اطلق وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الخميس، مجموعة من التصريحات الإيجابية نحو مصر والتي تعد مفاجئة في توقيتها، الذي يشهد تصاعدا في التوتر بين البلدين، بمنطقة شرق البحر المتوسط وبالملف الليبي.
تشاووش أوغلو، قال مخاطبا المصريين إن “تركيا تعارض الانقلاب بمصر، وتقف بجانب الشعب المصري الشقيق، وترغب باستقرار مصر دائما، ولا نريد أن تهدر الانقلابات والفوضى طاقة دولة وأمة قوية”.
وأكد وزير الخارجية التركي، المصريين بمقابلة مع فضائية “NTV” التركية، أن “العالم العربي والإسلامي والشرق الأوسط بحاجة لمصر قوية ومستقرة”.
وأضاف أنه “وبتفويض من الرئيس التركي طيب أردوغان، أجريت اتصالات سابقة مع مصر، لكن توازنات ليبيا أدت لتوتر العلاقات”.
وأكد وزير الخارجية التركي أن “الطريقة الأكثر عقلانية لعودة العلاقات التركية المصرية هي عبر الحوار والتعاون مع أنقرة بدلا من تجاهلها”.
وفي رد فعله تجاهل الإعلام المصري تصريحات أوغلو، بشكل مثير للتكهنات، حول صدور تعليمات الأجهزة السيادية المصرية بعدم التعاطي معها.
وفي رؤيته لدلالات تلك التصريحات قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير عبدالله الأشعل، إنها “لفتة جديدة من تركيا بأنها لا تريد أن تصطدم بمصر في ليبيا وغيرها”.
وأضاف : “ولكن بنفس الوقت فالتصريح متناقض لأنه يرفض الانقلاب ويدعو لحوار، مع من؟بالتأكيد مع حكومة الانقلاب”.
ويرى الأشعل، أن “الكلام الموجه للمصريين هو تقرب من شعب مصر، الذي تحكمه حكومة انقلابية تتحكم في كل شيء، وبالتالي فالحوار لن يكون مع الشعب المصري ولكن مع تلك الحكومة”.
وقال القيادي بجماعة الإخوان المسلمين الدكتور جمال حشمت: “معلوم أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر وتركيا لم تتوقف قبل أو بعد الانقلاب؛ فقط هو الموقف السياسي المبدئي الذي اتخذه أردوغان من الانقلاب”.
السياسي المصري أضاف: “وطالما صار ملف تركيا في مصر وبناء على رغبة ابن سلمان، وابن زايد، ملفا أمنيا إعلاميا؛ فلن تفلح أي محاولات عاقلة لمزيد من التعاون المشترك”.
وتابع: “ولولا أن من يحكم مصر خائن وعميل بفعل ما حققه من إنجازات للكيان الصهيوني، ومن خسائر ومصائب بحق مصر والمصريين؛ لقال العقل والمنطق إن تركيا حليف قوي، وبفضل ترسيم الحدود مع ليبيا ما كانت لمصر حقوق بشرق المتوسط، بعدما سلمها قائد الانقلاب بلا ثمن لليونان وقبرص”.
وأعرب عن اعتقاده أنه “ليس للسيسي إلا تأجير مصر وجنودها للاستثمار، بحجة الأمن القومي الذي ضاع بسيناء، وتيران وصنافير، ونهر النيل، والفرقة والكراهية التي تبثها وسائل إعلام الانقلاب بين المصريين”.
وقال حشمت: “في ظني أن مصر الانقلاب لن تسمح بأي حوار وتقارب مع تركيا؛ إلا بعد الاعتراف بشرعية نظامه، وكتم أصوات المعارضة بتركيا، وعدم الحديث عن الأوضاع الداخلية بمصر”.
وجزم القيادي الإخواني بأن “السيسي سيبقى داعما للانقلابي الليبي تحت سيطرة اللوبي الخليجي، ولن يسمح بأي مقارنة بينه وبين تركيا وقطر في ظل التقارب لو حدث”.
ورأى السياسي المصري، إسلام الغمري، أن “موقف تركيا ثابت منذ الانقلاب العسكري، ورغم ذلك لم تتوقف العلاقات الاقتصادية، كما أعلن أردوغان مرارا عدم ممانعته بوجود علاقات دبلوماسية دون العلاقات على المستوى الرئاسي”.
عضو الهيئة العليا لحزب البناء والتنمية: “ورغم ذلك تجنح سلطة الانقلاب نحو العمل مع الجهات المعادية لتركيا؛ ولكن هزيمة حفتر بليبيا قد تجبر النظام المصري على تغيير سياساته المتعجرفة”.
وقال: “أحسب أن أي انفتاح للعلاقات سيكون مشوبا بالتوتر نظرا لانقياد سلطة الانقلاب لسياسة ابن زايد، وابن سلمان؛ رغم أن ذلك الانفتاح يساهم بانتشال مصر من التخبط والضياع الذي نتج عنه التفريط بمقدراتها كمياه النيل وتيران وصنافير وغيرهما، لشراء شرعية مفتقدة”.
وأضاف: “وبالنسبة لحفتر فقد طويت صفحته وسيحال للتقاعد الطوعي”، مشيرا إلى أن “تحسن علاقة أنقرة والقاهرة قد يخفف حصار قطر ويضعف جبهة الحصار؛ ولكن هل يؤتمن جانب للسيسي؟”.
وقال عضو حزب الوسط المعارض وليد مصطفى: “بشكل سياسي فالدعوة التركية بوقتها تماما؛ فمصر تواجه مخاطر أمنية واقتصادية تستوجب وجود لغة العقل لا المكايدة؛ وطبيعي وجود علاقات مصرية تركية بين الشعبين أكبر من الأنظمة”.
وأكد مصطفى، أن فوائد النظام المصري من التقارب التركي بالملف الليبي كنقطة أمن قومي استراتيجي وتركيا كطرف أساسي هو الاستثمار وإعادة إعمار ليبيا، وليس الأمر بدعم حفتر أو السراج.
وأشار إلى “فائدة مصر أيضا بملف غاز شرق المتوسط”، موضحا أنه “وإذا كانت مكايدة سياسية تسببت بخسارتها هذه الثروة فحان الوقت لاستعادتها”.
وحول الوضع السياسي بالنسبة لقطر والسعودية والإمارات يرى السياسي المصري أن “الأنظمة يجب أن يكون لديها قدرة أكبر من ذلك للتواصل والتفاهم لا المكايدة السياسية والبحث عن مصالح الدولة”.
وأكد أن “وضع تلك الدول ما قبل كورونا تغير، وهذه الأنظمة عليها تغيير خططها ومعادلتها السياسية”.
حنى لو افترضنا ان السيسي سيتعاطى ايجابيا مع دعوة شاويش أوغلو وانه سيخرج عن طوع بن سلمان وبن زايد اللذين يمسكان برسنه لكن كيف سيخرج عن رسن بن نتنياهو صاحب المصلحة الأولى في اتفاق “” ايست ميد “” مع قبرص واليونان …… لقد تفاءل كثيرا السيد شاويش اوغلو بانفتاحه الكريم على من يحكم مصر ونحن نرى ان الأمر أكبر بكثير من ارادة السيسي