لم تُقَم صلاة الجماعة في عموم الجوامع التركية بسبب التدابير المتخذة لمكافحة تفشي فيروس كورونا، رغم ذلك لا تزال الجوامع مفتوحة، يتوجه إليها أئمتها للآذان عند حلول الوقت. يذهب إمام جامع صابانجي المركزي في ولاية أضنة، عمر ألتنداغ، كل يوم إلى الجامع يؤذن لكل فرض ثم يذكر الأهالي بالبقاء في المنازل ثم يصلي وحده.
وفي 13 آذار/ مارس، صدر قرار من رئاسة الشؤون الدينية التابعة للحكومة التركية، أعلن فيه عن إغلاق المساجد وتعليق صلوات الجماعة والجمعة فيها للوقاية من كورونا، في بيان من علي أرباش رئيس الشؤون الدينية، قال فيه إن “دفع المضرة أولى من جلب المنفعة”.
يتوجه ألتنداغ، إلى الجامع خمس مرات في اليوم، مرتديا جبته وعمامته، فيؤذن ويردد الصلاة على النبي عندما يأتي وقت الصلاة، ثم يصلي وحده في جامع يتسع لحوالي 28 ألف مصلي. يتجهز للجامع كما كان في الأيام المعتادة حتى لو لم يؤدي صلاة جماعة.
استلم عمر ألتنداغ، البالغ من العمر 56 عاما، وظيفة إمامة جامع صابانجي المركزي منذ خمسة أعوام. وفي الوقت الذي حُرم فيه المصلون من صلاة الجماعة في المساجد بسبب تفشي وباء كورونا، يتذكر الإمام عمر بشوق أيام ما قبل الوباء داعيا الله كل يوم أن تنتهي بسرعة. يُذكر الإمام أيضًا الأهالي بالميكروفون من الجامع كل يوم باتباع التدابير المتخذة لمكافحة تفشي فيروس كورونا.
عبر ألتنداغ عن أسفه وحزنه لخلو الجوامع من المصلين ومن صلاة الجماعة بسبب الوباء قائلا: “تحزنني هذه الأيام وتشعرني بالألم الشديد لأنني لا أستطيع أن أؤدي صلاة الجماعة، أؤذن وأقيم الصلاة هنا لوحدي”.
وتابع قائلا: “ندعو ربنا متضرعين أن يخلصنا وجميع أمة محمد من هذا الابتلاء، آملين أن تمتلئ جوامعنا بالمصلين. ينبغي علينا أن نمتثل للتدابير المتخذة من قبل المسؤولين، كما فعل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد حذر من عدم دخول أي أحد إلى المكان الذي ينتشر فيه الوباء، وألا يخرج منه أي أحد، علينا أن نحرص على ذلك لحمايتنا وحماية الآخرين، إنها فترة مؤقتة وستمضي بإذن الله”.
يعد جامع صابانجي المركزي، الذي يقع على ضفة نهر سيهان وسط مدينة أضنة، من أكبر الجوامع في تركيا وحتى في الشرق الأوسط، فهو تاج يزين المدينة بموقعه المميز وبنائه الضخم، ومآذنه العالية تٌرى من على بعد كيلومترات عن المدينة.
تم وضع حجر الأساس للجامع بمراسم من قبل مسؤولين في الدولة التركية يوم 13 كانون الأول/ ديسمبر 1988، وصمم الجامع المهندس المعماري نجيب دينتش، وساهم أهالي أضنة في إعماره بتبرعات ومساعدات مادية أضيفت للميزانية التي خصصتها الدولة حتى وصلت إلى 50%، أما الباقي فقد أتمته عائلة صابانجي أكثر العائلات التركية ثراءً في عام 1996، وتم تغيير اسم الجامع من الجامع المركزي إلى جامع صابانجي المركزي.
افتتح الجامع رئيس الجمهورية آنذاك سليمان دميريل ورجل الأعمال التركي صاقب صابانجي في 18 ديسمبر 1998.
.
المصدر/ turkpress