فور انتشار خبر وفاة النجم الراحل حسن حسني، استندت المواقع والصحف الإخبارية المصرية والعربية إلى الاستدلال عن تاريخ ولادته من موقع «ويكيبيديا» الشهير بأنه مولود في 15 أكتوبر (تشرين الأول) من عام 1931، وهو ما اعتمدت عليه أغلب المواقع الفنية وتعاملت مع هذه المعلومة على أنّها حقيقة، ومضت تكتب العديد من الموضوعات الخاطئة عن الفنان الكبير اعتماداً على ما ورد في موسوعة ويكيبيديا التاريخية.
ومن المعروف عن النجم الراحل حسن حسني قلة حديثه إلى وسائل الإعلام واللقاءات الصحافية، إذ إنّه أجرى لقاء صحافياً مع صحيفة مصرية، وقال خلالها الفنان الراحل حسن حسني إنّ تاريخ ميلاده الحقيقي هو 19 يونيو (حزيران) من عام 1936، مشيراً إلى أنّ التاريخ الذي أورده موقع «ويكيبيديا» تاريخ خاطئ، وأنّ الموقع أورد أيضاً عدداً آخر من المعلومات الخاطئة عن حياته، حيث أكد الفنان الراحل أنّ هذا الخطأ كان يُسبِّب له الكثير من المشكلات، حيث كان يتم تداولها في وسائل الإعلام والمهرجانات التي يتم تكريمه فيها وفي المعلومات التي يكتبها الكثيرون عن سيرة حياته.
وثاني المعلومات المغلوطة التي كانت تُرَوِّجها موسوعة «ويكيبيديا» عنه ويتناقلها الكثيرون هي أنّه عمل مع فرقتي «تحية كاريوكا» و«فايز حلاوة» المسرحية لمدة 9 سنوات، وهي معلومة غير صحيحة؛ إذ إنه «لم يعمل مع فرقة تحية كاريوكا، ولكنّه عمل بمسرح وفرقة جلال الشرقاوي لمدة تقترب من 10 سنوات».
تعرض الفنان الراحل حسن حسني خلال حياته للكثير من الشائعات التي روجت لوفاته أكثر من مرة والتي أزعجت هذه الشائعات الملايين من عُشِّاق فَنِّه ومُحِبِّيه الذين أفجعهم موته أول أمس.
ذاق الفنان الراحل اليتم في سن صغيرة، إذ تُوِفِّيت والدته وهو في سن الـ6 من عمره، كما استشهد شقيقه الأصغر في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973.
توفيت ابنة الفنان الراحل حسن حسني “رشا” بعدما أصابها مرض السرطان، والتي ظَلّت تُعاني منه لأشهر طويلة، ولم تتمكن الفرق الطبية من علاجها منه، حتى اضطر والدها لإرسال تقريرها الصحي إلى أحد المستشفيات الكبرى في ألمانيا، ولم تسعفه تلك التقارير التي أرسلها، حيث جاءه الرد منها بأنّ حالتها الصِحية مُتأخِّرة ولن يتمكن المستشفى من تحقيق أيّ إنجاز يذكر لعلاج حالتها الحرجة، وأخبروه بأنه لا جدوى من العلاج، ولكنّ التقرير لم يأته مبكراً لكنه جاء في الموعد الذي توفيت فيه، حيث تُوِفِّيت في ذات اليوم الذي وصل فيه التقرير لمستشفى “الشروق” بالمهندسين، الأمر الذي صدم والدها بشدة.قبل وفاة ابنته بمرض السرطان مر الفنان الراحل بحالة نفسية سيئة لم تسبق وحدثت له خلال حياته، حتى بات أكثر انطوائية، وحينها كان يصور لقطات مسلسل “مزاج الخير”، مع الفنان مصطفى شعبان بصعوبة، كما كان يحضر وقت التصوير ثم يذهب مسرعاً لابنته، وبحسب ما ذكره فريق عمل المسلسل حينها. وفي إحدى المرات، قَدِمَ إلى مكان العمل في حالة نفسية سيئة تماماً، وعندما سألوه أخبرهم بأنّ ابنته في حالة سيئة تماماً بالمستشفى. وخلال وداعه لابنته رشا لم يتمكن “حسني” من السير، حتى ظهر في الصور التي التقطت له حينها، واستعانته ببعض الأشخاص بجانبه، حتى يستطيع إكمال سيره لتوديع ابنته الوداع الأخير، وأصيب حينها بحالة من الصراخ والبكاء الهستيري، كما أقيمت جنازة ابنته في مسجد مصطفى محمود، ولكن لم يشارك فيها سوى القليل من الفنانين، وتم دفنها بمقابر الأسرة، بطريق الفيوم.
بدأ الفنان الراحل حسن حسني حياته الفنية في الستينات في المسرح الذي صَدّر للفن عمالقة وعباقرة في التمثيل، وتَنقِّل بين مسرح الحكيم والمسرح القومي والحديث، ثم انضم لفرقة جلال الشرقاوي وعمل فيها ما يقرب من 10 سنوات، وظل الفنان الراحل يعمل لسنوات طويلة قبل أن يعرفه الجمهور في مسلسل أبنائي الأعزاء شكرا عام 1979، والذي أدى خلاله شخصية فتحي الموظف المرتشي، وبعدها شارك في العديد من الأعمال الدرامية في استديوهات عجمان ودبي وعرضت في دول الخليج، ثم بدأ يعمل في العديد من الأدوار التلفزيونية.
كانت بداية حسن حسني في السينما بمشاركته في دور صغير بفيلم الكرنك عام 1975، ولكنه حصل على دور أكبر في فيلم سواق الأتوبيس للمخرج عاطف الطيب عام 1982، وبعدها استعان به الطيب في عدد من أفلامه، ومنها البريء، البدروم، الهروب، ثم خاض مجال الدراما التليفزيونية بالعديد من الأعمال الخالدة منها: «رأفت الهجان، والمال والبنون، وأبنائي الأعزاء شكرًا، والسبنسة، وجواري بلا قيود، وناس مودرن، وبوابة الحلواني، وأم كلثوم». وقام بالعديد من البطولات المسرحية منها: «حزمني يا، وقشطة وعسل، وجوز ولوز، وأولاد ريا وسكينة، وعلى الرصيف، وسكر زيادة، والمحبة الحمراء». كما لُقِّب بـ”القشاش”؛ وذلك لكثرة الأعمال التي يقدمها وقدرته على تأدية أي دور يستند إليه، حيث لَقّبه خيري بشارة بـ”المنشار”؛ في إشارة للكم الكبير من الأعمال التي يقدمها.
تزوج الفنان حسن حسني من السيدة ماجدة حميدة، ولديه ولد وبنت، ولكن تُوفِيِّت ابنته بعد صراع مع السرطان لتكون ثاني صدماته الحزينة.
تركيا الان على اليوتيوب