هل تعلم أن لدى الأذن قدرة على التمييز بين 400 ألف صوت، ومعرفة مصدرها بدقة، وأن نحو 25 ألف خلية شعيرية تعمل على مدى 24 ساعة في اليوم؟ وأن حجم الأذن يتغير مع تقدم العمر؟
السمع، تلك الحاسة التي لا تتوقف أبدا، ليس فقط على مدار اليوم، بل على مدار العمر. ونقدم لك هنا ستة أسرار ربما لم تكن تعرفها عن عضو السمع الأذن:
1- أذنا الإنسان تستمران في النمو طوال عمره، وفقا لدراسات. ويكونان أكبر بشكل ملحوظ لدى كبار السن. ويزداد حجم الأذنين أثناء حياة البلوغ بنحو سنتمتر واحد.
إذ تبين للبروفسور الألماني كارستن نيميتس وفريق الباحثين المشرفين بمدينة برلين، وبعد قياس حجم الأذن لدى 1500 شخص في برلين، أن الجزء الخارجي من صوان الأذن يصبح أعرض وأطول مع تقدم السن. ويقول بعض الباحثين إن السبب في ذلك هو أن جلد الأذن يصبح أكثر ارتخاء ومرونة مع تقدم العمر.
ويرى آخرون أن الأذن تنمو لأن السمع يتراجع، وأن تزايد حجم صوان الأذن ربما عوض تراجع السمع.
2- بصمة الأصابع معروفة لدى الجميع تقريبا. ولكن هناك أيضا بصمة أخرى يمكن أن تحل بعض القضايا الجنائية، “حيث من الممكن التعرف على الإنسان من خلال بصمة أذنه”، حسبما جاء في كتاب “الدليل الجنائي”.
وأصبح ذلك ممكنا من خلال البنية الحيوية للأذن، حيث إن صوان الأذن يحتوي طوال حياة الإنسان على نمط أساسي خاص به. كما أن هناك ميزة أخرى خاصة بكل إنسان على حدة، وهي شحمة الأذن.
3- تتراجع قدرة الإنسان على السمع مع تقدم العمر. وتبين من خلال دراسة لباحثين بجامعة آلين الألمانية، أن سمع الرجال يتضرر مع تقدم السن قبل سمع النساء. ووفقا لذلك فإن سمع الرجل الذي في سن 55 عاما، في المتوسط، يعادل سمع امرأة في السبعين.
ويقول أصحاب الدراسة إن الفارق بين فقدان السمع بين الجنسين في سن 70 عاما يبلغ نحو 20 ديسبل. ويرجح بعض الباحثين أن هورمون الأستروجين الأنثوي ربما كان السبب وراء ذلك.
4- الأذن لا تتعالج فقط الإشعارات السمعية التي تصل إليها فحسب، حيث إن داخل الأذن عضوا آخر يعمل على حفظ توازننا.
فداخل الأذن يوجد جهاز التوزان أو الجهاز الدهليزي (Vestibular system)، ويقوم بالحفاظ على التوازن، ويضم القنوات الهلالية. وهذا الجهاز يحدد لنا على سبيل المثال أين يكون الأعلى وأين يكون الأسفل، وهناك شعيرات دقيقة في ممرات هذه القنوات محاطة بسائل.
5- يجب ألا يكون الوسط المحيط بنا صاخبا أكثر من اللازم ولا ساكنا أكثر من اللازم. القوة المفرطة للصوت تجعلنا نمرض. إذ وفقا لبيانات هيئة البيئة الألمانية فإن خطر الإصابة بأمراض القلب والدورة الدموية يزداد عند التعرض لقوة صوت تبدأ من 65 ديسبل، وهو ما يعادل على سبيل المثال صوت التلفاز بالقوة المعتادة داخل الغرفة.
كما أن السكون المطلق ليس صحيا. يقول طبيب الأنف والأذن الألماني، بودو شيفمان “استخدم الحراس في معسكر غوانتانامو هذه الطريقة في التعذيب”.
6- نحن نسمع بشكل أفضل مما نرى، ولدى الأذن قدرة على التمييز بين 400 ألف صوت، وكذلك معرفة مصدرها على وجه الدقة.
ولتنفيذ هذه المهمة المعقد والحساسة والهامة للغاية للإنسان، تعمل نحو 25 ألف خلية شعيرية بكامل طاقتها، على مدى 24 ساعة في اليوم.
وبمناسبة اليوم العالمي للسمع في الثالث من مارس/آذار المقبل، تناشد منظمة الصحة العالمية سكان العالم الحفاظ على آذانهم، وتلفت الانتباه للآثار المترتبة على أضرار السمع.
المصدر : دويتشه فيلله