محمد رمضان يحقق حلمه بتجسيد هذا الدور

اعتاد الفنان المصري محمد رمضان إثارة الجدل من خلال أغانيه وأفلامه ومسلسلاته. وفي آخر تجليات الإثارة أكد أنه يستعد لتجسيد قصة حياة النجم الراحل أحمد زكي، لتنفجر في وجهه دفعات من الانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي غالبيتها رافضة له، في وقت يبدو رمضان حريصا على تقديم نفسه باعتباره خليفة الفنان الراحل، ليس فقط في الملامح، لكن أيضا في المضمون وقصة الكفاح والأداء التمثيلي، وهو ما تحفظ عليه محبو زكي الذين يعتبرونه أيقونة فنية لا مثيل لها حتى الآن في مصر.

جسد محمد رمضان شخصية النجم الراحل في مسلسل “السندريلا” عندما كان يشق طريقه في مجال الفن، وقام بتقليده في برنامج “واحد من الناس”، قائلا “أتمنى تجسيد نجم التجسيد الأول ورئيس جمهورية التمثيل أحمد زكي”. منذ ذلك الوقت لم ينقطع شغف رمضان بتجسيد هذا الدور، حتى اختارته إحدى الشركات المنتجة له، مؤكدة أنه سوف يعرض مسلسل باسم “الإمبراطور” في موسم رمضان المقبل.

جدل لا يتوقف

كان من المفترض أن يقوم المؤلف والسينازيست وحيد حامد بكتابة العمل، لكنه تراجع دون إبداء أسباب واضحة سوى انشغاله، وتم الاستقرار على المؤلف بشير الديك لكتابة السيناريو، وهو المعروف أنه تعاون مع النجم الراحل في أفلام عديدة، منها “موعد على العشاء”، و“ضد الحكومة”، و“طائر على الطريق”، و“النمر الأسود” و“نزوة”.

أصبح العمل محاطا بمجموعة من التقديرات المتضاربة، فقد انتشر على مواقع التواصل فيديو قديم للمؤلف بشير الديك، قال فيه إن محمد رمضان لا يصلح لتجسيد شخصية الراحل، “ليس كل فنان أسمر يبقى أحمد زكي”، لكنه تراجع عن ذلك عقب موافقته على كتابة السيناريو، مشيرا إلى أن “رمضان الأنسب لتقديم هذا الدور”.

لمعرفة الحقيقة والأسباب التي دفعته إلى الرفض ثم القبول، لاقت “العرب” السيناريست المصري الذي يقول في حديثه معنا إنه علم في بداية الأمر من مواقع التواصل الاجتماعي بتجسيد الفنان محمد رمضان شخصية النجم أحمد زكي، وسيقوم بكتابة السيناريو وحيد حامد، ليفاجأ بمكالمة الأول له وترشيحه لكتابة السيناريو بحكم الصداقة والذكريات التي تجمعه مع الراحل، ويقوم بالتحدث مع وحيد حامد لمعرفة سبب اعتذاره، ويؤكد له الأخير أنه منهمك في كتابة الجزء الثالث من مسلسل “الجماعة” المفترض عرضه في رمضان المقبل أيضا.

ويضيف “وافقت في الحال لحبي الشديد للراحل ثم تعاقدت مع الجهة المنتجة ‘سينرجي’ على الفور، وأعقد حاليا جلسات مع صناع العمل للاتفاق على التفاصيل واختيار المخرج المناسب، بعدما تم ترشيح كاملة أبوذكري التي أكدت عدم خوضها السباق الرمضاني المقبل، ومحمد شاكر خضير، وسيعلن عن اسم المخرج بشكل رسمي قريبا”.

وأكد رامى عزالدين بركات، الأخ غير الشقيق للفنان الراحل هيثم أحمد زكي والوريث ‏الشرعى الوحيد له، أنه لم يوافق على كتابة المسلسل والتطرق إلى حياة الراحل، وذلك بعد تصريح المخرج كريم إسماعيل، وهو الصديق المقرب لهيثم، قال فيه إن هيثم ووالده يرفضان التطرق إلى حياتهما الخاصة.

وكشف بلال عبدالغني، الوكيل القانوني لرامي، أن رمضان لم يخطرنا بعمل المسلسل وينتظر إخطاره بالأمر للموافقة على تجسيد قصة حياة ‏الراحل بعد التأكيد على أن العمل يحترم تاريخ الراحل، وأنه سيطلع بنفسه على السيناريو ويبدي ‏رأيه في الأمر، فلا بد من علم وموافقة الأسرة أولا كإجراء قانوني حفاظا على حق الورثة الشرعيين، لأن والد رامي يرفض التطرق إلى الحياة الشخصية لزوجته الفنانة الراحلة هالة فؤاد، طليقة أحمد زكي، وإذا حدث سيعرضهم للمساءلة القانونية.‏

يقول بشير الديك لـ”العرب”، “هناك جلسات عمل للاتفاق على جميع التفاصيل، وبالتأكيد الجهة المنتجة ستعود للأسرة لإبداء رأيها، فنحن لا نريد الضرر بسمعة الفنان الراحل الذي يستحق الذكرى الجيدة، فهو فنان كبير وله إسهامات عظيمة في مجال الفن”. ويضيف أنه لن يتطرق إلى حياته الشخصية، “احتراما لرغبته السابقة، فحياته مليئة بالإنجازات التي لا بد من تسليط الضوء عليها، وقصة حياته الفنية وطموحه حتى أصبح نجما كبيرا حافلة بالحكايات التي يجب أن تروى”.

سيرة مشوقة

كان الراحل أحمد زكي يتمتع بالحس الفكاهي وخفة الظل، حتى في أوقات مرضه وإصابته بمرض السرطان لجأ إلى التخفيف عن نفسه وعلى من حوله بالسخرية والضحك، كي لا يشكل ضغطا عليهم، وفي رأي الديك أن هذه التفاصيل “لا بد أن يعلمها الجمهور ليعرف أنه بالفعل نجم حقيقي مكافح يستحق كل ما وصل إليه”. ويشير إلى أنه تعاون مع الراحل في عدة أعمال، وسوف يسرد قصة كل فيلم وكواليسه، وكيف كان يستعد لتصوير أفلامه، وهو في شدة تعبه لم يعتذر بل واصل التصوير ليقدم السعادة للمشاهدين، وعلى الرغم من قربه له، إلا أنه سوف يستعين ببعض المراجع حتى يتمكن من تقديم سيرة دقيقة، وسيلجأ إلى عدد كبير ممن تعاونوا معه، من مخرجين ومؤلفين لتخزين أكبر قدر من المعلومات عن حياته دون التطرق إلى زيجاته وخلافاته الشخصية التي تخصه بمفرده.

ويلفت لـ”العرب” إلى أنه يجهز المعالجة الدرامية ثم السيناريو، حيث ما زال أمامه الوقت لتقديم وجبة دسمة ثرية تليق بتاريخ أحمد زكي، فالعمل سيعرض في موسم رمضان المقبل، وهو وقت مناسب مثلما حددته الجهة المنتجة التي تخطط لتصويره خلال فترة طويلة كي يأخذ حقه، إضافة إلى استعداد بطل العمل محمد رمضان الكامل لتجسيد الشخصية والقراءة عنها فهو لن يقوم بتقليده، بل سيقدم حياته لوجود تشابه بينهما يساعده كثيرا في إقناع الناس بالدور، خاصة أن رمضان يتمنى تقديم هذه السيرة منذ أعوام كثيرة.

ويستنكر بشير الديك التصريحات التي ترددت بأن رمضان لا يصلح لتجسيد حياة الراحل، موضحا أنه من النجوم الشباب الذين يعملون باجتهاد ويتطورون سريعا، والدليل على ذلك النجاح الساحق الذي حققه مسلسله الأخير “البرنس” وهو يجيد في كل دور يقدمه لامتلاكه الموهبة، والتعاون معه سيكون مثمرا، الأمر الذي سيتأكد من خلال العمل.

ويتابع “لا أقلق من العودة إلى الموسم الرمضاني بهذا المسلسل، وهو ليس مخاطرة لي، لأني أعلم جيدا ماذا سأقدم، وأنا مشتاق بالفعل لجمهوري الذي يتساءل عن غيابي طوال الفترات الماضية، كما أملك العديد من الذكريات خلال الأفلام التي قدمتها مع النجم الراحل، وأريد إظهارها للنور، وهذا العمل الجيد وما أملكه من خبرة يجعلاني أقدم مسلسلا متكاملا شاملا”.

وعلى الرغم من غياب الديك عن الشاشة لفترة، غير أنه لم يبتعد عن الكتابة فهو كان يواصل كتابة سيناريوهات مسلسلات وأفلام عدة، منها مسلسل عن حياة الراحل فريد شوقي وزوجته هدى سلطان، وتفاصيل حياتهما الفنية.