لم يكن الوسط الفني في مصر بعيدًا عن الجرائم التي ورطت فنانين وفنانات في أشياء خارجة عن القانون، فمنهن من انتهت مسيرتها الفنية بسبب فضيحة وأخرى بسبب الحبس.
ومن الفنانات المصريات اللاتي انتهت مسيرتهن الفنية لارتكابها جريمة جنائية الفنانة وفاء مكي، التي قامت بعدة أدوار في الأعمال الدرامية وعرفها الجمهور، وأبرزها دور “مهجة” في مسلسل “ذئاب الجبل”، لكنها تورطت في قضية تعذيب خادمتيها الشقيقتين اللتين أحضرتهما الفنانة من إحدى قرى المنوفية لخدمتها، لينتهي بها المطاف في سجن النساء لمدة 10 أعوام.
تفاصيل القضية وفقا لتحقيقات النيابة، بدأت في عام 1998، عندما التحقت مروة وهنادي، في العمل كخادمتين لدى الفنانة وفاء مكي، وكانت العلاقة عادية بينهن، حسب صحيفة الوطن.
في أكتوبر 2001، فوجئ الأب فكري عبدالحميد، وزوجته بدرية محروس، بابنتهما مروة عائدة لقريتها أبنهس التابعة لمركز قويسنا، بالمنوفية، وكانت في حالة إعياء شديدة وبها آثار تعذيب، وأخبرتهما أنها تعرضت للكي بالنار والضرب على يد الفنانة وفاء مكي، وأن شقيقتها هنادي هي الأخرى تعرضت لنفس التعذيب على يد الفنانة، فأسرعا بنقلها للمستشفى وجلب الفتاة الثانية هنادي.
في ذلك التوقيت كانت الفنانة قد بدأت تشعر أن الأمر لن يمر مرور الكرام، واختفت عن الأنظار بمساعدة والدتها ليلى الفار، والفنان أحمد البرعي، وابن خالتها سيد الفار وطليقها أيمن الغزالي، بينما توجهت الأسرة لتحرير محضر ضدها وطالبوا بضبطها وإحضارها في محضر بقسم شرطة الدقي.
عرضت النيابة الفتاتين على الطب الشرعي وثبت تعرضهما لتعذيب وحشي لمدة 21 يوما بمنزل الفنانة، وقالت هنادي: “الممثلة قامت بكيي بالنار في ساعديّ الأيمن والأيسر.. وشددت التعذيب على شقيقتي مروة عندما أبلغت “مروة” زوج الفنانة بسر ما، حاولت وفاء إخفاءه عنه”.
وأمام النيابة قالت مروة: “بمجرد خروج الزوج أيمن بعد أن صفعني على وجهي وتشاجر مع زوجته وفاء مكي، قامت والدتها بتقييدي وشل حركتي، في حين جاءت الفنانة بسكين ساخن عذبتني به في جميع أجزاء جسدي، وخاصة الأماكن الحساسة، وأجبرتني أنا وشقيقتي علي تسجيل اعتراف بسرقتنا خاتم ألماس ومشغولات ذهبية، وبعدها أعطتني حقنة وبرشام لعلاجي، ومنعتني من الخروج شهراً كاملاً، وعندما ساءت حالتي اصطحبتني إلى الطبيب الذي حذرها من تدهور صحتي، وعندئذ قررت الخلاص مني، فأخذتني في سيارتها مع الممثل أحمد البرعي، وابن خالها سيد، وألقوا بي فجراً أمام مزلقان قريتي ابنهس بقويسنا”.
طلبت النيابة استدعاء الفنانة لكنها هربت لأكثر من أسبوعين حتى ألقت أجهزة الأمن القبض عليها متخفية في زي منتقبة على طريق القاهرة الإسكندرية الزراعي، وكشفت أسرة الفتاتين أن الفنانة حاولت اثناء هروبها مساومة الأب على قبول تعويض منها والتنازل عن القضية إلا انه رفض.
وعقب ضبطها أمر النائب العام، حينها، المستشار عبدالمجيد محمود، بتقديمها لإلى محاكمة عاجلة.
وفي ديسمبر 2001، قضت محكمة جنايات شبين الكوم بمحافظة المنوفية، بمعاقبة الفنانة وفاء مكي، بالسجن 10 أعوام مع الشغل والنفاذ والسجن سنة لكل من والدتها ليلى الفار والفنان أحمد البرعي وابن خالتها سيد الفار وطليقها أيمن الغزالي، وإلزامهم جميعاً بالتعويض المدني للمجني عليهما الخادمتين مروة وهنادي فكري عبدالمجيد.
وقال رئيس المحكمة المستشار عصام محمد علي، إن هيئة المحكمة استقر في يقينها ان المتهمة الفنانة وفاء مكي هتكت عرض الخادمتين مروة وهناء واحتجزتهما وعذبتهما دون وجه حق، وأنه بالنسبة لبقية المتهمين فقد استقر في يقين المحكمة أنهم أخفوا وفاء مكي عن العدالة، لتستقبل الفنانة الحكم بالصراخ والعويل وأغمي عليها وسقطت في قفص الاتهام، كما أجهش المتهمون الآخرون بالبكاء عقب سماعهم الحكم.
بعد قضائها مدة العقوبة، خرجت وفاء مكي من السجن، وأدلت بتصريحات صحفية مفادها أنها لن تطالب بفتح ملف القضية مرة أخرى، لكنها أكدت أن حبيب العادلي، وزير الداخلية الأسبق، هو من تسبب في تلفيق تلك القضية لها بإيعاز من بعض الشخصيات رفضت ذكرها، وقالت وقتها إنها تشعر بعودة حقها عندما قدم العادلي للمحاكمة في عدة اتهامات عقب ثورة يناير.
.
المصدر/ وكالات