خبراء أتراك يقرأون أسباب إعلان حفتر نفسه حاكما لليبيا
أكد خبراء أتراك، أن إعلان اللواء المتقاعد خليفة حفتر، حاكما لليبيا، يهدف لتقسيم البلد الأفريقي، والالتفاف على الاتفاق الحدود البحرية بين طرابلس وأنقرة، مشيرين بالوقت ذاته إلى أنه إعلان “يأس” هزائمه الأخيرة.
وقال السفير التركي المتقاعد أولوش أوزولكير، إنه بعد تقديم تركيا الدعم اللوجستي والاستخباراتي اللازم لحكومة السراج بطرابلس والمعترف بها دوليا، تغيرت موازين القوى في ليبيا.
القبائل وتغيير مواقفها
وأضاف في حوار مع صحيفة “حرييت”، أن القبائل التي كانت في السابق تقف في صف حفتر، عندما رأت المكاسب التي حققتها حكومة الوفاق بدعم تركي، بدأوا في تغيير مواقفهم.
وأشار إلى أنه عندما رأى حفتر التقدم الذي حققته حكومة الوفاق، أراد فرض أمر واقع في الوقت الذي ينشغل فيه العالم والمنظمات الدولية وتركز على مكافحة جائحة كورونا.
ولفت إلى أن حفتر عين نفسه مسؤولا حاكما، على الرغم من أن مجلس الأمن هي الجهة الشرعية المسؤولة عن إدارة ليبيا، كما أنه لا يمكن للبلد الأفريقي أن يحل أزمته الداخلية بنفسه، ومادام تركيا وقطر ضمن المنظومة الدولية فلا يمكن لحفتر تنصيب نفسه مسؤولا عن البلاد.
ليبيا الشرقية والغربية
وأضاف أن خطوة حفتر، قد تأتي مقدمة لتقسيم ليبيا (شرقي وغربي)، مشددا على ضرورة عدم سماح تركيا لذلك للحفاظ على مصالحها.
بدوره قال الخبير العسكري، عبد الله أغار، لصحيفة “حرييت”، إن الخطوة تأتي لصالح تلك الدول التي انزعجت من مذكرة التفاهم المبرمة بين تركيا وحكومة السراج، وخاصة الإمارات واليونان.
وأضاف، أن خطوة حفتر، قد تكون مقدمة للسعي لإضفاء الشرعية له، وتمهيد الطريق لتقسيم ليبيا، وفي هذه الحالة، هناك خطر حقيقي على الاتفاق بين أنقرة وطرابلس.
واستدرك بالقول، إنه من ناحية أخرى، فالبلدان التي دعمت حفتر، أظهرت معارضتها لهذا الحدث، وهذا يعد قيمة مضافة لحكومة السراج المعترف بها.
من جهته، أشار الأكاديمي التركي، نهاد أوزجان، إلى أن حفتر يريد أن يضفي لنفسه الشرعية، وأنه السياسي والزعيم الشرعي الوحيد لكل ليبيا، بعد أن كان “رجل حرب أهلية”.
وأضاف أن بعض الدول المؤيدة له قدمت له المشورة في هذا الاتجاه، كما أنه يريد أن يسرق المكاسب التي حققتها حكومة السراج، بإعلان نفسه المالك الرسمي لليبيا.
الكاتب التركي، اتشيتينار اتشيتين، قال إنه خلال الأيام الماضية، تمكنت حكومة الوفاق بمشهد متسارع من السيطرة على غرب البلاد، ما ساهم في كسر الهجمات العنيفة التي كان يشنها حفتر على العاصمة طرابلس.
الفوضى على الأبواب
وأضاف في تقرير على صحيفة “خبر ترك”، أن الوضع في ليبيا يتخذ بعدا بالغاالخطورة، في ظل التناقضات الدولية والإقليمية في البلد الأفريقي.
وشدد على أن بلد عمر المختار، على وشك الانقسام، وأصبحت الفوضى على الأبواب بعد تنصيب حفتر نفسه حاكما للبلاد.
وأشار إلى أنه بالوقت الذي اتخذ فيه حفتر خطوته، أبدت موسكو (الحليف السابق) انزعاجها من ذلك، وأدانت ذلك علنا، ما يعرضه ذلك للعزلة الدولية.
إعلان يأس
وأكد على أن حفتر بعد الهزائم الأخيرة التي تلقاها، يريد تعويض فشله بالسيطرة على السلطة بالسلاح، بالتنصل من اتفاقية الصخيرات السياسية.
وأضاف، أن تركيا لم ولن تفتح قنوات حوار مع حفتر، كما فعلت منذ البداية، وستواصل دعم حكومة الوفاق التي يترأسها السراج، ولن توافق على شرعنة حفتر في المستقبل بالمحافل الدولية.
ورأى أن خطوة حفتر، عنوانها اليأس الذي يشعر به، وخشيته من مصير مشابه للقذافي، بالوقت الذي بدأت القبائل التي كانت تدعمه بالتخلي عنه.
ولفت إلى أن زعماء القبائل يتهمونه بقتل شبابها دون جدوى في عدوانه المتواصل على طرابلس، ولا يمر يوم واحد دون تشييع جنازة.
ونوه إلى وجود توتر كبير بين حفتر ورئيس مجلس نواب طبرق عقيلة صالح، لافتا إلى أن بعض الإمارات الخليجية، مازالت تقدم له الدعم العسكري والمالي، كما أن رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي اتخذ خطوات للوراء، إلى جانب فرنسا التي بقيت صامتة.
وأكد على أن تركيا التي قدمت الدعم لطرابلس منذ أيلول/ سبتمبر الماضي، يبدو أنها المنتصر الرئيسي في ساحة ليبيا.
وختم بالقول، إن مشاركة تركيا في العملية الليبية، وإسهام الاتفاقات الموقعة مع طرابلس في المعادلة الإقليمية أصبح أمر ملموس.
.
المصدر/ arabi21
خبراء اتراك ممكن في الشاورما
هما عندهم خبراء اصلا