متى يمكن للعالم استئناف حركة السفر مجددا؟
هزت جائحة فيروس كورونا المستجد، الاقتصاد العالمي، وعطلت حياة البشر بطريقة لم يتخيلها أحد في بداية عام 2020، وفي حين أن الأمور قد لا تعود إلى ما كانت عليه قبل أزمة “كوفيد 19″، فإن العالم لن يبقى مقفلاً للأبد.
في أبريل/ نيسان من عام 2019، عبر المطارات الأمريكية أكثر من مليوني مسافر يوميا، لكن بعد عام، ومع اندلاع الوباء وإيقاف السفر الجوي، انخفضت حركة الطيران بنسبة تتجاوز 95%، وسجلت هذه المطارات أقل من 100 ألف مسافر يوميا، بحسب شبكة “سي إن بي سي”.
انكماش مؤقت أم دائم؟
بينما يقر الخبراء بأنهم لا يمتلكون كرة بلورية لرؤية المستقبل، فقد اتفقوا جميعًا على أن الأمر سيستغرق من 18 إلى 24 شهرًا قبل حدوث ارتفاع كبير في الطلب على السفر الجوي وبدء عودة الصناعة إلى المستويات العادية.
في غضون ذلك، ستخضع صناعة السفر لبعض التغييرات الكبيرة جدًا؛ قد تفرض المطارات أنواعًا جديدة من الفحوصات الأمنية لفحص المرضى المسافرين، وسيقضي السياح القلقون عطلة أقرب إلى المنزل وستهيمن على تجربة السفر سلاسل كبيرة حيث ستخضع الفنادق الصغيرة والمطاعم للضغوط وربما تخرج من السوق.
أظهر استطلاع نُشر الأسبوع الماضي من شركة “لونغودز إنترناشونال” لأبحاث سوق والتي تركز على صناعة السفر، أن 82 بالمائة من الأمريكيين قد غيّروا بالفعل خطط سفرهم للأشهر الستة المقبلة بسبب الفيروس التاجي.
وقال رئيس الشركة، أمير إيلون، والذي يجري استطلاعات منتظمة منذ أن تم الإعلان عن الوباء: “ما رأيناه منذ أن أغلقت البلاد هو أن هذا التوجه كانت يرتفع بشكل مباشر. لكننا نرى الآن ثباتًا فيه”.
طريق محفوف بالخطر
تفكر بعض البلدان في كيفية جعل الناس يسافرون مرة أخرى مع تقليل تعرضهم لبعضهم البعض. تدرس شركات الطيران مثل “دلتا” إصدار “جوازات حصانة” غير رسمية للأشخاص الذين يمكنهم إثبات أنهم أصيبوا بالفعل.
لكن أولئك الخبراء في مجال الصحة العامة، مثل أستاذ الصحة العالمية في جامعة هارفارد آشيش جها، يشككون في جدوى هذه الخطوة، إذ يقول إن نتائج الاختبارات قد تكون غير دقيقة.
ولفت إلى الجودة المتغيرة لاختبارات الأجسام المضادة، محذرًا من أن “الاختبارات لا تزال معيبة للغاية”. وحتى إذا تعافى الأشخاص وأصبح لديهم أجسام مضادة، فمن المحتمل أن يصابوا مرة أخرى.
يمكن أن تصبح فحوصات درجة الحرارة في المطارات هي القاعدة الرئيسية بعد الآن. لكن جها يرى أنها ليست كافية للكشف عن الحالات التي يكون الشخص فيها مصابًا دون أعراض.
ويقول: بشكل عام، من دون تحليل وتتبع الحالات والعزل الصارم، يكون من الصعب للغاية على شركات الطيران أن تطمئن المسافرين أن الأشخاص المسافرين على متن الطائرة ليسوا مصابين بـ”كوفيد 19″.
وأضاف أستاذ الصحة العالمية: “عندما يتعلق الأمر باستئناف الأنشطة كما كان من قبل، فإن الأمر يتعلق بتحملك للمخاطر. ليس هناك صيغة سحرية لضبط الأمر”.
رواج العطلات الداخلية
السلامة ليست العامل الوحيد. ففي ظل تدهور الاقتصاد، يشعر الناس بالقلق أيضًا من الإفراط في السفر بالطائرة إلى وجهات فاخرة.
يقول جوش كولينز، مدير التسويق لشركة “ستريت سينس”، وهي علامة تجارية متخصصة في الضيافة والسفر والعقارات: “ما زلنا لا نعرف إذا كنا سنشهد انتعاشًا قويًا إذا كانت هناك موجة ثانية من الوباء”.
ويعتقد أن أيام القيام برحلة سنوية فخمة إلى وجهة استوائية قد تكون قد انتهت لفترة حتى يشعر الناس بالثقة بشأن مواردهم المالية مرة أخرى. وبدلاً من ذلك قد يبحثون عن خيارات محلية، مثل التخييم أو الرحلات البرية، التي تكون أقل تكلفة.
هيمنة الشركات الكبيرة
لقد دمر الوباء صناعة السفر بالفعل، وتقوم الشركات إما بالإغلاق أو تسريح الموظفين. في أوائل الشهر الماضي، توقع المجلس العالمي للسفر والسياحة أن تخسر صناعة السفر ما يصل إلى 2.1 تريليون دولار بحلول نهاية العام.
وهذا يعني خيارات أقل للمسافرين بمجرد عودة الطلب، كما يعني أن العديد من الشركات الصغيرة ستغلق أبوابها، تاركة وراءها المجموعات الأكبر حجماً التي يمكنها جذب الأشخاص الذين ينفقون الأموال ببزخ.
.
وكالات