دفع عدد من الأطباء العرب والمسلمين في الدول الغربية، حياتهم ثمنا لإنقاذ أرواح المصابين بفيروس “كورونا” المتفشي بشكل كبير في أوروبا.
وذلك بعد أن سارعوا لمساندة زملائهم الأطباء في تلك الدول، وبشكل تطوعي لمواجهة هذا الفيروس، الأمر الذي رأى فيه مراقبون أنه “سيكون له الأثر الأكبر في تغيير نظرة الغرب للعرب والمسلمين عامة”.
وأشادت مصادر إعلامية عربية وغربية بالتضحيات التي أبداها 3 أطباء عرب كانوا من أوائل من قدموا حياتهم بسبيل الآخرين في بريطانيا.
ففي 25 آذار/مارس الماضي، أعلن عن وفاة الطبيب عادل الطيار (63 عاما) والذي يحمل الجنسية السودانية، داخل مستشفى جامعة ويست ميدلسيكس بأيزلوورث، في العاصمة لندن.
وفي 27 آذار/مارس الماضي، أودى الفيروس بحياة الطبيب حبيب زيدي (76 عاما)، والذي يحمل الجنسية العراقية، بمدينة لايت أون سي.
وفي 28 من الشهر نفسه، توفي الطبيب أمجد الحوراني (55 عاما)، والذي يحمل الجنسية السودانية، الاستشاري في قسم الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى كوينز في بورتون، بمدينة ديربيشاير.
وكانت وزارة الخارجية البريطانية قدمت في تغريدة على حسابها في “تويتر” التعازي بوفاة هؤلاء الجنود المجهولين، مشيدة بدور الأطباء العرب بالتصدي إلى جانب الكادر الطبي البريطاني لفيروس “كورونا”.
ورأى مراقبون أن تواجد الأطباء العرب المسلمون في الصفوف الأمامية لمكافحة تفشي “كورونا” في الدول الأوروبية، سيغير من الصورة النمطية السلبية والتي غالبا ما يحاول الغرب توظيفها لإطلاق الأحكام المسبقة بحق المسلمين في العالم الغربي.
وفي هذا الصدد، قال أخصائي الجراحة العامة وجراحة الأوعية، الدكتور أحمد العاصي لـ”وكالة أنباء تركيا، إن “العرب والمسلمين عانوا المزيد من المظاهر العنصرية والتطرف ضدهم في البلاد الغربية، وبالطبع ليس هناك تعميم”.
وأضاف أنه “بكل تأكيد فإن الأزمة الحالية التي تعصف بالعالم أجمع ستغير من انحيازات الأفراد تجاه المجتمعات والأديان المختلفة”.
وفي حين لم تذكر أية مصادر إحصائية عدد الأطباء العرب الذين توفوا بسبب الفيروس، كان للسوريين نصيب من التضحية في سبيل إنقاذ المصابين بفيروس “كورونا”، إذ شهدت إيطاليا تسجيل وفاة 3 أطباء من أصول سورية وهم:
الطبيب عبد الستار عيروض (80 عاما)، والذي توفي في 18 آذار/مارس الماضي، بعد أن انتقلت إليه العدوى من أحد مرضاه في مدينة بيرغامو.
الطبيب عبد الغني مكي، والذي توفي في 24 آذار/مارس الماضي، جراء انتقال العدوى إليه أيضا.
الطبيب غيفونت مراديان، والذي توفي في 29 آذار/مارس الماضي، بعد إصابته بالفيروس.
في حين ذكرت عدة مصادر أن عدد الأطباء العرب الذين قضوا بسبب الفيروس وصل إلى 25 طبيبا عربيا.
وتعليقا على ذلك قال رئيس مجلس إدارة منظمة “صناع الأمل” الإنسانية، الدكتور فراس ممدوح الفهد لـ”وكالة أنباء تركيا، إن “الأطباء السوريين الثلاثة كان دورهم الإنساني متميزا لكونهم كانوا متطوعين لمساعدة مرضى (كورونا)، ولم يكونوا مجبربن على هذا العمل، وهذا ما بدأ يغير نوعا ما الصورة النمطية السلبية عن العرب والمسلمين لدى قطاعات كبيرة من الشعب الإيطالي والغربي”.
وأضاف الفهد أن “الدليل على ذلك طلب وزارة الخارجية الأمريكية من كافة العاملين بالقطاع الطبي بما فيهم الدول العربية والإسلامية، بالتقدم لأي سفارة أو قنصلية أمريكية للحصول على تأشيرة دخول لأمريكا والحصول على عقود عمل”.
ومع تسارع تفشي وباء كورونا حول العالم، مسجلا أكثر من 700 ألف إصابة إضافة لأكثر من 35 ألف وفاة، حسب منظمة الصحة العالمية، يبقى جيش الأطباء سواء أكانوا عربا أم أجانب من دول غربية وأوروبية، هم من يعول عليهم أولا وأخير في سبيل التصدي لهذا الفيروس الفتاك، إلى حين اكتشاف اللقاح الآمن والفعال للقضاء عليه نهائيا.