هذه الأشياء يجب معرفتها حال وفاة زعيم كوريا الشمالية

طرحت مجلة “فورين بوليسي“، الاثنين، خمسة أشياء، قالت إنه ينبغي معرفتها في حال وفاة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، وذلك في أعقاب التقارير الغربية التي تحدثت عن وفاته بعد مرض شديد.

وقالت المجلة، إن “الديكتاتوريات الوراثية نادرا ما دامت منذ فترة طويلة، وقد يكون انهيارها في كوريا الشمالية بمتناول اليد”، مشيرة إلى أن كيم جونغ أون، لم يظهر بشكل علني، منذ خروج التقارير التي تحدثت عن خضوعه لعملية جراحية في القلب والأوعية الدموية.

ورأت المجلة أنه “إذا مات كيم، فإن ذلك سيشكل تهديدا خطيرا للنظام”، موضحة أن “الطبيعة الوراثية لحكومة كوريا الشمالية، تعتمد بشكل كبير على الخلافة السلسة لزعيم جديد، يكون على الأرجح أحد أفراد عائلة كيم”.

واستدركت بقولها: “تؤكد الديكتاتوريات الوراثية منذ الحرب العالمية الثانية، أن تمرير السلطة أمر صعب بشكل خاص في الديكتاتوريات الأسرية، حيث تكون القدرة على العثور على فرد كفؤ، ويتمتع بدعم النخب منخفضة نسبيا، بسبب وجود مجموعة صغيرة من المرشحين”.

وأكدت المجلة أنه منذ الحرب العالمية الثانية لم تتمكن أي ديكتاتورية عائلية من تمرير السلطة للمرة الثالثة، معتقدة أن “الوضع صعب في كوريا الشمالية، نظرا لعدم وجود خليفة واضح لكيم (..)، ما يعني أن عدم الاستقرار سيولد آثارا فورية وطويلة المدى على المنطقة والمنافسة بين الولايات المتحدة والصين”.

وطرحت المجلة خمسة أشياء من الضروري معرفتها مع استمرار التكهنات حول صحة كيم:

1- سيحدث انهيار النظام في كوريا الشمالية بشكل سريع

بحسب المجلة، فإن السمة المشتركة للديكتاتوريات الأسرية، هي الانهيار السريع وغير المتوقع في كثير من الأحيان، مبينة أن “معظم الأنظمة الفاشلة تتفكك تماما في أقل من عام”.

وأشارت إلى أن “متانة نظام كيم هي حالة شاذة تاريخيا (..)، لأن 12 ديكتاتورية من أصل 18 منذ الحرب العالمية الثانية، انهارت، وكان متوسطها 32 عاما”، مضيفة أن “النظام الكوري الشمالي استمر لأكثر من سبعة عقود، رغم المجاعة والأزمة الاقتصادية والعقوبات الدولية المفروضة على التجارة الخارجية”.

ولفتت إلى أنه “لا يوجد حاليا تحد كبير لسلالة كيم، لا من قبل الجيش ولا من قبل الشعب الكوري الشمالي”، مؤكدة أن “المرشح الأكثر احتمالا هو امرأة (أخت كيم) والتي ستكون غير مسبوقة للأنظمة الوراثية الاستبدادية”.

 


2- الولايات المتحدة مستعدة لسيناريوهين

وأفادت المجلة بأن الجيش الأمريكي يخطط لسيناريوهين رئيسيين، الأول يتعلق بهجوم كوريا الشمالية على جارتها الجنوبية، والثاني يتعلق بانهيار كوريا الشمالية، موضحة أن “الولايات المتحدة تجري تمارين مشتركة مع كوريا الجنوبية لاختبار استعدادها في هذه الحالات الطارئة”.

ولفتت إلى أن التحالف بين البلدين يتواصل منذ تأسيس قيادة القوات المشتركة عام 1978، منوهة إلى أن العمل المشترك أتاح اتخاذ القرارات العسكرية بشكل أسرع وأكثر كفاءة، مما لو كان للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أمرين منفصلين.

 

3- تأمين الأسلحة النووية الكورية الشمالية يجب أن يجري بسرعة

وذكرت المجلة أنه “من التحديات التي تواجه الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، هو تأمين وتدمير الأسلحة النووية، والمرافق المرتبطة بها”، مبينة أن “جزء رئيسي من استراتيجية مكافحة أسلحة الدمار الشامل الكورية الشمالية، يتمثل في منع انتشارها خارج شبه الجزيرة، ووصلها إلى جهات فاعلة جديدة”.

ورجحت أن “تسعى الولايات المتحدة إلى إنشاء نظام تطويق في جميع أنحاء العالم، في حال انهارت كوريا الشمالية، من أجل منع خروج المواد النووية إلى أي جهة جديدة”.

وقدّرت المجلة أن “كوريا الشمالية تمتلك حاليا ما بين 20 و60 سلاحا نوويا، ومخزونا من 75 إلى 320 كجم من اليورانيوم عالي التخصيب، و39 موقعا نوويا، و49 موقعا للصواريخ”، مؤكدة أن كوريا الشمالية يمكنها أن تضرب بالأسلحة النووية جارتها الجنوبية واليابان وربما الولايات المتحدة.

 

4- الصين ستتدخل عسكريا دون انتظار موافقة أمريكا

وأكدت المجلة أن هناك مشكلة كبيرة تتمثل في أن التخطيط الأمريكي للطوارئ، لا يراعي بشكل كافٍ تدخل القوات الصينية، مشددة على أن “التغييرات في القدرات العسكرية لبكين، والمخاوف المتزايدة بشأن الأمن النووي، ستشجع الصين على توسيع تفكيرها، ومن المرجح أن تتدخل عسكريا بشكل مكثف”.

وتابعت: “بهدف توسيع النفوذ الصيني الإقليمي، إذا اندلع صراع كبير في شبه الجزيرة الكورية”، مشيرة إلى أن “التصريحات الصينية الأخيرة وتمارين التدريب العسكري تؤكد احتمالية التدخل الصيني، ومن المحتمل أن يصل الجيش الصيني إلى المنشآت النووية الكورية الشمالية في وقت أقرب من القوات الأمريكية أو الكورية الجنوبية، وذلك بفضل القرب الجغرافي للصين”.

وتطرقت لعوامل القوة التي ترجح التدخل العسكري الصيني، مبينة أن “القوات الكورية الشمالية لن تقاوم القوات الصينية، وستحصل بكين على تحذير مبكر، يسمح لها بإعداد متقدم، لأن الحدود المشتركة توفر للصين فرصا فريدة لجمع المعلومات الاستخبارية”.

وشددت على ضرورة أن تغير الولايات المتحدة افتراضاتها التخطيطية، لمراعاة وجود القوات الصينية في شبه الجزيرة الكورية، بعد أي علامات موثوقة على عدم الاستقرار في بيونغ يانغ.

 

 

5- انهيار نظام كيم قد يؤدي إلى تراجع موقف أمريكا في آسيا

وقالت المجلة إن “مستقبل دور الولايات المتحدة في آسيا، يتعلق بكيفية استجابة الولايات المتحدة لعدم الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية”، مضيفة أن “واشنطن على عكس الصين ليست قوة آسيوية مقيمة، وتعتمد على شبكة من علاقات التحالف للوصول العسكري”.

وأردفت: “عدم القدرة على التنبؤ بموقف الرئيسي الأمريكي دونالد ترامب من كوريا الشمالية، قد يخلق حالة من عدم اليقين مع حلفاء الولايات المتحدة، حول الكيفية التي ستتصرف بها البلاد في المواجهة”، معتقدة أنه “إذا لم تلتزم واشنطن بالتزاماتها تجاه التحالف مع كوريا الجنوبية، فقد يشجع ذلك على اتباعهم ترتيبات بديلة، والسعي إلى مزيد من التوافق مع الصين، ما يضعف موقف أمريكا”.

وختمت المجلة تقريرها بالقول إن “عدم الاستقرار الناجم عن انهيار نظام كيم، سيؤدي إلى حرب أهلية قد تشمل الولايات المتحدة كحليف لكوريا الجنوبية، وستكون هناك حاجة لمئات الآلاف من القوات، من أجل عمليات الاستقرار والقضاء على أسلحة الدمار الشامل في كوريا الشمالية”.

وتوقعت أن تؤدي هذه الحرب إلى آلاف القتلى وربما الملايين، مؤكدة أن “خيار تفجير أي أسلحة نووية أمريكية داخل كوريا الشمالية سيحقق نتائج جسيمة”، بحسب ما نقلته عن خبراء أمنيين.

 

.

المصدر/ arabi21

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.