بعد 4 سنوات من محاولة الانقلاب.. هكذا جعل أردوغان الجيش أكثر فعالية

مرت أربع سنوات، على محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا في 15 تموز/ يوليو 2016، بتنفيذ عناصر من الجيش التركي، وانتهت بالفشل.

وعقب المحاولة الانقلابية الفاشلة، بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإعادة بناء الجيش التركي الذي كان أكثر القطاعات المتضررة من محاولة الانقلاب، شمل ذلك حملة تطهير طالت الآلاف في صفوف القوات البرية والبحرية والجوية، ورئاسة الأركان، من الموالين لمنظمة “غولن” المتهمة بمحاولة الانقلاب الفاشلة.

الجيش التركي في 5 جبهات

وبعد محاولة الانقلاب، وإعادة هيكلة الجيش التركي، وتصفية عناصر “غولن” منه، فقد بات أكثر ديناميكية وفاعلية في الساحة الإقليمية والدولية، وانطلقت عملياته خارج حدود تركيا بدءا بعملية “درع الفرات” في الشمال السوري ضد تنظيم الدولة، وصولا إلى ليبيا التي ساهمت فيها القوات المسلحة التركية بتحويل المسار لصالح حكومة الوفاق الوطني.

وبرز الملف الليبي وشرق البحر الأبيض المتوسط، على جدول أعمال الجيش التركي في تأمين حدوده البحرية، ينطلق في بعده العملياتي إلى خارج الحدود البرية، ووقعت أنقرة اتفاقيات مع حكومة الوفاق الليبية غيرت من التوازنات في المسار الليبي، ووضعت حدا للفخاخ ضدها في شرق المتوسط كما تقول.

وعززت القوات التركية من تواجدها في شرق المتوسط، وسط نزاع متصاعد حول المناطق الاقتصادية الخالصة، والثروات النفطية، وأجرت مناورات عدة، ما جعل الرئيس الفرنسي يقوم بدعوة أوروبا إلى وضع يدها على الملفات الجيوسياسية في منطقة البحر الأبيض المتوسط خشية من “القوى الجديدة” هناك.

وقال الرئيس التركي، مرات عدة، إن بلاده أحبطت مخططا لحصر بلاده في شرق المتوسط، مشيرا إلى أن الخطوات التي اتخذتها أنقرة أفشلت تلك الخطط.

وذكرت مصادر اعلامية أن القوات التركية المسلحة، كانت على رأس المؤسسات التي عانت من محاولة الانقلاب التي تقف خلفها منظمة “غولن”، ولكنها باتت الآن أكثر قوة.

وأشارت إلى أن الجيش التركي الذي أطلق عملية درع الفرات في الشمال السوري، بعد فترة قصيرة من محاولة الانقلاب، يعمل الآن في جبهات خمس، وفي آن واحد.

وأضافت أن الجيش، لم يعد يشار إليه بالانقلابات، وأصبح تحت إمرة الأمة التركية، لا يخضع لسياسات الناتو بشكل كامل، ويؤدي مهام صعبة في العمليات التي سيكون لها تأثير على مستقبل تركيا.

وأوضحت، أن الجيش التركي، أصبح الآن يكافح لإنشاء منطقة آمنة بعملياته شمال العراق، ونقاط تمركزه هناك، وحقق نجاحات في مناطق “درع الفرات”، و”غصن الزيتون”، و”نبع السلام” في شمال شرق وغرب سوريا، وأخيرا يعمل الآن في الجبهة الخامسة ليبيا، التي تعد أكثر سخونة بالنسبة للقوات التركية، في أجواء يخرق فيها القانون الدولي، وينتهك المجال الجوي، ويتدخل فيها كافة الجهات الفاعلة مثل سوريا، البعض منها تشارك فعليا بشكل مباشر، بتوفير الدعم الجوي أو العسكري.

وأشارت إلى أن الهجوم الذي نفذته الإمارات، بمقاتلات “ميراج” الفرنسية على أنظمة الدفاع الجوي التركية في قاعدة الوطية غربي العاصمة طرابلس، يلخص تعقيدات المشهد في ليبيا، والبيئة المعقدة التي يعمل فيها الجيش التركي.

التوازنات الدولية

على صعيد آخر، لفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تركز الآن على الانتخابات الرئاسية التي ستعقد في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، ما أسفر عن جمود في سياستها الخارجية، فيما يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسحب قوات بلاده من سوريا والبحر الأبيض المتوسط.

اقرأ أيضا

انفجارات تستدعي استجابة عاجلة: النيران تلتهم الأحياء الفقيرة…

وأضافت أن التدخل الأمريكي في سوريا، هدفه انسحاب إيران وحزب الله والقوات الروسية من سوريا، بمنظور إسرائيلي، لكن الولايات المتحدة على جبهة أخرى شمال شرق سوريا، تسعى لتمكين الوحدات الكردية المسلحة و”الممر الإرهابي” الذي تعمل على إنشائه على الحدود مع تركيا ما يشكل تهديدا لأمنها القومي.

وتابعت، بأن الولايات المتحدة تسعى لتحقيق أهدافها في سوريا وبناء “دولة إرهابية مستقلة” للوحدات الكردية المسلحة، ومن ثم سحب قواتها من هناك، كما أن موقفها من رئيس النظام السوري بشار الأسد أصبح أكثر ليونة.

وأشارت إلى أنه في ليبيا، على ما يبدو فإن الولايات المتحدة عازمة على السير إلى جانب تركيا، وبإفادة أخرى، تحقيق المواجهة بين أنقرة وموسكو في البلد الأفريقي.

ووقفت تركيا، إلى جانب حكومة الوفاق الوطني، وقدمت لها كافة أشكال الدعم، استنادا للخارطة التي رسمها الأميرال التركي جهاد يايجي في شرق المتوسط.

وأضافت الصحيفة، أن تركيا، تسعى للحفاظ على مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية، وزادت من فعاليتها الجيوسياسية في شرق المتوسط، لمواجهة الخطط الرامية لاستبعادها من المشاركة في التقاسم العادل للرواسب الهيدروكربونية.

وتابعت بأن تركيا، تحقيقا لأهدافها في شرق المتوسط، ومنع تقسيم ليبيا، قدمت الدعم اللازم لحكومة الوفاق الليبية المعترف بها من الأمم المتحدة، وأن عملية الجيش الليبي في سرت-الجفرة قد تبدأ في أي لحظة، بعد انتهاء التحضيرات العسكرية لها.

ونوهت إلى أن تحرير سرت والجفرة لا يكفي للسيطرة الفعلية على ليبيا، التي تبلغ مساحتها 1.76 مليون كم مربع، موضحة أن تركيا وحكومة الوفاق بحاجة للسيطرة على كامل ساحل البلد الأفريقي.

الدفاعات الصناعية

وبالتوازي مع عمليات الجيش التركي الذي زاد من نشاطه الخارجي، فقد ركزت تركيا على الصناعات الدفاعية المحلية، وتمكنت من تحقيق نقلة نوعية خاصة في مجال صناعة المسيرات التركية التي كان لها بصمات كبيرة في سوريا وليبيا.

ونجحت تركيا، في صناعة العديد من الأسلحة، من أنظمة دفاع جوي، ومدرعات ودبابات، وتسعى لتدشين طائراتها الحربية في عام 2023.

وكشف الرئيس التركي، أن بلاده حققت نقلة نوعية في الإنتاج المحلي الدفاعي، مشيرا إلى أنه حقق ارتفاعا بنسبة 70 بالمئة في الوقت الحالي، وأصبحت تركيا تنفذ مشاريعها الضخمة.

وتضاعفت ميزانية الصناعات الدفاعية في السنوات الأخيرة، لترتفع إلى 60 مليار دولار، ومع استمرار تقدم المشاريع، فقد ارتفع هذا الرقم إلى أكثر من 75 مليار دولار.

وبلغ الإنفاق على البحث والتطوير، الذي كان غائبا، ليتجاوز الـ1.5 مليار دولار في عام 2019، وباتت شركات تركية ضمن قائمة أكبر شركات الدفاع بالعالم.

عربي 21

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.