تركيا الآن

بدبلوماسية كورونا.. هل تسعى تركيا لإصلاح علاقاتها مع أميركا وأوروبا؟

تأمل تركيا أن تكون أزمة فيروس كورونا فرصة لإصلاح علاقاتها المتوترة مع الولايات المتحدة وأوروبا، إذ أرسلت الأسابيع القليلة الماضية كمية كبيرة من المساعدات الطبية لأكثر من 60 دولة للمساعدة على مواجهة الجائحة، ومن هذه البلدان أميركا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا.

وكُتب في رسالة مدونة على كل شحنة من المساعدات الطبية التركية بيت من قصائد الشاعر الصوفي المعروف جلال الدين الرومي، جاء فيها “إن بعد اليأس أمل، وبعد الظلمة شموس كثيرة”.

وقد تعرضت علاقات تركيا مع الولايات المتحدة لتوترات الفترة الأخيرة بفعل الملف السوري، وصفقة أنقرة لشراء منظومة دفاع صاروخي روسية، في حين تضررت علاقات الأخيرة مع الاتحاد الأوروبي جراء ملفها في حقوق الإنسان، والتنقيب عن النفط والغاز في مياه شرق المتوسط.

ورغم أن تركيا تاسع أكبر بؤرة في العالم للمصابين بفيروس كورونا، فإن وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو صرح نهاية الشهر الماضي بأن بلاده أصبحت ثالث أكبر موزع للمساعدات عالميا خلال جائحة كورونا، وشملت المساعدات كمامات وبذلات واقية، وأدوات للاختبارات ومطهرات وأجهزة تنفس صناعية.

إلى ترامب..
وفي رسالة إلى نظيره الأميركي دونالد ترامب مع إحدى الشحنات، قال الرئيس رجب طيب أردوغان إنه يأمل أن تساعد “روح التضامن” التي أبدتها بلاده الساسة الأميركيين على “فهم أفضل للأهمية الإستراتيجية لعلاقاتنا”.

وتواجه أنقرة احتمال فرض واشنطن عقوبات عليها بسبب شرائها نظام الدفاع الصاروخي الروسي “إس 400” الذي تسلمته العام الماضي لكنها لم تشغله بالكامل حتى الآن، ورغم خطر العقوبات فإن تركيا تقول إنه سيتم تشغيل هذه المنظومة.

كما دعا أردوغان السبت الماضي الاتحاد الأوروبي لزيادة التعاون مع بلاده، وذلك في ضوء الدعم الذي قدمته أنقرة لعدد من دول الاتحاد لمحاربة الفيروس، وقال الرئيس “أرجو أن يتفهم الاتحاد الأوروبي الآن أننا جميعا في قارب واحد”.

ولا تزال تركيا مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، لكن مفاوضات نيل العضوية تعثرت منذ فترة طويلة بفعل جملة من الخلافات السياسية ولا سيما ما يسميه الغرب السجل الحقوقي لتركيا، والتنقيب عن الغاز في مياه قبرص وشرق البحر المتوسط.

مشاكل باقية
وقد صرح وزير الخارجية التركي بأن مبادرة المساعدات الطبية أدت إلى تحسن الجو في واشنطن، غير أن شدد على أن المشاكل الأساسية مع إدارة ترامب ما تزال قائمة.

ورغم تأثير المساعدات الطبية التركية على العلاقات الدبلوماسية، فإن محللين يقولون إنه من المستبعد أن تكون لها نتائج دائمة دون القيام بخطوات ملموسة لمعالجة الخلافات الجوهرية، إذ يرى فادي هاكورا الباحث بالمعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن أنه “مهما كان حسن النية، أو الدبلوماسية الطبية، فلن تغير التداعيات السلبية التي ولّدها في واشنطن نشر تركيا نظام إس 400”.

وترى جونل تول مؤسِسة ومديرة مركز الدراسات التركية بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن أن خلافات أنقرة مع الاتحاد الأوروبي لن تحل بين عشية وضحاها، موضحة أن “مشاكل تركيا مع جيرانها وحلفائها الغربيين أخطر من أن تحل ببضع خطوات رمزية”.

المصدر / رويترز

أحدث الأخبار

أنطاليا تستقبل أكثر من 16 مليون سائح خلال 2024

حققت ولاية أنطاليا، عاصمة السياحة التركية المطلة على البحر المتوسط، نجاحًا ملحوظًا في استقطاب السياح،…

05/11/2024

إقالة رئيس بلدية أسنيورت: فضائح تعيين الأقارب تثير الجدل

  أعلنت وزارة الداخلية التركية عن إقالة رئيس بلدية أسنيورت بإسطنبول، أحمد أوزار، المنتمي لحزب…

05/11/2024

مقتل جندي أميركي بعدما أُصيب في غزة

أعلن الجيش الأميركي عن وفاة جندي كان في حالة حرجة بعد إصابته خلال مهمة غير…

05/11/2024

أردوغان يدعو لمزيد من الضغط الدولي على إسرائيل

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الثلاثاء، على ضرورة مواصلة الجهود في العالم التركي…

05/11/2024

ملتقى الأعمال السعودي- التركي بإسطنبول يشهد توقيع 10 اتفاقيات في مجالات متنوعة

انطلقت في إسطنبول أمس فعاليات "ملتقى الأعمال السعودي- التركي"، الذي ينظمه اتحاد الغرف السعودية بالتعاون…

04/11/2024

إنقاذ 10 نساء تم إجبارهن على العمل في الدعارة واعتقال 9 مشتبه بهم (فيديو)

في عملية لمكافحة الدعارة نظمتها الشرطة في كوتاهيا، استهدفت 12 موقعًا، من بينها 3 صالات…

04/11/2024