حقيقة الاشتباكات بين الأتراك وفصائل سورية وعلاقتها بالمال الإماراتي

عنونت قناة العربية “السعودية”، الأحد 26 أبريل، خبرا يفيد بحدوث “توتر على طريق حلب – اللاذقية، وبمروحيات تجلي المصابين الأتراك”.

خبر قناة “العربية” جاء نقلا عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، ومعروف عنه “ضعف المصداقية”، وهو ليس من المصادر المعتمدة، بل حتى الناشطون السوريون لا يلقون بالا للأخبار والمعلومات التي ينشرها هذا المرصد.

يقول خبر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، كما نقلته قناة “العربية”، إن مروحيات تركية دخلت الأجواء السورية باتجاه نقاط المراقبة التركية في جنوب شرقي إدلب، لنقل “مصابين من القوات التركية إثر اشتباكات مع عناصر من هيئة تحرير الشام”.

https://www.alarabiya.net/ar/arab-and-world/syria/2020/04/26/%D8%AA%D9%88%D8%AA%D8%B1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%AD%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%B0%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B1%D9%88%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%AC%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%83.html

لكن، كيف تناقل الناشطون الخبر، وهم أهل الأرض ومتواجدون في منطقة الحدث وليس على بُعد آلاف الأميال؟

المغرد “عبد الرحمن. @syria0891″، وهو حساب مستقل يقول عن نفسه “لا أنتمي لأي فصيل”، وهو معروف بأنه من الحسابات التي تحظى باحترام متابعيه، يروي الحادثة كما يلي:

“فجر اليوم قدم الجيش التركي لفتح الطريق، فاعترضه المعتصمون.

أزال الجيش التركي الساتر الأول واستخدم غاز مسيل للدموع، فتم استهدافه بالرصاص دون إصابات.

بعدها استخدم الجيش التركي الرصاص وتم قتل اثنين، ولا صحة لأي استهداف متبادل بين الجيش التركي وهيئة تحرير الشام بالهاونات أو بطائرات بيرقدار”.

مغرد آخر، وهو “أس الصراع في الشام @asseraaalsham”، يتابعه أكثر من 83 ألفا، يروي الحادثة بشكل متطابق إلى حد ما مع رواية زميله المغرد “عبد الرحمن”، ويقول:

إن الذي حدث، أن القوات التركية حاولت فض اعتصام على طريق M4 باستخدام الغازات المسيلة، لكن أحد المعتصمين بادر بإطلاق الرصاص الحي على الجنود الأتراك وأصاب اثنين منهم، عندها رد أحد الجنود الأتراك فقتل 3 من عناصر شرطة حكومة الإنقاذ”.

اقرأ أيضا

أرخص مركز تزلج في تركيا!

ومنذ أسابيع تنفذ عناصر اعتصاما على طريق M4 لمنع تسيير الدوريات التركية الروسية بموجب اتفاق أستانة واتفاق الهدنة الموقع مؤخرا والذي بموجبه تكللت الجهود الدبلوماسية التركية بوقف الهجوم الواسع الذي كانت تشنه قوات النظام السوري والقوات الروسية ومجموعات من الميليشيات الحليفة لإيران للسيطرة على محافظة إدلب التي تضم قرابة ثلاثة ملايين سوري، وهي آخر معاقل المعارضة السورية المسلحة وموطن لإقامة ملايين النازحين داخليا من مناطق خفض التصعيد الأربع.

يتبع المعتصمون لحكومة الإنقاذ، مقرها إدلب، وهي حكومة “مؤقتة” تابعة لتنظيم هيئة تحرير الشام التي تقودها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) المصنفة لدى الحكومة التركية بأنها تنظيم إرهابي.

لكن يبقى السؤال الأهم: من هي الأيدي الخفية التي تحاول إفشال الهدنة في إدلب؟

يجيب المغرد “محمد أبو محمود @b1f9KVCxTiqe8iV” بأن هناك الكثير من القراءات حول ما يجري في الشمال السوري، خاصة بعد “المواجهة بين مجموعات متمردة من هيئة تحرير الشام والجيش التركي، وقراءتي المتواضعة وباختصار، أن ما عجزت الإمارات عن فعله من خلال دعمها لنظام بشار الأسد في مواجهة الجيش التركي تحاول تكراره عن طريق هيئة تحرير الشام”.

أما الضابط السوري المنشق، الذي يعمل تحت راية الثورة السورية وينتمي لها وحدها، كما يعرف عن نفسه، “العقيد خالد القُطَيني @Halid_Kutayni65″، فيتساءل محاولا تفسير ما جرى ويقول “فتشوا عن العلاقة بين المال الإماراتي في أحداث اليوم، وبين الدماء التي سقطت على طريق” M4″.

ثم يرد موضحا ما حدث بأن “ما حصل من أمر هو ردة فعل على تهديد”.

ويقول: “من أطلق النار على الجيش التركي بقصد قتل عناصره هم من يتحملون وزر دماء اليوم، وهم أنفسهم من يفجرون ويهددون من خلف اللثام بقطع الرؤوس ويعطون الحجج والذرائع للعدو لاجتياح المنطقة بالكامل، وأي تصرف تركي هو ضمن ضبط الأمور وفيه مصلحة ومنفعة للأهل وللنازحين”.

إذن، حيثما وجد المال الإماراتي فإن نتيجته عدم الاستقرار والفوضى، سواء في اليمن أو في ليبيا، أو في سوريا، وهو ما يقوله السوريون أنفسهم، وهم الأدرى بما يجري في بلدهم من غيرهم.

.

المصدر/ A,A

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.