قال مسؤولون عسكريون لقوات حكومة الوفاق الوطني الليبية إن بلادهم تخوض حربا ضد مرتزقة غزاة تدعمهم دول، بعد انهزام اللواء المتقاعد خليفة حفتر في هجومه على طرابلس، في حين قالت الأمم المتحدة إن 100 -أغلبهم مدنيون- قتلوا بألغام خلفتها قوات حفتر في المناطق الجنوبية للعاصمة طرابلس.
وقال المتحدث باسم قوات الوفاق العقيد محمد قنونو أمس -في سلسلة تغريدات على حسابه في تويتر- إن هزيمة حفتر جعلت داعميه يزيحون الأقنعة، و”تقدموا ليقودوا الخراب والإفساد بأنفسهم داخل ليبيا”.
وشدد قنونو -في تصريحات صحفية أمس الأول السبت- على أن تحرير سرت والجفرة (جنوب شرق العاصمة طرابلس) من المرتزقة الروس أصبح أمرا ملحا، قائلا “سرت أصبحت أكثر الأماكن خطورة على الأمن والسلم ببلادنا بعدما باتت بؤرة للمرتزقة الروس والعصابات الإجرامية بعد طردهم من طرابلس وترهونة” (90 كيلومترا جنوب شرق طرابلس).
وأوضح أن “مرتزقة فاغنر” جعلوا قاعدة الجفرة ومطارها مركزا لقيادتهم وتمددهم للسيطرة على حقول النفط جنوبي البلاد.
وفي السياق نفسه، قال المتحدث باسم عمليات سرت والجفرة عبد الهادي دراه إن حديث بعض الدول عن احترام سيادة ليبيا، ورفض التدخل الخارجي، يجب أن يكون بالأفعال وليس مجرد بيانات. وأضاف دراه أن قوات حكومة الوفاق “لم تعد تقاتل قوات الانقلابي حفتر فحسب، بل تقاتل دولا مثل روسيا وفرنسا والإمارات”، مشيرا إلى استمرار استعدادات قوات الحكومة لاستعادة سرت والجفرة.
السودان وتشاد
وقالت مصادر محلية من مدينة الكفرة (جنوب شرقي ليبيا) للجزيرة إن أعدادًا كبيرة من المرتزقة من السودان وتشاد وصلوا جنوب مدينة أجدابيا، حيث يتجمعون مع مرتزقة من تشاد، تمهيدا للتوجه إلى محاور غرب مدينة سرت، وقاعدة الجفرة الجوية دعما لقوات حفتر.
وأعلنت قوات الدعم السريع السودانية أمس أنها أوقفت في مناطق مختلفة بإقليم دارفور (غربي السودان) 122 شخصا -بينهم 8 أطفال- كانوا متوجهين للعمل مرتزقة في ليبيا. ونفى متحدث باسم القوة وجود قوات سودانية تقاتل في ليبيا.
من ناحية أخرى، أدان رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا مصطفى صنع الله وجود من وصفهم بالمرتزقة الأجانب في المواقع النفطية، ووصف ذلك بأنه تعد صارخ من قبل مجموعات خارجة عن القانون.
وقال صنع الله -خلال لقاء في طرابلس مع سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا آلن بوجيا؛ إن إغلاق بعض الموانئ وحقول النفط لأكثر من 160 يوما تستفيد منه دول أخرى منتجة للنفط. وقال السفير الأوروبي إن الاتحاد يدعم مؤسسة النفط الليبية في جهودها لإعادة الإنتاج في أقرب وقت.
من ناحية أخرى، أعلنت عملية “بركان الغضب” التابعة لحكومة الوفاق تعرض محطة كهرباء خليج سرت لاعتداء، وأعمال سرقة، ونشرت العملية على فيسبوك بيانا قالت فيه إن قوات تابعة لحفتر اعتدت على المحطة، وسرقت معدات وأجهزة خاصة بالطوارئ.
ألغام طرابلس
وفي طرابلس، قالت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا أمس إن الألغام المضادة للأفراد -التي زرعت في الأحياء الجنوبية للعاصمة- أسفرت عن مقتل أكثر من 100 قتيل وجريح، بينهم عدد كبير من المدنيين، وذلك منذ انتهاء المعارك على أبواب العاصمة.
واضطرت قوات حفتر قبل أسابيع إلى الانسحاب نحو معاقلها في جنوب البلاد وشرقها، بعد إخفاق هجومها على طرابلس، مقر حكومة الوفاق المعترف بها دوليا.
واتهمت حكومة الوفاق والأمم المتحدة ومنظمة هيومن رايتس ووتش قوات حفتر بأنها خلفت وراءها حقولا من الألغام في الضواحي الجنوبية للعاصمة.
وفي سياق متصل، أعلنت هيئة البحث والتعرف على المفقودين في ليبيا اكتشاف واستخراج 9 جثث من إحدى المقابر الجماعية في مدينة ترهونة (جنوب شرقي العاصمة)، وأضافت الهيئة التابعة لحكومة الوفاق على صفحتها على فيسبوك أن فرقها تواصل تمشيط كافة المواقع التي يُشتبه في وجود مقابر جماعية بها.
وكانت حكومة الوفاق عثرت منتصف الشهر الحالي على 11 مقبرة جماعية، تضم نحو 160 جثة، عقب سيطرتها على ترهونة، التي كانت معقلا لقوات حفتر. وقالت مصادر ليبية إن العديد من الجثث المكتشفة تعود لمدنيين أعدمتهم مليشيا الكاني الموالية لحفتر بشبهة معارضتهم لها، كما أن بعض هذه الجثث تعود لأسرى حرب.
ودعا رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج المحكمة الجنائية الدولية لإرسال فريق للتحقيق بشكل عاجل في الجرائم التي ارتكبتها قوات حفتر.