دفعت مشاهد التجمعات اللامبالية لأشخاص لا يراعون مسافات التباعد الاجتماعي ولا يرتدون الكمامات الواقية، السلطات التركية لتكثيف تحذيراتها بتفاقم الوباء إذا ما تجاهل الناس قواعد السلامة الصحية.
وبالرغم من أن غالبية الناس يمتثلون بالفعل لتعليمات السلامة التي تقضي بارتداء الأقنعة والتزام مسافة التباعد المطلوبة، إلا أن بعض المواطنين فهموا عبارة “الوضع الطبيعي الجديد” على ما يبدو بأنها عودة إلى أيام ما قبل جائحة كوفيد-19.
وتتداول وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في تركيا يومياً بالتزامن مع الرفع التدريجي للقيود المفروضة، مئات الصور ومقاطع الفيديو لأشخاص يختلطون بمنتهى الحرية، وأحياناً دون ارتداء الأقنعة، بالرغم من خطر الإصابة بالعدوى.
ومع أن البلاد تسجل انخفاضاً مستمراً في أعداد الوفيات، إلى جانب تزايد أعداد المتعافين ومعدلات إصابات يومية ثابتة، إلا أن خبراء الصحة يحذرون من أن العودة إلى الوضع الطبيعي التي بدأت في 1 يونيو مع رفع المزيد من القيود، قد تحمل تداعيات سلبية إذا تجاهل الناس القواعد ولم يلتزموا بتطبيقها.
وحذر وزير الصحة فخر الدين قوجة من أن “التهديد يتزايد بدون تدابير”. ويشارك الوزير قوجة بانتظام صوراً ومقاطع فيديو لأشخاص يتجاهلون القواعد في حسابه على تويتر، منها على سبيل المثال لقطةً تظهر رجلاً نائماً في حافلة عامة بكمامة تغطي عينيه بدلاً من فمه وأنفه، ولقطةً أخرى تظهر أشخاصاً يحتفلون بالرقص والأهازيج بذهاب صديقهم لخدمة العلم وهي عادة شائعة في تركيا، دون مراعاة لقواعد السلامة. كما تظهر الكثير من مقاطع الفيديو الأخرى تجاهل القواعد تماماً على الشواطئ خاصة في المدن الكبيرة مثل إسطنبول.
وكان سكان إسطنبول قد خرجوا بكثافة إلى الشواطئ والمتنزهات في عطلة نهاية الأسبوع الأولى التي مرت دون حظر يومي السبت والأحد الماضيين. ولم تراعي الحشود في معظمها ارتداء الأقنعة أو مسافات التباعد اللازمة أثناء استمتاعها بحمامات الشمس والسباحة والنزهة في الهواء الطلق، مما دفع قوجة للتغريد “دعونا لا نبالغ بالعودة للحياة كثيراً”.
وفي أحدث إعلان عن الأرقام المتعلقة بالوباء، قال قوجة إن فرق التتبع كشفت 58 إصابة جديدة نتجت عن تجمهرٍ لتوديع أحد الذاهبين لخدمة العلم، بينما أدت عيادة أحد المرضى إلى إصابة 150 حالة إضافية.
ووفقاً لأحدث نتائج الاختبارات، بلغ العدد الإجمالي لحالات كوفيد-19 في البلاد 170.132 حالة. وأظهرت بيانات وزارة الصحة أن نحو 274 مريضاً يعالجون حالياً في العناية المركزة.
ولا يزال الأشخاص الذين يبلغون من العمر أكثر من 65 عاماً والقاصرين، ممنوعين من مغادرة منازلهم باستثناء الأوقات المخصصة لهم خلال الأسبوع. وقال وزير الصحة الأسبوع الماضي إن 93% من الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 حدثت بين من تجاوزوا 65 عاماً.
وتوقع الخبراء أن تنخفض الإصابات في تركيا إلى أقل من 500 حالة في شهر يونيو في حال التزام الناس بالقواعد الصحية، ولكنها حتى الآن تقارب الـ 1000 حالة. وتسعى السلطات التركية إلى تكثيف عمليات التفتيش في الشركات وأماكن العمل والمتاجر والتجمعات بهدف ضبط الامتثال للقواعد كما يخضع المخالفون للغرامات.
كذلك قامت وزارة الصحة يوم الاثنين بمراجعة إجراءات السلامة في قطاع الرعاية الصحية وخففت القيود على زيارة المرضى كجزء من عملية إعادة الحياة.
ووفقًا للقواعد الجديدة، يُسمح لشخص واحد بزيارة المريض لتلبية احتياجاته ويمكن إجراء الزيارة بعد ساعات العمل. ولا يُسمح بالزيارات في وحدات العناية المركزة. كما يمكن زيارة المرضى في أقسام الأطفال وحديثي الولادة مرة واحدة يومياً إذا لم يتم تشخيصهم بكوفيد-19. أما الذين تم تشخيصهم به فتتم زيارتهم بإذن من الطبيب مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة.
كما ألغت الوزارة الحظر الذي تم فرضه في مارس على الإجازات أو ترك العمل للعاملين بالقطاع الصحي، وسمح لهم مجدداً بالخروج في إجازة أو ترك عملهم اعتباراً من يوم الاثنين.
.
المصدر/ dailysabah