تثار التساؤلات، بعد إعادة اعتبار “آيا صوفيا” مسجدا، مصير الجداريات والأيقونات والفسيفساء المسيحية في المعلم الذي استمر 86 عاما كمتحف بعد قرار مجلس الوزراء التركي عام 1934.
وذكرت صحيفة “حرييت”، أنه سيتم تغطية الجداريات والفسيفساء، باستخدام تنقنية الليزر، وأن ذلك سيشمل منطقة الوجه فقط.
وأشارت إلى أن هذا الإجراء، سيقتصر فقط خلال أوقات الصلاة، موضحة أن الرسومات ستغطى وجوهها عبر الإمكانات التقنية، وستبقى الأجنحة فيها مفتوحة.
وأضافت، أنه لهذا الغرض، يتم دراسة دقيقة بشأن النظام الخاص لذلك.
وأشارت إلى أنه سيتم تعيين خمسة موظفين من أئمة ومؤذنين لمسجد آيا صوفيا.
ولفتت إلى أنه سيتم تعيين أئمة يجيدون اللغة الإنجليزية، ولديهم قوة خطابية، في مسجد آيا صوفيا، وسيكون لهم دور في توفير المعلومات للسياح، مثل المسؤولين في وزارة الثقافة.
وأكدت الصحيفة، أن فتح آيا صوفيا كمسجد، لن يقلل من هويته التراثية العالمية التاريخية، ويمكن لعدد أكبر من السياح زيارته، مثلما يزورون كنائس نوتردام في باريس وغيرها من الكنائس التاريخية في أوروبا.
وفي تقرير آخر، نقلت الصحيفة، عن رئيس الشؤون الدينية التركي، علي أرباش، بشأن الجداريات والفسيفساء، قوله، إنه “من المهم حماية المعالم التاريخية في آيا صوفيا، وعدم التسبب بوجود أي وضع يؤثر على تلك الآثار”.
وأشار أرباش، إلى أن المجلس الأعلى للشؤون الدينية، سيصدر قرارا بشان كيفية التعامل معها.
من جهته قال رئيس الشؤون الدينية التركي السابق، محمد قورمز، إنه لا يوجد في التعاليم الدينية، أي نص يمنع أداء الصلوات في الأماكن التي توجد فيه صور، هناك مكروهية فقط، وبما أنه لا توجد صور في اتجاه القبلة بآيا صوفيا، فلا يوجد أي عقبة أمام أداء العبادة”.
وتابع قائلا: “نظرا لعدم وجود عقبة قانونية أمام فتح آيا صوفيا، فإن الفسيفساء واللوحات الجدارية لا تمنع القيام بالعبادة وأداء الصلاة”.
من جهتها قالت صحيفة “يني شفق”، إن الصلوات الخمس ستقام في مسجد آيا صوفيا، وسيقرأ القرآن فيه على مدار الـ24 ساعة.
وأشارت إلى أن المجلس الأعلى للشؤون الدينية، يجري دراساته، لإيجاد صيغة لا تتعارض فيه العبادة والسياحة في آيا صوفيا.
وأوضحت، أن السياح سيتمكنون من زيارة آيا صوفيا، في أوقات محددة لرؤية الجداريات والفسيفساء بشكل يومي.
ولفتت إلى أن السياح الأجانب سيتمكنون من زيارة المعلم التاريخي مجانا، وسيتم إنشاء ممرات خاصة لهم، بحيث يتمكنون من الزيارة داخل آيا صوفيا دون أي صعوبات.
وأشارت إلى أنه يتم تجهيز سجاد خاص لمسجد آيا صوفيا، مقاوم للبكتيريا.
يشار إلى أنه تم إغلاق صفحة “تويتر” الخاصة بـ”متحف آيا صوفيا”، وتم تغيير اسمها إلى “مسجد آيا صوفيا الكبير”، على موقع المعالم التابع لوزارة الثقافة والسياحة.
وأمس الأحد، أجرى مسؤولون أتراك، زيارة تفقدية لمسجد “آيا صوفيا” بمدينة إسطنبول، استعدادا لفتحه للعبادة خلال الأيام المقبلة.
ومن أبرز المسؤولين المشاركين في الزيارة، وزير الثقافة والسياحة محمد نوري أرسوي، ورئيس الشؤون الدينية علي أرباش.
وفي تصريحات للصحفيين، قال أرسوي، إن الزيارة التفقدية تشمل تقييم التعديلات التي ستطرأ على “آيا صوفيا” قبل افتتاحه للعبادة في 24 تموز/ يوليو الجاري.
وأضاف أن الفريق المسؤول عن عملية التقييم يشمل مختصين في مجالي الترميم والتاريخ، إضافة إلى مهندسين معماريين.
بدوره، أوضح أرباش أن العبادة في مسجد “آيا صوفيا” ستبدأ مع صلاة الجمعة، “حيث نخطط لتكليف إمامين اثنين و4 مؤذنين بالمسجد”.
وأضاف قائلا: “ستقام بالمسجد 5 صلوات يوميا بشكل منتظم، اعتبارا من جمعة 24 تموز/ يوليو”.
وألغت المحكمة الإدارية العليا، الجمعة، قرار مجلس الوزاء الصادر بتاريخ 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 1934، بتحويل “آيا صوفيا” في إسطنبول من مسجد إلى متحف.
وقال مجلس الدولة، إن “آيا صوفيا” مدون في وثيقة سند الملكية بتوصيف مسجد ولا يمكن تغييره.
وصدر القرار المكون من 19 صفحة، عن “مجلس الدولة”، أعلى سلطة قضائية بالبلاد، وبالإجماع، بعد عقود من التجاذبات، ووسط توترات مع أطراف خارجية بشأنه، لا سيما اليونان التي تعتبر أن “آيا صوفيا” إرث مرتبط بها وبتاريخ الإمبراطورية البيزنطية.
.
المصدر/ arabi21