ما حقيقة دعم تركيا للحوثيين في اليمن

يعرف نفسه على أنه “كاتب ومحلل سياسي”، يتابعه على حسابه في تويتر 45 ألفا، هو العميد اليمني “خالد النسي” المقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة.

ادعى خلال تغريدة نشرها في 29 مارس الماضي، أن قائد المقاومة الشعبية بمدينة تعز اليمنية “حمود المخلافي”، أنشأ بدعم من قطر وتركيا، العديد من المعسكرات.
وقال النسي في تغريدته ما نصه بعد تصويب أخطائه اللغوية والإملائية الظاهرة في التغريدة: ” حمود المخلافي أنشأ كثيرا من المعسكرات في تعز بدعم قطر وتركيا، وعندما نعلم أنه افتتح مركزا لتركيب الأطراف الصناعية في صلالة بالشراكة مع محمد عبدالسلام ناطق الحوثيين، ويتم فية علاج الجرحى الحوثيين والإخوان، هذا يوكد أنهم جبهه واحدة، وأن المستهدف من معسكرات المخلافي في تعز هو الجنوب”.

 

حظيت التغريدة بتفاعل كبير في أوساط فئة معينة من ذوي الأحكام المسبقة المرتكزة على “التسليم الأعمى” بكل ما يكتب ضد تركيا وقيادتها، والدور التركي سواء العربي أو الإقليمي المشهود له عند المنصفين بسعيه في التخفيف من حدة الأزمات الإنسانية المتفاقمة في مناطق النزاعات المسلحة، ولعب دور بهذه الأزمات في سبيل وضع حلول لها.
“قد” نجد لزاما علينا الذهاب بعيدا عن التغريدة المجافية لحقائق واقع الدور التركي في اليمن، وهو يكاد لا يتعدى المساهمة الجادة من خلال المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية التركية التي لا تقتصر ميادين نشاطاتها على اليمن أو المنطقة، بل تتعدى ذلك إلى مئات الدول في قارات العالم.
الحقيقة تقول:
ليس ثمة أي شك بأن المغرد المقيم في دولة الإمارات لم يكلف نفسه عناء الوفاء لمهنته (كاتب ومحلل سياسي) بالبحث قليلا في خلفيات الخبر وتفاصيله قبل كتابة التغريدة.
ولكننا سنكفيه هنا مؤونة البحث ونقول له ولغيره ممن صدقوا فرية أن “حمود المخلافي” أنشأ الكثير من المعسكرات في تعز “بدعم من قطر وتركيا”، حسب زعمه، وأن “المخلافي” افتتح مركزا لتركيب الأطراف الصناعية في صلالة بالشراكة مع محمد عبد السلام ناطق الحوثيين لعلاج الجرحى الحوثيين والإخوان المسلمين (التجمع اليمني للإصلاح)”، مستنتجا بعقلية “المحلل السياسي”، أن هذا يؤكد “أنهم جبهة واحدة وأن المستهدف من معسكرات المخلافي في تعز هو جنوب اليمن”، كما يقول.
نقول له ولغيره ممن صدقوا فريته:
أولا: إن “المركز العربي للأطراف الصناعية”، هو أول مركز من نوعه على مستوى الشرق الأوسط، وهو بدعم من سلطنة عمان التي وجه لها “المخلافي” الشكر في كلمة افتتاح المركز الذي يرأس مجلس إدارته شخصيا.
ثانيا: إن الشركة التي أنشأت المركز هي شركة “أتوبوك الألمانية” حيث وجه “المخلافي” الشكر لدولة ألمانيا الاتحادية وللشركة “التي عملت على ترجمة طموح علاج الجرحي سواء المبتورين وغيرهم وتوسيع المركز ليقدم خدماته العلاجية والطبية والإنسانية للجرحى من الرجال والنساء والأطفال”.
ومن متابعة الخبر وكل تفاصيله، فإنه ليس هناك أي دور لتركيا سواء الدولة أو الشركات في إنشاء المركز.
وما يؤكد ذلك أن “المخلافي” لم يوجه أي كلمة شكر لتركيا أو لشركاتها أو لمنظماتها، خلال حفل افتتاح المركز الذي لم يحضره أي مسؤول أو شخصية تمثل تركيا، بل اقتصر الحضور الرسمي على مهنا بن سيف اللمكي نائب مُحافظ ظفار والسفير اليمني المعتمد لدى السلطنة وسفير جمهورية ألمانيا الاتحادية في السلطنة وعدد من المسؤولين في وحدات الجهاز الإداري بمحافظة ظفار.
ومعروف أن لتركيا ومنظماتها الإنسانية دورا إنسانيا مشهودا له من مسؤولين يمنيين في الحكومة الشرعية ومنذ بدايات الحرب في اليمن.
ولا تزال منظمات إغاثية تركيا تتواجد في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة، مثل مكتب الوكالة التركية للتنسيق والتعاون “تيكا”، وفرق الهلال الأحمر التركي، وفي محافظات أخرى مثل تعز ومأرب وغيرها من مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، في ذات الوقت الذي لا تتواجد أي منظمة تركية في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، وهذه الجزئية وحدها تكفي للرد وتغني عن المزيد.

.

المصدر/ A.A

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.