اصبحت كلمة استثمار وتشغيل من اكثر الكلمات المفتاحية التي يتم البحث عنها في محركات البحث عبر منصات الانترنت وأصبحت لدى ثقافة المواطن العربي، حيث تتجه نحو الدور الريادي في تقديم خدمة للمجمع وتحسين الوضع المادي له وبالتالي ينعكس بشكل تلقائي على مستواه الاجتماعي وفق نظام هرم ماسلو.
ولو عدنا للتاريخ القديم فان عمل العرب في التجارة والزراعة والرعي تعتبر في حينه من اهم مقومات الاستثمار، لا سيما ان الفرس والروم كانوا يعتمدون في ايجاد الثروة والموارد عبر الحروب والاحتلال والسطوة العسكرية ، وفي هذا القرن تعتبر معادلة تحقيق الثروات بالحروب لم تعد مجدية نتيجة اعتبارات كثيرة وتوفر التكنولوجيا وسهولة الوصول للموارد بسهولة، ولهذا تعتبر تركيا محط انظار ومنطقة جاذبة لتوفر القرار السياسي وجذبه للمستثمرين وتوفر عوامل مهمة منها اراضي زراعية وصناعية وبيئات مختلفة ووجود قوانين تحمي المستثمر الخارجي بشكل خاص٬ ولهذا يطمح الكثيرون في الاستثمار بتركيا ولكن السؤال الاهم ما هي نقاط القوة والفرص التي توفرها الدولة التركية التي تشجع على الاستثمار في تركيا.
في هذا المقترح نقدم التفاصيل التي تحدد مسارك الاستثماري في تركيا من خلال معطيات تساعدك على اتخاذ القرار السليم:
١-استراتيجية تركيا في المشاريع الصغيرة والمتوسطة: حيث تتبنى الدولة التركية استراتيجية دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتبنيها، حيث خلال السنوات الماضية كان من الواضح الاجراءات العملية و التي أنفقت ما يقرب من 5.3 مليار ليرة تركية (قرابة 1.4 مليار دولار) لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، اعتباراً من عام 2018م.
الحكومة رفعت أيضاً من الحد الأعلى لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة من 40 مليون ليرة (10.5 مليون دولار تقريباً) إلى 125 مليون ليرة (32.8 مليون دولار تقريباً)
تشكل الشركات الصغيرة والمتوسطة نحو 51 في المئة من فرص العمل في تركيا، تُساهم بشكل كبير في خفض البطالة وايضا عدم قدرة التجار الكبار على المستوى الدولي من التحكم بالموارد، مُضيفاً أن هذه الشركات تُساهم بجزء كبير أيضاً من صادرات تركيا.
الحكومة عملت على تقديم نحو 524 مليون ليرة (137.3 مليون دولار تقريباً) لدعم 2049 شركة صغيرة ومتوسطة…
٢- الاراضي الزراعية وتوفرها: الاستثمار الزراعي في تركيا واحدة من أهم الموارد الاقتصادية التي تمتاز بها تركيا عن العديد من دول العالم وذلك لاهتمامها البالغ بالاستثمار الزراعي، سواء كان عن طريق مستثمرين محليين، أو أجانب، حيث تأتي تركيا في المرتبة الأولى أوروبيًا، والسابعة عالميًا، من حيث الإنتاج الزراعي.
تزيد مساحة الأراضي المنزرعة في تركيا عن 31% من مساحة اليابسة، وهو ما يعادل حوالي 239 مليون، و430 ألفًا، و550 ديكار، في حين أن الأراضي الصالحة للزراعة تمثل حوالي 50% من مساحة تركيا.
تزيد أنواع المنتجات الزراعية في تركيا عن 1600 نوع، حيث تقوم بالتصدير لأكثر من 180 دولة على مستوى العالم.
تعتبر محافظة قونيا هي صاحبة المركز الأول من حيث المساحة المنزرعة في تركيا، حيث تقدر بحوالي 19 مليون، و107 ديكار، وتشتهر بإنتاجها للحبوب.
٣- صادرات تركيا تفيدك كمدخل لتحديد استثمارك المستقبلي: تبيّن الأرقام أن ألمانيا تعد الوجهة الأولى للصادرات التركية، إذ وصل حجمها في فبراير 2020 ملياراً و341 مليون دولار.
فيما حلت روسيا بالمرتبة الأولى من حيث الواردات إلى تركيا، إذ بلغت في فبراير، ملياراً و714 مليون دولار.
جاوزت قيمة صادرات تركيا السلعية إلى روسيا، مبلغ مليار و10 ملايين دولار في الربع الأول 2020، وفق معطيات اتحاد المصدرين شرقي البحر الأسود التركي.
وأوضحت المعطيات أن الصادرات التركية إلى روسيا نمت بنسبة 17 % على أساس سنوي، خلال الفترة بين يناير/ كانون الثاني ومارس/ آذار 2020.
وجاءت الخضروات والفواكه الطازجة، على رأس الصادرات التركية إلى روسيا بقيمة بلغت 200 مليون و837 ألف و973 دولار.
وكان إجمالي قيمة الصادرات التركية حول العالم، نمت بنسبة 2 بالمئة في 2019، إلى 180.468 مليار دولار، بحسب تصريحات سابقة لوزيرة التجارة التركية روهصار بيكجان.
٤-الوضع التركي بعد ٢٠٢٣ والاتفاقات المكبلة والمشاريع الاستراتيجية التي سيتم انجازها : ففي هذا التاريخ ستتخلص من قيود معاهدة لوزان، وكما توعد الرئيس رجب طيب أردوغان دول أوروبا والعالم بأنه بحلول 2023 ستولد دولة تركيا من جديد، فتركيا منذ اعتلاء حزب العدالة والتنمية الحكم عام 2002 بقيادة الزعيم رجب طيب أردوغان حققت إنجازات عظيمة حيرت العالم وبذلك أصبحت تشكل تهديدا لكبريات القوى العالمية، حيث أن أردوغان قفز ببلاده من المرتبة 111 إلى المرتبة 16 اقتصاديا وبذلك أصبحت تركيا ضمن مجموعة العشرين وهي مجموعة تضم أكبر الاقتصادات في العالم على الإطلاق، ووصل الناتج القومي لتركيا عام 2013 إلى حوالي تريليون و100 مليار دولار وهو ما يساوي الناتج المحلي لأقوى ثلاث اقتصادات في الشرق الأوسط وهي السعودية والإمارات وإيران، ومن الإنجازات التي حققها أردوغان كذلك زيادة الإنتاج الزراعي والصناعي والتجارة الحرة وذلك بتوفير جو ملائم للمستثمرين وزيادة عدد الشركات وغزو تركيا للسوق العالمية بمنتوجاتها.
وفي المجال الصناعي فتركيا صنعت في ظل حكومة مدنية أول دبابة مصفحة وأول ناقلة جوية وأول طائرة بدون تيار وأول قمر صناعي حديث واستطاعت تركيا أن تصنع غواصتين نوويتين بمبلغ 60 مليون دولار فقط علما أن ثمنهما يساوي 300 مليون دولار، وفي عشر سنوات تم بناء 125 جامعة و198 مدرسة و510 مستشفى. ولا ننسى مطار إسطنبول الجديد الذي يعتبر من أكبر المطارات في العالم والذي بدأ افتتاحه هذا العام وعدد المساجد التي بنيت في عهد الطيب أردوغان وغيرها من الإنجازات العظيمة. هذا وتطمح تركيا لأن تصبح في عام 2023 من بين أقوى 10 دول في العالم
الآن نفهم ماذا يعني عام 2023 بالنسبة لتركيا، ولماذا يكثر الرئيس أردوغان ذكر هذا التاريخ على لسانه، ولماذا يقول: (سنكون خلفا لخير سلف)، لأنه تاريخ الخلاص من قرن من القيود المجحفة ولأنه تاريخ تحقيق أكبر الإنجازات على الإطلاق.
٥- المستوى التكنولوجي ودخول تركيا عالم السايبر بقوة وافق احتلال المستقبل: حيث بدأت تركيا فعليا إنتاج سيارتها القومية بتقنية محلية بنسبة 100% مطلع هذا العام، فيما بلغت عائدات صناعة وتصدير السيارات وقِطَعها خلال عام 2019 قرابة 32 مليار دولار، في مجالات التكنولوجيا، ارتفع عدد مراكز “تكنوباركس” التي تضم شركات التقنية التركية من مركزين في عام 2001 إلى 84 مركزا عام 2019 موزعة على 56 مدينة تركية.
وتعمل تركيا حاليا على تنفيذ برامج “أتمتة الإنتاج” التي ستمكنها من زيادة قيمة صادرات الصناعات التحويلية إلى 210 مليارات دولار في عام 2023، كما تسعى إلى زيادة حصة نفقات البحث والتطوير إلى 1.8% من موازنة الدولة.
٦-نجاح تركيا في التعامل مع ازمة كرونا وكيف خرجت باقل الاضرار وكيفية يمكن الاستثمار في السياحة العلاجية: نجحت تركيا في إدارة عملية مكافحة تفشي الفيروس، ونفذّت العملية بأقل قدر من الضرر حتى الآن، وبنجاح أكبر بكثير من أي بلد آخر، وذلك بفضل التدابير المبكرة التي اتخذتها.
وبالإضافة إلى ذلك؛ أجرت تركيا لمواطنيها -حتى الآن- مليونًا ومئة ألف اختبار للكشف عن “كوفيد-19″، وقدّمت العلاجَ المجاني لجميع الحالات المصابة التي بلغت نحو مئة وخمسين ألف مصاب، وفي الوقت نفسه وزّعت على مواطنيها ملايين الكمامات بشكل مجّاني تماما.
وبالنسبة للمواطنين القادمين من الخارج؛ فقد تم استقبال عشرات الآلاف منهم في مساكن الطلبة (التابعة للجامعات) لإخضاعهم للعزل الصحي مدّةَ أربعة عشر يوما، وطوال مدّة الحجر الصحيّ تم تأمين كل احتياجاتهم على نفقة الدولة. وأمّا الأشخاص الذين تضرّروا ماديّا وتوقفت معاشاتهم جرّاء قيود حظر التجوّل المطبّقة؛ فقد حصل ما يقارب أربعة ملايين شخص على المساعدات المالية (النقدية) من الدولة.
وفي هذه الأثناء التي كانت فيها الحكومة التركية تقدِّم كل الرعاية والدعم لمواطنيها؛ لم تنسَ شعوبَ البلدان الأُخرى، فأرسلت إمدادات طبية إلى نحو سبعين دولة، مما يجعلها البلد الأكثر نجاحًا في مساعدة البلدان الأخرى في هذه الجائحة، وقد تم التبرع ببعض هذه المواد، وأرسل بعضها بثمنها.
ومن بين الدول التي تم تقديم المساعدة إليها: الولايات المتحدة، وإيطاليا، وبريطانيا، وإسبانيا، ودول البلقان، بالإضافة إلى الصومال، وكزاخستان، وليبيا، وسوريا، والعديد من الدول الأفريقية. وهذا يُظهر مرة أخرى أن تركيا -مقارنة بدخلها القومي وعدد سكانّها- هي الدولة الأكثر تبرُّعًا بالمساعدات الإنسانية في العالم ومنذ سنوات عديدة.
واخيراً ومن خلال قراءة للمشهد التركي من خلال عدة زوايا نقول بان فرص المستثمرين في تركيا ترتفع وفق المعطيات التي تم طرحها في الموضوع، ويبقى قرار تحديد مسار الاستثمار حسب الوليات المستثمر ومجال خبرته الخاصة ونقاط قوته ايضا وتحصيل مزيد من المعلومات حول المسار الذي سيختاره وفق بيئة العمل في تركيا.
الكاتب: محمد صلاح ابو العلا
أوربا حولت مئات الكنائس إلى بارات وملاهي ليلية وصالات للقمار. بينما المسلمين وخاصة الأتراك حولوا عدد قليل جداً جداً من الكنائس إلى المساجد. وتحويل الكنيسة إلى مسجد تعني الابقاء على قدسية المعبد. وفي تركيا ا لحكومة قامت بإعادة بناء وترميم أكثر من 500 كنيسة في تركيا رغم قلة المسيحيين في تركيا.
في المانيا قام أحد الأتراك بشراء كنيسة تم بيعها في مزايدة علنية. وحولها إلى مسجد. وفي افتتاح المسجد حضر رئيس الكنائس في المانيا. وعند إلقاء كلمته قدم شكره للجالية الأسلامية في المانيا وخاصة الجالية التركية. لأن المسلمين حافظوا على قدسية المعبد. بينما الشركات الالمانية حولوا جميع الكنائس إلى بارات وملاهي ليلية وصالات للقمار