كان لرؤساء وزعماء العالم دور واضح في التفاعل مع جائحة كورونا، لكن بعضهم سجل مواقف غريبة في مواجهة الخطر، فكان موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي دعا إلى شرب المطهرات، في حين اكتفى رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون -الذي اكتوى بنار اقتراحه- بالحديث عن مناعة القطيع، أما رئيس البرازيل جايير بولسونارو بذل جهدا كبيرا في إنكار المرض والتقليل من خطورته.
أندري راجولينا رئيس مدغشقر، تلك الجزيرة الهادئة في المحيط الهندي؛ كان له انخراطه الخاص في مكافحة الوباء، حين دعا السكان إلى التسلح بما سماه “المشروب المعجزة” لمواجهة فيروس كورونا.
فهناك يتجول جنود غير مسلحين على المنازل في أنتاناناريفو عاصمة مدغشقر، ويوزعون أكياسا من الشاي العشبي، الذي يطلق عليه “كوفيد أورغانكس”، وهو مصنوع من نبات الشيح، الذي أثبت فعالية في معالجة الملاريا، إضافة إلى أعشاب محلية أخرى.
وقد طوّره معهد مدغشقر للبحوث التطبيقية، ولم يتم اختباره على نطاق واسع، لكن راجولينا قال خلال إطلاق هذا المنتج بشكل رسمي “هذا الشاي العشبي يعطي نتائج في سبعة أيام”.
وأضاف -بعد حصوله على جرعة منه- “يمكننا تغيير تاريخ العالم بأسره، لقد تعافى شخصان حتى الآن بعد حصولهما على هذا العلاج”.
في المقابل، حذر علماء من الأخطار المحتملة للمشروبات العشبية غير المختبرة، لكن مسؤولين عسكريين في هذه الدولة يقولون إن هذا المشروب العشبي أفضل من لا شيء.
وأوضح الطبيب العسكري الكولونيل ويلي راتوفونديريني عبر القناة التلفزيونية الحكومية عندما كان يوزع الجنود أكياس الشاي على السكان؛ أن هذا المنتج “سيعزز جهاز المناعة”.
تخفيف القيود
وأطلق “العلاج” المنزلي تزامنا مع رفع تدابير الحجر تدريجيا، وقال الرئيس إن إجراءات الإغلاق خففت لأنه تم العثور على “حل ضد فيروس كورونا”.
ويعيش معظم سكان مدغشقر (26 مليون نسمة) في فقر مدقع، مع نفاذ محدود إلى الرعاية الصحية، وهم يشربون الشاي العشبي بانتظام لمعالجة مجموعة من الأمراض الشائعة.
ونشرت مدغشقر الجيش الشهر الماضي للمساعدة في فرض تدابير الإغلاق في مدنها الرئيسية الثلاث للحد من انتشار كوفيد-19.
ويتأكد الجنود الذين يقيمون حواجز على الطرق وينظمون دوريات في الشوارع؛ من حصول جميع السكان على أكياس من هذا الشاي، ويقدمون لهم تعليمات استخدامه.
وما زالت الإصابات بفيروس كورونا في مدغشقر منخفضة نسبيا، ولم تسجل أي حالة وفاة حتى الآن، لكن نظام الرعاية الصحية الهش في البلاد سيتداعى بسرعة في حال زيادة عدد الحالات، والسلطات تعتمد على الوقاية.
ومن المقرر توزيع مشروب “كوفيد أورغانكس” في كل أنحاء الجزيرة، مع التركيز بشكل خاص على المدن الأكثر تضررا وهي أنتاناناريفو وفيانارانتسوا وتواماسينا، كما أنشئت مراكز ثابتة لتوفير هذا المشروب في العاصمة.
وفي تجاهل واضح لإرشادات التباعد الاجتماعي، تجمّع حشد حول أحد الأكشاك للحصول على ما سمي “الشراب المعجزة”، الذي يقدم في زجاجات بلاستيكية معاد تدويرها.
المصدر: الجزيرة نت