عشرات إن لم تكن المئات من الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي تناقلت خبرا يفيد بأن مساجد في مدينة إزمير التركية بثت في وقت واحد أغنية إيطالية يوم الأربعاء 20 مايو، الموافق للسابع والعشرين من شهر رمضان المبارك.
ونشرت تلك الحسابات تسجيلات لأكثر من مسجد يبث الأغنية الإيطالية “Bella Ciao” المعروفة بمناهضتها للفاشية في الحرب العالمية الثانية، إلا أنها لا علاقة لها بالدين.
نحن في مرصد تفنيد الأكاذيب لا ننفي صحة الخبر، لكننا نحاول أن نضع القارئ في سياق الحدث كما جرى، وكشف تفاصيله كما هي.
وهنا نوضح حقيقة ما حدث وفق مصادر متطابقة.
الحسابات التي نشرت التسجيل، وهو تسجيل حقيقي وغير مزيف، تعمدت إخراج الخبر عن سياقه وتوجيه انتقادات للحكومة التركية وحزب العدالة والتنمية.
أحد الحسابات التي كانت أول من نشر الخبر، حسب متابعة فريق المرصد، وكما نشر في أحد الردود على متابعيه، فإنه نقل الخبر والفيديو المرفق بتغريدته من الموقع التركي “T24″، لكنه لم ينقله بأمانة.
في خبر الموقع التركي فإن مكتب المدعي العام باشر، الأربعاء 20 مايو، تحقيقا بشأن الإساءة “للقيم الدينية علنا” طال الشخص أو الأشخاص الذين تسببوا ببث الفيديو، وكذلك الذين ساهموا بترويجه في حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي أو أثنوا على الفاعلين.
لكن الحسابات ذات الأغراض “المشبوهة” نقلت الخبر على غير ما جاء في هذا الموقع أو مواقع تركية أخرى.
وحاولت تلك الحسابات تحميل السلطات التركية “ضمنا” مسؤولية ما حدث، بل إن بعض الحسابات دعت ما أسمتها المؤسسات الدينية الإسلامية لاتخاذ موقف ما.
وحسب متابعة فريق المرصد فإن حقيقة ما حدث هي:
في حوالي الساعة الخامسة مساءً من يوم الأربعاء 20 مايو، في مناطق مختلفة من مقاطعة إزمير، سُمع من خلال مكبرات الصوت على منابر عدة مساجد، أغنية إيطالية بدلا من الأذان.
وفور انتشار مقاطع فيديو في الشبكات الاجتماعية يظهر اختراق نظام الأذان المركزي، قُدمت شكوى إلى سلطات إنفاذ القانون لإجراء تحقيق في الحادث.
وأعلن مفتي مدينة إزمير التركية في بيان عن بدء التحقيق في بث الأغنية الإيطالية في مآذن مساجد مدينة إزمير في توقيت متزامن.
واحتجزت الشرطة التركية، الخميس 21 مايو، سيدة بعد اختراق نظام الأذان المركزي وبث الأغنية.
وأثار بث الأغنية غضبا في الحكومة ولدى المسؤولين الدينيين في تركيا لكسره أحد المحرمات الدينية، حيث من المفترض أن تبث المساجد دعوات للصلاة أو رسائل دينية أخرى مهمة فقط.
.
المصدر/ A.A