تحتفل شركة الطيران التركية الرئيسية، الخطوط الجوية التركية (THY)، التي وصل عدد أسطول طائراتها الحديثة إلى 360 طائرة غطت شبكة طيرانها 127 دولة، بالذكرى السابعة والثمانين لأول تحليق لها.
كانت بداية الخطوط التركية في عام 1933، بأسطول من 5 طائرات بسعة إجمالية 23 مقعدا لكل منها، لترتقي اليوم إلى أسطول من 360 طائرة حديثة تصل رحلاتها إلى 127 دولة حول العالم.
انطلقت أول رحلة طيران للخطوط الجوية التركية من مطار أتاتورك في إسطنبول، الذي كان يطلق عليه بالسابق اسم مطار “يشيل كوي”. أضافت الشركة فيما بين عامي 1943 و1945 طائرات جديدة إلى أسطولها بهدف التطوير وزيادة سعة الركاب.
سجلت أول رحلة دولية للخطوط الجوية التركية حاملة العلم التركي على خط أنقرة – إسطنبول – أثينا في عام 1947 بطائرة DC-3 التي حملت الرمز TC-ABA. استغرقت الرحلة ساعتين و40 دقيقة. وفي عام 1951، وسّعت الشركة رحلاتها الدولية لتصل إلى نيقوسيا وبيروت والقاهرة. وبعد أربعة أعوام من رحلتها إلى أثينا، اكتسبت الشركة إسما في الأسواق التركية والدولية بخبرتها واستراتيجيتها الناجحة، إلا أنها لم تكن قد سجلت النجاح نفسه في الأسواق الأوروبية بعد.
خطت الشركة خطوات متقدمة نحو النجاح والتفوق عندما بدأت تحلق بالمحركات النفاثة في عام 1983. وتمكنت في الذكرى الخمسين لتأسيسها من مضاعفة طاقتها ثلاث مرات، حيث احتوى أسطولها آنذاك على 30 طائرة بسعة ركاب 4037 مقعدًا. وقد أتمت هذا العام نقل مليونين ونصف مليون راكب، و30 ألف طن من البضائع المختلفة. تهتم الشركة بتحسين وتطوير تجربة السفر لركابها. وقد نشرت مجلة “سكاي لايف” التي تقدم لملايين الركاب شهريا لأول مرة تحت اسم “مجلة THY” في عام 1983.
شهد قطاع الطيران العالمي فترة ركود وتراجع في الفترة الأولى للعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، إلا أن الخطوط التركية كان وضعها مختلف آنذاك، حيث شهدت تطورًا كبيرًا بتوسيع أسطولها وخطوطها بعد تلقيها استثمارات جديدة.
لم تطل هذه التطورات شركة نقل الركاب فقط، بل سجلت علامة تجارية بتقديمها خدمات إلى شركات طيران أخرى في مجالات صيانة الطائرات، ونقل البضائع، والخدمات الأرضية, وإنتاج مطابخ ومقاعد الطائرات، والتدريب على الطيران.
كان 2020 أصعب عام في تاريخ الشركة التي توسعت شبكتها لتصل إلى 127 دولة و322 وجهة، وتنقل ما يزيد على 74 مليون راكب في عام 2019. وهي تحتفل اليوم بذكرى مرور 87 عامًا على تأسيسها، محطمةً أهدافًا كبيرة وأرقامًا قياسية جديدة. يعد هذا العام من أصعب الأعوات التي مرت عليها، فقد توقفت رحلات الركاب التجارية في تركيا وفي جميع أنحاء العالم بسبب تفشي فيروس كورونا الذي أثر على العالم بأكمله.
ساهمت الخطوط التركية في جهود تركيا لتجاوز فترة تفشي الوباء. فقد قامت بإجلاء عشرات الآلاف من المواطنين العالقين في الخارج بسبب ظروف عملهم أو دراستهم أو أخذهم إجازة، بعد توقف رحلات الطيران في معظم دول العالم.
من جانب آخر، حققت شركة الشحن التركية أهدافا مهمة داعمة بنقلها البضائع المحملة بالأغذية والمنتجات الطبية، كما قامت بنقل مساعدات إغاثية للدول المحتاجة بتوجيه من رئاسة الجمهورية التركية.
من جهته، صرح إلكر أيجي رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية التركية بمناسبة ذكرى تأسيس الشركة، أن أول تحليق في السماء كان قبل 87 عاما بطائرة سعتها 23 راكبا، وأن أسطول الشركة لم يكن يتجاوز الخمس طائرات.
وأكد أيجي أن الخطوط التركية من أفضل شركات الطيران في العالم، وقال: “لدينا القدرة على جلب مئات الآلاف من الركاب إلى أحبائهم كل يوم. نشعر بالمسؤولية والحب لعلم بلادنا النجمة والهلال الذي نحمله وهو مصدر نجاحنا الذي يزيد من عام إلى عام. بالطبع لسنا سعداء لاحتفالنا هذا العام واقفين على الأرض، لكننا سنتغلب على هذه الصعوبات التي يمر بها العالم بأكمله، ثم سنواصل طريقنا بكل فخر. تجاوزنا على مدى 87 عاما الكثير من الصعوبات التي واجهتنا، وأصبحنا أكثر قوة بالتحديات التي تعلمنا منها الكثير. وفقا لمؤشر خطوط الطيران العالمية سنكون في الموقع الأفضل بالذكرى التسعين والمئة لشركتنا”.
وفي هذه المناسبة أيضًا، شارك يحي أوستون، المستشار الصحفي للخطوط الجوية التركية هذه الكلمات عبر حسابه الخاص في تويتر: “وددنا لو احتفلنا بهذا اليوم فوق الغيوم، مع مئات الآلاف من الضيوف. كان يجب أن نكون في السماء في الذكرى 87 لنا، لا أن نكون على الأرض. سنتجاوز هذه المرحلة الصعبة. خطونا خطوتنا الأولى في 1933 بعلمنا الهلال والنجمة، سنواصل رحلاتنا بفخر وتحدٍّ أكبر وأقوى”.
.
المصدر/ turk