أقامت دولة الإمارات يوم الخميس الماضي 14 مايو جلسة صلوات غريبة من نوعها. هذه الجلسة التي أقيمت “لأجل الإنسانية ورفع وباء كورونا”، نظمها فاروق حمادة مستشار ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، لدعوة الناس أيّا كان دينهم ومكانهم من أجل التوجه لله. وقبل أن يستلم الدعاء سليمان جاسم الذي عينه محمد بن زايد أخذ الكلمة وزير التسامح الإماراتي الشيخ نهيان بن مبارك نهيان. وفقًا لمفهوم هذه الجلسة التي كانت على الإنترنت، يؤدي كل أحد أيًّا كان دينه دعواته وصلواته وفق ما يقتضيه دينه، سواء مسلمًا أو يهوديًّا أو مسيحيًّا أو هندوسيًّا.
هذه الدعوة لصلوات موحدة من أجل رفع الوباء، كان مصدرها في الحقيقة، “لجنة الأخوة الإنسانية والتي تشكلت في الإمارات عقب زيارة بابا الفاتيكان إليها ما بين 3 إلى 5 من فبراير/شباط العام الماضي. رئيس هذه اللجنة محمد عبد السلام والذي تم تعيينه من قبل محمد بن زايد، كان قد دعا مطلع الشهر جميع الناس حول العالم للاشتراك بجلسة الصلوات هذه، كما أنشأت لجنته موقعًا على الإنترنت خاصًّا لهذا الغرض. بالطبع حسبما تزعم لجنة الإخوة الإنسانية، فإنها تعمل لأهداف مثل السلام والتعايش والمواطنة العالمية والإخوة الإنسانية.
عندما تنظر من بعيد لهذا المشهد دون معرفة السياسات المدمرة التي تسلكها الإمارات في منطقتنا، ستقول؛ وما المشكلة في هذا، كما هو جميل!. حينما تدعو الإماراتُ العالم إلى صلاة موحدة لرفع الوباء، في الوقت الذي تتبع فيه سياسة آثمة تقلب البلد رأسًا على عقب سواء في اليمن أو ليبيا أو سوريا أو الصومال؛ فإن ذلك في الحقيقة ليس إلا محاولة استغباء للشعوب وتأسيس دين جديد بتصميم مختلف. هذا يعتبر نوعًا من أنواع الاستخفاف بالعقول أو الاختلال النفسي.
إنن مشروع “أخوة أديان العالم” الذي تروج له الإمارات ليس بدعًا من المشاريع التي يواجهها العالم الإسلامي. إن مشروع الإمارات تمامًا كمشروع منظمة غولن الإرهابية الذي اختبرناه في تركيا، والهدف واحدًا ألا وهو القيام بكل ما يستطيعون من أجل إعاقة وصول المسلمين للسلطة وتبوء الإسلام مركزًا يسمح بإظهار بديل للنظام العالمي القائم. في هذه المشاريع التي باتت مكشوفة تحت ذريعة “أخوة الأديان”، لا يوجد فيها سوى المسلمين من يقدمون التنازلات ويدفعون من جيوبهم ويتنازلون، وهذا هو الهدف بعينه. فيما يسمى مشروع أخوة الأديان، تجد سواء المسيحيين أو اليهود أو الهندوس كلّ يبحث عن موقع وموطئ قدم، ولا يوجد سوى المسلمين فحسب من يبقى في الوراء، وهم مضطرون لمراجعة آرائهم وتعليقاتهم كما هم مضطرون للاعتذار والتبرير. والهدف من ذلك هو تقييد الإسلام، وهذا واضح.
هذا الهدف الذي أخذته الإمارات على عاتقها في العالم العربي بعد أن جذبت مصر والسعودية إلى صفها، والاستيلاء على الجيل الجديد من باب ظاهره التحفيز والحماس، يعتبر أبرز سياسات الإمارات في المنطقة. وهذا الهدف بطبيعته يؤسس نظرة نمطية تجعل من ينظر إلى المسلمين يصفهم بالإرهاب، حينما يحاولون الوصول إلى السياسة على صعيد تحقيق بديل للنظام العالمي القائم اليوم. وبعد وصفهم بالإرهاب يسير هذا الهدف نحو حصر الإسلام في المسجد والصلاة والدعاء والدموع والتركيز على حاجة الشعور الديني الذي يلامس كل مسلم.
إن نتائج السياسات التي تقوم بها الإمارات ومن حالفها في المنطقة، سنشعر بآثارها بشكل كبير على مدار العقود المقبلة. سواء على الصعيد السياسي أو العسكري او الديني أو الاجتماعي وفي شتى المجالات.
.
عرض التعليقات
التسامح مع اعداء الاسلام وقتل المسلمين وتقسيم بلادهم هذه هي صلوات الامارات و السعودية اليوم. الاسلام اصبح ارهاب بالنسبة لهم . ومن يعادي الاسلام اصبح عقل منفتح. الم يقرؤا القرءن هؤلاء القردة الزناديق الم يعرفو ان القرءن قمة الثقافة والحضارة لكل الازمان و الاوقات . الم يقل لكم دينكم ولي دين اليس هذا يعني السامح. ام قرد الخليج جاء بدين اخرد .
دولة شريرة لا يقبل منها صلاة ولا دعاء .