هنغتاي أنه من السهل صناعة أقمشة للكمامات، لكن مستوى الجودة المطلوب للكمامات الجراحية يجعل اقتحام هذا السوق صعبا نوعا ما، حيث يكمن السر في صناعة مواد البولي بروبلين عالية الجودة، وما تمتلكه من مواصفات تؤهل لاستخدامها عند درجات حرارة معينة.
لذا فإن شياونينغ لا يشعر بالقلق كثيرا بهذا الصدد، وأكد للمجلة الصينية: “إذا حاول كل شخص إنتاج الأقمشة، فسيؤثر ذلك على جودة المنتج”.
.
وكالات