شرعت تركيا في اتخاذ تدابيرها ضد فيروس كورونا بعد أيام قليلة من إعلان أول إصابة على أراضيها، مقارنة بالدول الأوروبية التي باشرت في اتخاذها بعد فترة تتراوح بين 39 إلى 54 يوما من ظهور الفيروس في دول القارة.
وبعد الكشف عن أولى الإصابات فيها، سبقت تركيا كلا من إيطاليا وإسبانيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية فيما يخص اتخاذ الإجراءات لمنع الفيروس من الانتشار على نطاق واسع.
وعقب انتشار الفيروس حول العالم، اتخذت العديد من البلدان تدابير للحد من انتشاره، لاسيما تعطيل المدارس والجامعات، إغلاق المقاهي والحانات والمطاعم وأماكن الترفيه ومراكز التسوق وأمكان العبادة وغيرها من الأماكن المزدحمة.
وتم الكشف عن أولى الإصابات بكورونا في فرنسا يوم 24 يناير/كانون الثاني الماضي، وفي ألمانيا بتاريخ 28 يناير، في حين جرى رصد أولى الحالات في إيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة يوم 31 يناير، وفي تركيا يوم 11 مارس.
– تعطيل المدارس والجامعات
قررت إيطاليا تعليق الدراسة بعد 39 يوما من ظهور أولى الحالات، وإسبانيا عقب 40 يوما، وبريطانيا بعد 47 يوما، وألمانيا وفرنسا بعد 49 يوما، في حين قررت تركيا تعليق الدراسة بعد يوم واحد فقط.
– إغلاق أماكن الازدحام مؤقتا
قررت إيطاليا إغلاق أماكن الازدحام بعد 41 يوما من ظهور أولى الحالات، وإسبانيا عقب 43 يوما، وألمانيا بعد 48، وبريطانيا بعد 49 يوما، وفرنسا بعد 50 يوما، في حين قررت تركيا إغلاق تلك الأماكن بعد4 أيام فقط.
وأفادت وزارة الثقافة التركية في 15 مارس/آذار الماضي أن جميع المكتبات في عموم البلاد ستغلق من 16 إلى وحتى إشعار آخر.
ومع تعميم وزارة الداخلية التركية المنشور في 15 مارس/آذار، أغلقت الحانات والنوادي الليلية مؤقتا اعتبارًا من 16 مارس/آذار.
وبإرسال تعميم الوزارة إلى الولايات الـ81 في 16 مارس/آذار، أعطيت تعليمات لإغلاق أماكن التجمعات من المقاهي ودور السينما ومقاهي الإنترنت والقاعات الرياضية، باستثناء المطاعم والمحال التجارية.
وتقرر في 21 مارس/آذار، إغلاق صالات الحلاقة والتجميل بعد الساعة 18.00، وفي 21 مارس/آذار تحددت أوقات عمل المحال التجارية بين الساعة 09.00 – 21.00.
من جانب آخر، ورغم عدم وجود قرار بشأن مراكز التسوق (المولات)، فإن العديد من تلك المراكز في المدن الكبرى قررت إغلاق أبوابها اعتبارا من 21 مارس/آذار بشكل مؤقت، بسبب وعي المشغلين بشأن الصحة العامة.
وأعلن اتحاد مراكز التسوق وتجار التجزئة في تركيا أن أكثر من 100 مركز تسوق أغلق أبوابه في جميع أنحاء تركيا، وأوضح أن مراكز التسوق لن تحصل على رسوم إيجار من الشركات طول فترة إغلاقها.
أما في إيطاليا، فتقرر إغلاق جميع المتاجر باستثناء تجار الأغذية بالتجزئة والصيدليات في 10 مارس/آذار، وبعد ذلك أغلقت العديد من مراكز التسوق أبوابها.
وفي إطار تدابير الطوارئ التي اعتمدت في 14 مارس/آذار في إسبانيا وفرنسا، أغلقت جميع المحال التجارية ومراكز التسوق التي لا تلبي الاحتياجات الضرورية في 16 مارس/آذار.
أما في المملكة المتحدة فلا تزال سلاسل مراكز التسوق تصر على عدم إغلاق أبوابها رغم التدابير المتخذة والضغوط التي يمارسها الموظفون.
رئاسة الشؤون الدينية في تركيا، أعلنت في 16 مارس/آذار تعليق أداء صلاة الجماعة في المساجد بما فيها صلاة الجمعة في جميع أنحاء البلاد.
وأقيمت صلاة الجمعة في مسجدي الأمة يوم 27 مارس/آذار وأحمد حمدي أقسَكي يوم 3 أبريل/نيسان بأنقرة “بمشاركة محدودة”.
وذكر بيان صادر عن رئاسة الشؤون الدينية، أنها هدفت بذلك إلى “ضمان استمرارية خطب الجمعة من خلال أداء صلاة الجمعة بأقل مشاركة”.
أما في إيطاليا، فأغلق الفاتيكان في 13 مارس/آذار 900 كنيسة كاثوليكية في مدينة روما، وعلقت قداس الأحد، واتخذت الكنائس في إسبانيا وفرنسا إجراءات مماثلة بعد 14 مارس/آذار.
وبموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الحكومة الفيدرالية وإدارات المقاطعات في ألمانيا يوم 16 مارس/آذار، تقرر حظر اللقاءات الجماعية في جميع دور العبادة.
وفي 24 مارس/آذار تقرر إغلاق جميع المساجد والكنائس والمعابد اليهودية للمصلين ورجال الدين في بريطانيا.
كما دفع تفشي فيروس كورونا البلدان إلى حظر وتقييد الفعاليات العامة، حيث تم تأجيل الحفلات الموسيقية والمناسبات الثقافية والفنية الأخرى بالإضافة إلى المباريات الرياضية.
– تعليق دوريات كرة القدم
وعقب ظهور أول إصابة بيوم واحد (12 مارس/آذار)، اتخذت تركيا أول خطوة لها في هذا المجال بإقرار إقامة المباريات الرياضية بدون جمهور.
وبعد تشخيص أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا، جرى اتخاذ تدابير مشابهة في إيطاليا بعد 39 يوما (بتاريخ 10 مارس/ آذار)، وإسبانيا بعد 41 يوما (12 مارس)، وبريطانيا بعد 42 يوما (13 مارس)، وألمانيا بعد 45 يوما (13 مارس)، وفرنسا بعد 48 يوما (13 مارس).
في حين أعلن وزير الشباب والرياضة التركي محمد قصاب أوغلو، تأجيل كل من دوريات كرة القدم، والسلة، والطائرة، واليد، بتاريخ 19 مارس.
وبموجب تعميم صادر عن رئاسة الجمهورية التركية، جرى بتاريخ 20 مارس تأجيل كافة الفعاليات والاجتماعات العلمية، والثقافية، والفنية بالبلاد لغاية نهاية أبريل/ نيسان.
– فرض قيود على السياحة والنقل
ضمن إطار التدابير لمواجهة كورونا، لجأت الدول إلى إغلاق حدودها وتعليق الرحلات الجوية فضلا عن فرض قيود في مجالي السياحة والنقل بهدف الحد من تفشي الفيروس داخل حدودها.
وفي الوقت الذي علقت فيه تركيا رحلاتها الجوية إلى كل من الصين، وإيران، وإيطاليا، وكوريا الجنوبية، والعراق، اتخذت قرارا بعد يومين من تشخيص أول إصابة، وتحديدا بتاريخ 13 مارس لتعليق رحلاتها إلى 9 دول أخرى هي ألمانيا، وفرنسا، وإسبانيا، والنروج، والدانمارك، وبلجيكا، والسويد، والنمسا، وهولندا، ومن ثم أعلنت بتاريخ 17 مارس أنها ستعلق كافة رحلاتها الجوية الخارجية.
وفي 14 مارس أعلنت تركيا تعليق رحلاتها البرية والجوية مع أذربيجان، وتعليق عمليات السفر من بوابة “سارب” الحدودية مع جورجيا.
وفي 16 مارس أعلنت تركيا تعليق الرحلات الجوية إلى كل من بريطانيا، وإيرلندا، وسويسرا، ومصر، والسعودية، والإمارات.
وأعلنت وزارة النقل والبنى التحتية بتاريخ 21 مارس تعليق الرحلات الجوية إلى 46 دولة أخرى، ليرتفع بذلك حظر الطيران إلى 68 دولة.
وبعد تشخيص أولى حالات الإصابة بالفيروس، أعلنت إيطاليا بعد 39 يوما (بتاريخ 10 مارس)، وألمانيا بعد 39 يوما (17 مارس)، وإسبانيا بعد 43 يوما (14 مارس)، وبريطانيا بعد 53 يوما (24 مارس)، وفرنسا بعد 53 يوما (17 مارس)، تعليق رحلاتها الجوية الخارجية.
وفي 27 مارس، أعلنت رئاسة الجمهورية التركية، تعليق كافة الرحلات الجوية، وفرض قيود على الرحلات بين الولايات، بحيث تصبح بموجب إذن رسمي من ولاة المدن.
وفي 3 أبريل أعلنت حظر دخول وخروج السيارات من وإلى 30 بلدية كبرى، فضلا عن مدينة زونغولداق.
ـ تدابير الحجر الصحي وفرض حظر تجول جزئي
من أهم التدابير التي لجأت إليها الدول لمكافحة تفشي فيروس كورونا، تشجيع المواطنين على البقاء في المنازل وعدم الخروج منها إلا لحالات الضرورة القصوى، وفرض الحجر الصحي على الأشخاص المشتبه إصابتهم بالفيروس، علاوة عن فرض حظر التجول على مستوى البلاد أو على المستوى المناطق.
وبعد يومين فقط من تشخيص أول إصابة في تركيا، أعلنت وزارة الشباب والرياضة بتاريخ 13 مارس فرض الحجر الصحي على 10 آلاف و330 مواطن، عادوا من أداء العمرة من السعودية، حيث تم إخضاع 5 آلاف و392 معتمرا للحجر في دور السكن الطلابي بالعاصمة أنقرة، و4 آلاف و938 معتمرا في السكن الطلابي بولاية قونية.
كما بدأت تركيا بفرض الحجر الصحي على الوافدين من دول أخرى، وأعلنت الوزارة في هذا الشأن إخضاع 11 ألفا و269 مواطنا عائدا من خارج البلاد، للحجر الصحي المنزلي.
وفي 21 مارس، أعلنت وزارة الداخلية فرض حظر التجول على من هم بعمر فوق 65 عاما، والمواطنين ممن يعانون من أمراض مزمنة.
وفي 3 أبريل، قررت تركيا توسيع إطار حظر التجول الجزئي بحيث أصبح يشمل حظر التجول على من هم بعمر تحت 20 عاما، فضلا عن إلزام كافة المواطنين بإرتداء الكمامات في الأماكن المكشوفة.
أما في أوروبا، فتم فرض الحجر الصحي الشامل وتدابير العزل الاجتماعي بعد أيام طويلة من تشخيص أولى حالات الإصابة بالفيروس، حيث فرضتها إيطاليا بعد 38 يوما (بتاريخ 9 مارس)، وإسبانيا بعد 43 يوما (14 مارس)، وبريطانيا بعد 52 يوما (23 مارس)، وفرنسا بعد 53 يوما (17 مارس)، وألمانيا بعد 54 يوما (22 مارس).
وحتى مساء الأربعاء، تجاوز عدد مصابي كورونا حول العالم 1.5 مليون، توفي منهم أكثر من 88 ألفا، فيما تعافى ما يزيد على 319 ألفا، بحسب موقع “Worldometer”.
.
المصدر/ A.A