استقبل الرئيس التركي أردوغان أمس الأول رئيس الوزراء الليبي فايز السراج .
بالمجمع الرئاسي في أنقرة في لقاء التقطت به عدة صور كانت إحداها الأكثر لفتا للانتباه عن غيرها؛ إذ كان أردوغان في الصورة يشير ليري ضيفه لوحة معلقة على الجدار نقشت عليها آية “لا غالب إلا الله”.
وأما الصور الأخرى التي التقطتها عدسات المصورين فأظهرت وجوه الحاضرين في اللقاء والبسمة ترتسم عليها. ولقد كان هذا الأمر عاديا، ذلك أن سير الأحداث في ليبيا تغير بعدما انتقلت حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها السراج من وضعية الدفاع إلى الهجوم لتنجح في كسر الحصار المفروض على طرابلس وتجبر قوات حفتر على الانسحاب بعد تعرضها للهزيمة.
هذا في حين أنه عندما زار السراج أنقرة لطلب الدعم قبل عام في نيسان 2019 كانت الأمور تسير بشكل سيء بالنسبة لحكومته؛ إذ كانت قوات الانقلابي حفتر قد اقتربت من طرابلس بفضل الدعم الكبير الذي حصلت عليه من الخارج، وكان يسابق الزمن لإسقاط الحكومة الليبية الشرعية التي تعترف بها الأمم المتحدة.
ولقد كان السراج قد زار أنقرة العام الفائت طلبا للدعم ولسان حاله “ليس لدينا من نلجأ إليه سوى تركيا”. ولقد كانت تلك الفترة تشهد دعم جميع الأطراف المعنية حفتر، فكان يبدو أنه لن يكون من السهل أبدا قلب الأمور على عكس ما كانت تسير عليه حينها لتكون على ما هي عليه الآن.
وقد جاءتنا آخر الأخبار من ليبيا بعد ظهر أمس تفيد بان القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني المدعومة من تركيا تتقدم بشكل سريع؛ إذ نجحت تلك القوات في دخول مركز مدينة ترهونة، الواقعة جنوب غرب طرابلس، من 4 جهات، لتتفرق قوات حفتر وتنسحب. وخلال اليوم ذاته صرح المتحدث باسم حكومة السراج بأن هدف القوات التالي، في العملية التي تحمل اسم بركان الغضب، هو مدينتا سرت والجفرة وحقول النفط الواقعة جنوبا.
وبمناسبة الحديث عن حقول النفط فأدعوكم للعودة للقاء أردوغان – السراج لنتذكر التصريحات التي تلته. فخلال المؤتمر الصحفي أعرب السراج عن شكره لتركيا على موقفها التاريخي والشجاع، ثم أضاف “تمتلك ليبيا من الموارد الغنية والإمكانيات التي تؤهلها للتعاون البنّاء مع تركيا. فنحن نود أن نرى من جديد تركيا والشركات التركية في ليبيا خلال عملية إعادة الإعمار”.
وأما أردوغان فقال “إننا نهدف لتوسيع نطاق تعاوننا بما في ذلك أعمال البحث والتنقيب للاستفادة من الثروات الطبيعية في شرق البحر المتوسط”.
عندما نتأمل هذه الكلمات يتبادر لأذهاننا اتفاق ترسيم الحدود البحرية الموقع بين البلدين نهاية تشرين الثاني المنصرم. ولعل تلاشي التهديدات الواقعة على حكومة طرابلس بدأ يقدم إمكانيات لاتخاذ خطوات جديدة لتنفيذ بنود هذا الاتفاق. هذا فضلا عن أن تركيا تقدم بطلب، في خطوة جديدة، للحصول على ترخيص للتنقيب عن النفط والغاز جنوب جزء كريت ورودس وكارباثوس. ومن ناحية أخرى فقد أزعج هذا الطلب أثينا التي تتابع منذ البداية بقلق شديد تدخل تركيا في أحداث ليبيا والاتفاقات الثنائية بين البلدين. ولقد أطلق وزير الدفاع اليوناني تهديدا قال فيه أنهم مستعدون لجميع الخيارات لحماية سيادة بلاده، بما في ذلك التدخل العسكري ضد تركيا، في حالة حدوث أي عمل استفزازي.
وأما بالنسبة لتصريحات السراج التي ذكرتها آنفا فتحمل كذلك معنى أن الفرص الجديدة التي تنتظر تركيا في ليبيا ليست قاصرة على أعمال التنقيب عن النفط والغاز في البحر المتوسط. ولعلنا نفهم من العبارة التي قال فيها السراج “ليبيا مستعدة للتعاون مع تركيا من خلال الموارد والثروات التي تمتلكها” أن هذا يعني المزيد.
ولقد تناولت هذه المسائل مع المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين قبل يومين، فسألته “ما رأيكم بشأن ما يتحدث عنه البعض بأن تركيا ستبدأ استخراج النفط الليبي؟”، فأجابني بأن الحكومة الليبية عرضت على تركيا هذا الأمر، مشيرًا إلى أنّ الاتفاقات الموقعة بين البلدين تجعل من هذا الأمر ممكنًا.
ولعل تصريحات السراج الأخيرة تحمل تأييدًا ضمنيًّا لهذا الكلام. ومن ناحية أخرى فإن استفادة الاقتصاد التركي من الثروات الموجود داخل أعماق البحر المتوسط أصبحت تحمل أهمية أكبر اليوم بعدما أصبح من الضروري البحث عن موارد اقتصادية جديدة، ذلك أننا نعلم أن أنقرة بدأت تنفذ استراتيجيات بحثية عن موارد جديدة لسد عجزها من العملة الصعبة الذي يبلغ سنويا 50 – 55 مليار دولار.
وتشير الدراسات التي أجريت في هذا الصدد إلى أننا بحاجة اليوم لطاقة أكبر مما كنّا بحاجة إليه في الماضي لاستكشاف موارد الطاقة في البحر المتوسط ثم استخراجها وتسويقها بالسوق العالمي. إلا أنه لم فتح المجال أمام تركيا لتعاون جديد مع ليبيا لاستخراج ثرواتها الموجودة بالفعل والتي تحدث عنها السراج بوصفها مكسبا ملموسا يمكن الحصول عليه خلال فترة أقصر، فسيعني هذا تحقيق تركيا مكاسب جديدة أهم بكثير من أي مكاسب أخرى.
محمد آجات
قصدكم غنائم الحرب ….انكم بذلك تقسمون ليبيا كما قسمتم سوريا ……وسيقوم الاتراك الاصلاء بمظاهرات ضد المجرم اردوغان فى يوم من الايام وينتهى فى مزبلة التاريخ
تركيا تستاهل اكثر من هذا فمواقفها الانسانيه ودعمها للشعب السوري والليبي اكبر دليل على ذلك . والمكاسب التي ستحصل عليها تركيا افضل من ان تحصل عليه مصر واسرائيل وبعض دول اوربا فهذا الدول تسعى لخراب الشعوب واستفاده من الثروات بينما تركيا تسى لمساعدت الشعوب ولا تهتم بمكاسب . وخير دليل على ذالك استقبال اللاجئين الذي رفض استقبالهم كل دول العالم . شكرا تركيا شكرا إردوغان