خطوة جديدة تستعد لها تركيا، في رحلتها نحو الفضاء، مع إطلاق أول قمر صناعي مصغر يحمل اسم “Grizu-263A”.
ويشكل اسم القمر الصناعي التركي، أسماء 263 عامل تعدين لقوا مصرعهم، في انفجار منجم قوزلو بولاية زونغلداق شمالي تركيا، في 3 مارس/آذار 1992.
وتحدثت تشاغلا آيتاتش دورسون، وهي قائدة طاقم Grizu-263A الفضائي عن المشروع الذي ينفذونه بجامعة “بولنت أجاويد” في زونغلداق.
وقالت دورسون إن طاقم القمر الصناعي Grizu-263A الفضائي قد تشكل في جامعة “بولنت أجاويد” قبل 4 سنوات في حلم مشترك لهم.
وأضافت “بدأنا العمل على دراسات الفضاء بهدف التمثيل المشرف للجامعة وتركيا في الساحة الدولية”.
وتابعت “لقد فزنا بالمركز الثاني على مستوى العالم عامي 2018 و2019 على التوالي في مسابقة الأقمار الصناعية التي أقيمت تحت عنوان (CanSat Competition)، بدعم الجمعية الأمريكية لعلوم الفضاء، ووكالة ناسا الفضائية، وشركة لوكهيد مارتن للصناعات العسكرية، وشركة كراتوس سبيس، وشركة براكسيز إنك، وشركة سيمنز، ومعمل أبحاث البحرية الأمريكية”.
ولفتت دورسون إلى أنهم شكلوا فرقًا مكونة من 38 مشارك على شكل هيكل مؤسسي، وبدأوا بمشروع صناعة أول قمر صناعي تركي مصغر عن طريق التجربة التي أجروها.
وأشارت إلى أنهم عملوا طيلة عامين على صنع هذا النمط من الأقمار المصغرة PocketQube وهو واحد من أنماط أصغر الأقمار الصناعية.
– ابتكارات مهمة في القمر الصناعي المصغر
وذكرت دورسون أن هذه الفرق أسست محطة أرضية تمنح جامعة “بولنت أجاويد” القدرة على الاستماع إلى الأقمار الصناعية التي تعمل على ترددات في مدار أرضي منخفض.
وأوضحت أنهم قد توصلوا إلى اتفاق مع شركة سبيس إكس (SpaceX) لإرسال Grizu-263A إلى الفضاء بواسطة شركة ألبا أوربيتال (Alba Orbital) ومقرها اسكتلندا.
وتابعت “يحمل القمر الصناعي المصغر ابتكارا تكنولوجيا مهما جدا من أجل الدراسات في مجال الفضاء”.
وأشارت دورسون أنه “في حال نجاح اختبار جميع أنظمة القمر الصناعي الذي يبلغ وزنه 250 جرامًا، فإننا نهدف بهذا إلى تصدير التكنولوجيا ذات القيمة المضافة المرتفعة إلى الخارج في المستقبل”.
وأوضحت أن القمر الصناعي Grizu-263A يتكون من 4 أنظمة فرعية وهي: الحاسوب أحادي اللوحة (OBC)، والطاقة الكهربائية (EPS)، وأنظمة الاتصال(COMM)، وأنظمة الاستقرار المغناطيسي (PMAC).
ولفتت دورسون إلى أن الهدف الأول للفريق يكمن في اختبار جميع الأنظمة الفرعية في هذا القمر الصناعي المصغر للعمل على إحداث عملية اتصال ناجحة بين الفضاء والأرض من خلاله، ضمان بقائه في المدار السليم عن طريق الأنظمة المغناطيسية.
وأشارت إلى أنهم قد تلقوا العديد من الاستشارات التقنية من الباحث محمد شوكت أولوداغ من جامعة دِلفت التكنولوجية بهولندا، وأن هذا النوع من الأقمار المصغرة (PocketQube) قد تم تطويره من قبل هذه الجامعة.
وأكدت دورسون أن الفريق تلقى الدعم في أي مشكلة تواجهه من قبل دكاترة في معمل تصاميم واختبارات الأنظمة الفضائية بجامعة إسطنبول التقنية، وكذلك من اتحاد تكنولوجيا الفضاء.
واستطردت “ستتكفل وحدة مشروعات البحث العلمي بجامعة بولنت أجاويد بتكاليف إنتاج وصنع القمر الصناعي، أما فيما يخص مرحلة إطلاق القمر الصناعي فستتكفل شركة ERDEMİR لإنتاح الحديد والصلب الراعي الرئيسي للمشروع بتكلفتها”.
وتابعت: “أود أن أشكر داعمينا الرئيسيين وخاصة رئيس الجامعة الدكتور مصطفى تشوفالي، لقد نجحنا في تنفيذ مشروعات على نطاق واسع في الجامعة بإيمانهم بنا ودعمهم لنا”.
كما شكرت دورسون رئيس مكتب التحول الرقمي برئاسة الجمهورية التركية علي طه قوتش على دعمه.
وعبرت عن حماسها وسعادتها البالغة لإطلاق شركة سبيس إكس للقمر الصناعي عبر صاروخ فالكون 9.
وقالت إنه لحدث تاريخي أن قامت وكالة ناسا الفضائية بإرسال رائدي فضاء إلى الفضاء عبر صاروخ فالكون 9، وكبسولة الفضاء دراجون التابعة لشركة سبيس إكس.
وذكرت دورسون أن هذين الرائدين هما أول رواد فضاء يتم إرسالهم من الأراضي الأمريكية بعد تسع سنوات.
ولفتت إلى أن تنفيذ هذه المهمة من قبل شركة خاصة تجارية يحمل بعدًا مهمًا.
وأوضحت أنه من المتوقع أن يتم إرسال القمر الصناعي المصغر إلى الفضاء نهاية العام الجاري.
– أسماء 263 من عمال التعدين إلى الفضاء
وأكدت دورسون على أن إرسال Grizu-263A أول قمر صناعي تركي مصغر عبر هذا الصاروخ يُعد لحظة تاريخية لهم ولتركيا.
واستطردت: “مسألة وزن القمر الصناعي والتي تشكل الأهمية الكبرى في مرحلة الإطلاق والتي تمثل بدورها التكلفة المالية الأكبر في جميع المراحل، تزيد من أهمية الأنماط والمعايير الفضائية التي سنعمل بها على مدار السنوات المقبلة.
وأضافت: “يمكننا إنجاز العديد من المهام المختلفة بنجاح عبر قمر صناعي يبلغ وزنه 250 جرامًا، وبذلك ستنخفض تكاليف الإطلاق إلى حد كبير، وستصل تركيا إلى مرحلة مهمة في الدراسات التي تُجرى على المدار الأرضي المنخفض والذي يحتل موضعًا مهمًا في دراسات الفضاء”.
وتابعت دورسون: “سنعمل جاهدين وباستمرار بالوعي بالحركة التكنولوجية القومية على أن تكون تركيا دولة رائدة في هذه الأنواع من الأقمار الصناعية المصغرة، والمدارات الأرضية المنخفضة”.
وختمت قائلة: “مع هذه المهمة فنحن نحيي ذكرى 263 من عمال التعدين الذين لقوا مصرعهم في حادث انفجار منجم قوزلو في مارس عام 1992، بإرسال أسمائهم إلى الفضاء”.
وأضافت دورسون: “أود أن أشكر زملائي في الفريق وكذلك كل من آمن بنا وبقصتنا وأقول إنها قصة طويلة بدأت من المناجم المظلمة والحالكة، وتمتد إلى أعماق الفضاء”.
.
المصدر/ A.A