يعيش العالم تغييرًا واسعًا وشاملًا في ظل أزمة كورونا التي اجتاحت جميع الدول، ملقية بظلالها على عدة مفاصل اقتصادية واجتماعية بات الجميع يشعر بها، ولعل من أبرز التغييرات التي صاحبت كورونا هو التراجع التاريخي في أسعار النفط الأمريكي الخام.
حيث تراجعت أسعار النفط الأمريكي إلى ما دون الصفر “سلبي”، للمرة الأولى في التاريخ، متدنية إلى 37.63 تحت الصفر للبرميل الواحد، وذلك إثر تراجع الطلب على النفط ومشتقاته في ظل إجراءات الإغلاق التي تعم جميع دول العالم.
هذا التراجع الصادم فاق جميع توقعات المحللين الذين افترضوا تراجعًا يتراوح بين 11 و13 للبرميل. وفي الوقت ذاته لا بد أن يكون له آثار مترتبة على عمل شركات التنقيب الضخمة حول العالم لا سيما في مياه البحر الأبيض المتوسط.
ورجح رئيس جمعية اقتصاد الطاقة التركية وعضو هيئة التدريس في جامعة بوغازتشي التركية الشهيرة، البروفسور د. غوركان كومبار أوغلو، أن أسعار النفط المتراجعة للغاية، لن تشهد تحسنًا على المدى القصيرة وربما تستمر على هذا النحو حتى عام 2022.
وفي السياق ذاته، قال الخبير التركي أن إنتاج النفط في البحار أكثر تكلفة منه في الأرض، مضيفًا “على الرغم من عدم بقاء معنى للنفط في البحار، إلا أن هذا لا يعني أن نتخلى عن مياه المتوسط على الرغم من انسحاب آني ومستقبلي للعديد من شركات التنقيب من هناك ، بل علينا تكثيف العمل الدبلوماسي في ظل هذه الآزمة لحفظ الحقوق فيما بعد انتهائها”.
واعتبر كومبار أوغلو أن “الاتفاقية التي عقدتها تركيا مع ليبيا في هذا الصدد، يمكن أن تعقدها مع دول أخرى تشاركها مياه المتوسط، ولذلك من اللازم علينا تكثيف العمل الدبلوماسي”.
وختم الخبير التركي كومبار أوغلو ، “شركات النفط لا يمكنها أن تصمد لفترة طويلة من الوقت، كما لن يتمكن معظم المنتجين من تحقيق عوائد بين 10 إلى 20 دولار، ما قد يدفع لإفلاس بعض الشركات”.
.
المصدر/ Yeni Şafak